هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في باب بدء الخلق، والأدب، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الفضائل.
[ ص: 553 ] ثانيها:
لم يذكر أبو مسعود nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي وغيرهما أن nindex.php?page=showalam&ids=144لحسان بن ثابت رواية في هذا الحديث ولا ذكروا له حديثا مسندا، وإنما أوردوا هذا الحديث في مسند nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وخالف خلف فذكره في مسند حسان، وأنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث، وذكر في مسند nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرجه في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=11931أبي اليمان به، وذكر ابن عساكر لحسان حديثين مسندين أحدهما هذا، وذكر أنه في nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، قال: وليس في حديثه استشهاد حسان به وأنه في nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي مرة بالاستشهاد، ومرة من حديث سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بعدمه.
ثم أورده في مسند nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عنه.
وفي كتاب "من عاش مائة وعشرين سنة من الصحابة" من حديث عبيد الله بن عبد الله، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مر بحسان.. الحديث.
قال المنذري: وسعيد لم يصح سماعه من nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، فإن كان سمع ذلك من حسان فيتصل.
[ ص: 554 ] قلت: nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري أخرجه في بدء الخلق من طريق سعيد، قال: مر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في المسجد.. الحديث، وفيه: ثم التفت إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وقال: أنشدك بالله.. فذكره، وصرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بسماع سعيد له من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وقيل: إن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبا سلمة سمع من حسان.
الثالث:
حسان هذا هو ابن ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي النجاري الشاعر، المدني أبو الحسام، أو أبو الضرب أو أبو عبد الرحمن شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمه الفريعة بنت خالد الصحابية، وكان قديم الإسلام ينصر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلسانه، ولم يشهد معه مشهدا؛ لأنه كان يجبن، وقيل: إنه كان شجاعا، فأصابته علة، فحدث ذلك به؛ واستبعد ذلك؛ فإن العرب لم تعيره به، وكان يهاجهم ولسانه فيهم أشد من النبل.
وقد يجاب بأنه لما كان ينافح عن الشارع عصمه الله عن ذلك ببركته، عاش مائة وعشرين سنة، وكذا آباؤه الثلاثة، ولا يعرف لغيرهم من العرب مثله كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم.
وقد قيل: مات حسان سنة خمسين. ولحسان ولد اسمه عبد الرحمن، فكان إذا ذكر ما عاشه سلفه استلقى على فراشه وضحك وتمدد، وتوهم أنه يعيش كذلك، فمات وهو ابن ثمان وأربعين سنة.
ولا يعرف خمسة من الشعراء على نسق واحد، شاعر ابن شاعر ابن شاعر إلا هؤلاء.
[ ص: 555 ] أما من عاش مائة وعشرين، ستين في الجاهلية، وستين في الإسلام، فذكر nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح مع حسان — على إشكال فيه — nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام، ولم يذكر غيرهما، وتبعه النووي في "تقريبه"، وزاد في "تهذيبه" فقال: لا يعرف لهما مشارك في ذلك.
وليس كما ذكر فقد ذكرت في كتابي "المقنع في علوم الحديث" ثمانية أنفس أخر.
أما من عاش مائة وعشرين مطلقا فجماعة أخر أفردهم ابن منده في جزء، وكان لحسان لسان طويل يضرب به أذنه، مات في خلافة معاوية، بعد أن عمي سنة خمس أو أربع وخمسين، وقيل: خمسين، وقيل: توفي قبل الأربعين في خلافة علي.
الرابع:
ليس في الباب ما ترجم له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه أنشد في المسجد، نعم فيه في باب بدء الخلق من حديث سعيد: مر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب في المسجد وحسان ينشد فلحظ إليه، فقال: كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.. الحديث، nindex.php?page=showalam&ids=11998ولأبي داود: فخشي أن يرميه برسول [ ص: 556 ] الله - صلى الله عليه وسلم - فأجازه، وعدل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن هذا الحديث هنا ليقدح الطالب فكره، ويشحذ ذهنه؛ ولأن فيه الأمر بالإجابة عن الشارع، والدعاء بالتأييد، وهو لأجل إجابته عنه.
الخامس: الحديث ظاهر في جواز إنشاد الشعر فيه، وقد اختلف العلماء في ذلك: فأجازته طائفة إذا كان الشعر فيما لا بأس بروايته، قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12873ابن الماجشون nindex.php?page=showalam&ids=16967ومحمد بن سلام ينشدان الشعر، ويذكران أيام العرب، وقد كان اليربوع والضحاك بن عثمان ينشدان nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا ويحدثانه بأخبار العرب، فيصغي إليهما.
[ ص: 557 ] وحديث جبير nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس مثله.
وحديث أسيد بن عبد الرحمن أن شاعرا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد، فقال: أنشدك يا رسول الله؟ قال: "لا" قال: بلى. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم: "فاخرج من المسجد" فخرج فأنشد فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبا، وقال: "هذا بدل ما مدحت به ربك".
وأجاب الأولون بالطعن في هذه الأحاديث:
[ ص: 558 ] أما حديث عمرو؛ فقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم: لا يصح؛ لأنه صحيفة. وإن كنا لا نوافقه.
وأما حديث حكيم؛ فضعفه عبد الحق، وبينه ابن القطان بما فيه نظر، وحديث جبير طعن فيه، وكذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رده nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي بالفرات بن السائب، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ضعيف منقطع.
وحديث أسيد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في إسناده ابن أبي يحيى، وحالته معروفة، وحديث الباب هنا، وفي بدء الخلق دال لهم إذ كان ذلك بحضرة الصحابة، ولم ينكره أحد منهم، ولا أنكره nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أيضا، فدل على أن الشعر الكائن بهذه المثابة لا يمنع منه، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي مصححا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينصب لحسان منبرا في المسجد، فيقوم عليه يهجو الكفار.
ويحمل النهي على تسليم الصحة على ما كان فيه السخف والباطل، وهذا أولى من تأويل أبي عبد الملك: أن ذلك كان في أول الإسلام، وكذا لعب الحبش فيه، وكان المشركون إذ ذاك يدخلونه، فلما كمل الإسلام زال ذلك كله، وكذا قول nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: يجوز أن يكون الشعر [ ص: 559 ] الذي يغلب على المسجد حتى يكون كل من فيه متشاغلا به، كما تأول nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد في قوله - صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=655688 "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا" أنه الذي يغلب على صاحبه.