هذا الحديث ذكره في الطب ، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال : حسن صحيح . قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : وفي الباب عن عمار nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وعبد الله بن الشخير .
والمشرق هنا مشرق المدينة ، nindex.php?page=showalam&ids=13948وللترمذي : فعجب الناس من كلامهما ، فالتفت إليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "إن من البيان سحرا " أو "إن بعض البيان سحر " .
والرجلان : الزبرقان بن بدر ، وعمرو بن الأهتم ، واسمه سنان ، هتمه قيس بن عاصم ، وكانا وفدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع من الهجرة في وفد بني تميم ، سبعين أو ثمانين ، فيهم الأقرع بن حابس ، وقيس بن عاصم ، وعطاء بن حاجب .
وفي حديث محمد بن الزبير الحنظلي قال - عليه السلام - لعمرو : "أخبرني عن هذا -يعني : الزبرقان - فأما هذا -يعني قيس بن عاصم - فلست أسألك عنه " قال : وأراه قد كان عرفه .
nindex.php?page=showalam&ids=11998ولأبي داود بإسناد صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - : جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فجعل يتكلم بكلام فقال - عليه السلام - . . الحديث .
وعند أبي زرعة دخل رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - . . الحديث .
فقال صعصعة بن صوحان العبدي : صدق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - .
وأما قوله : "إن من البيان سحرا " فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق ، فيسحر القوم ببيانه ، فيذهب بالحق .
[ ص: 446 ] وأما قوله : "من العلم جهلا " فهو أن يتكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهل لذلك .
وأما قوله : "إن من الشعر حكما " فهي هذه المواعظ والأمثال التي يتعظ بها الناس ، وأما قول : " [إن ] من القول عيالا " فعرضك كلامك على من ليس من شأنه ولا يريده .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12014أبو زرعة الحافظ أحمد بن الحسين بن علي الرازي في كتاب الشعراء من حديث حسام بن مصك ومحمد بن سليم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، به .
وذكر ابن التين أن الخاطبين ، الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم ، مدحه الزبرقان فأبلغ ، ومدحه الآخر فقصر عن بعض ما فيه . فقال الزبرقان : حسدني والله يا رسول الله على مكاني منك ، ولقد كتم بعض ما يعلم ، وإنه لضيق العطن لئيم الولد ، والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى ، ولقد صدقت في الثانية ، أرضاني ابن عمي فقلت أحسن ما فيه ، وأغضبني فقلت أشر ما فيه .
ثانيها : من طريق nindex.php?page=showalam&ids=48البراء مرفوعا بزيادة : "إن من الشعر حكما " . أخرجه أبو زرعة في الكتاب السالف . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في "أفراده " :
[ ص: 447 ] غريب من حديث أبي إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء ، ومن حديث العرزمي محمد عنه ، تفرد به أبو داود الحفري عنه .
ثم قال : "إن من البيان سحرا " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري في "تهذيبه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17162مهدي بن ميمون ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16776غيلان بن جرير ، عن مطرف به ، وأخرجه العسكري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16776غيلان ، عن مطر بن حماد بن واقد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17162مهدي ، فذكره مختصرا . وزعم nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي أن في الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، ثم ذكر حديثه ، وليس فيه إلا خطبة النكاح فلا أدري أهو مراده أم لا .
فصل :
قال ابن التين : أدخل هذا الباب في النكاح وليس هو موضعه .
قلت : بل هو موضعه ، فإن قصده الخطبة عند الخطبة ، ويجوز أن يريد عقد النكاح ، والخطبة عند الحاجة من الأمر القديم المعمول به .
وفيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود المشار إليه ، وقد أخرجه أصحاب السنن الأربعة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وحسنه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
ووجه استحبابها تسهيل أمر الخاطب والرغبة في الدعاء إليه ، ألا ترى أنه - عليه السلام - قد شبه حسن التواصل إلى الحاجة بحسن الكلام
[ ص: 448 ] فيها ، واستنزال المرغوب إليه بالبيان بالسحر ، وإنما هذا من أجل ما في النفوس من الأنفة في أمر (الموليات ) ، فقال - عليه السلام - أن حسن التواصل إلى هذا (الذي ) تأنف النفوس منه حتى تحبب إلى ذلك المستبشع وجه من وجوه السحر الحلال .
واستحب جمهور العلماء الخطبة في النكاح ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : هذا الأمر القديم وما قل منها فهو أفضل .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب : كانوا يستحبون أن يحمد الله الخاطب ويصلي على نبيه ، ثم يخطب المرأة ، ثم يجيب المخطوب إليه بمثل ذلك من حمد الله والصلاة على نبيه ، ثم يذكر إجابته . وأوجبها أهل الظاهر فرضا ، واحتجوا بأنه - عليه السلام - خطب حين زوج فاطمة ، وأفعاله على الوجوب .
[ ص: 449 ] وأنكح nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رجلا وهو يمشي .
فصل :
والبيان : الإتيان بلفظ آخر لا يزيد على كشف معناه بزيادة ألفاظ رائعة تستميل القلوب وتجلبها ، كما أن السحر يخرجها عن حد الاعتدال ، وهذا إذا كان اللفظ فيه صدقا وجائزا ، والمقصود به بغير الحق كان ممدوحا ، فقد كان لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيب يلقى به الوافدين وهو nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس ، وشاعر وهو nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت ، وإذا كان البيان على ضد ذلك كان الذم لذلك لا للفظ ، كالشعر فإنه يذم بما يتضمنه ويمدح لا للنظم .
وقيل : البيان : ما تقع به الإبانة عن المراد بأي لغة كان ، ولم يرد بالسحر هذا النوع ، وإنما أراد به بيان بلاغة وحذق ، وهو ما دخلته الصيغة بالتحسين لألفاظه حتى يستميل به قلوب سامعيه ، فهذا يشبه السحر في جلب القلوب ، وربما حول الشيء عن ظاهر صورته فيبرزه للناظرين في معرض غيره ، فهذا يمدح فاعله ، والمذموم من هذا الفصل أن يقصد به الباطل واللبس فيوهمك المنكر معروفا ، وهذا مذموم ، وهو أيضا يشبه بالسحر ، إذ السحر صرف الشيء عن حقيقته قال تعالى : فأنى تسحرون [المؤمنون : 89 ] أي : يصرفون ، وهذا من باب تسمية الشيء ببعض معناه ; لأنه سمى البيان سحرا ، وإنما هو مضارع للسحر . وحكي عن يونس أن العرب تقول : ما سحرك عن وجه كذا . أي : صرفك .
[ ص: 450 ] وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أن رجلا سأله حاجة فاعتاض عليه قضاؤها ، فرفق له الرجل في القول ، فقال : إن هذا هو السحر الحلال ، وأنجزها له .
فصل :
في الحديث فضل البلاغة والمجاز والاستعارة ، وجواز الإفراط في المدح ; لأنه لا شيء في الإعجاب والأخذ بالقلوب يبلغ مبلغ السحر ، وإنما تحمد البلاغة و (اللسانة ) إذا لم تخرج إلى حد الإسهاب والتفيهق ، فقد جاء في nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود : "أبغضكم إلى الله الثرثارون المتفيهقون " وكان هذا -والله أعلم - إذا كان ممن يحاول تزيين الباطل وتحسينه بلفظ ويريد إقامته في صورة الحق ، فهذا هو المكروه الذي ورد فيه التغليظ .
وأما قول الحق فجميل على كل حال ، كان فيه إطناب أو لم يكن إذا لم يتجاوز الحق ، غير أن أوساط الأمور أعدلها . وقد اتفق علماء اللغة وغيرهم على مدح الإيجاز ، والاختصار في البلاغة ، وإدراك المعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة . وقيل : المراد بالبيان هنا : الذم .
واستدل متأول ذلك بادخال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك هذا الحديث في باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله ، وهو مذهبه في تأويل الحديث والأول أولى ، قال تعالى : خلق الإنسان علمه البيان [الرحمن : 3 ، 4 ] .