4921 [ ص: 98 ] 106 - باب: المتشبع بما لم ينل، وما ينهى من افتخار الضرة
5219 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام، عن فاطمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
واعترضوا عليه فيه، فلما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من هذا الوجه قال: إنه خطأ، والصواب حديث أسماء .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في "علله" : هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها -، إنما يرويه هكذا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر nindex.php?page=showalam&ids=16874والمبارك بن فضالة. والصحيح: عن
[ ص: 99 ] فاطمة عن أسماء. وإخراج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم حديث هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لا يصح، والصواب: حديث عبدة nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع وغيرهما عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء. وقال في "التتبع": هذا لا يصح، أحتاج أن أنظر في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، فإني وجدته في رقعة والصواب: عن عبدة nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع وغيرهما، عن أسماء . وجاء في nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي: إن لي جارة. وهي الضرة، كما سلف.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: المتشبع: المتزين بأكثر مما عنده، يتكثر بذلك ويتزين بالباطل، كالمرأة يكون لها ضرة فتتشبع عندها بما تدعيه من الحظوة عند زوجها بأكثر مما عندها، تريد بذلك غيظ صاحبتها وإدخال الأذى عليها، وكذلك هذا في الرجل .
وقوله: ("كلابس ثوبي زور") يريد: أن الرجل يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة. ومقصوده: أنه يظهر للناس اتصافه بذلك بأكثر مما في قلبه، فهذه ثياب زور ورياء. وقيل: هو كمن لبس ثوبين لغيره، فأوهم أنهما له. وقيل: هو من يلبس قميصا واحدا ويصل بكميه كمين آخرين، فيظهر أن عليه قميصين.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: والمراد هنا بالثوب: الحالة والمذهب، والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه، ومعناه: أنها كالكاذب القائل ما لم يكن .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد: وهو أن الرجل يطلب منه شهادة زور، فيلبس ثوبين يتجمل بهما، فلا ترد شهادته لحسن، فيقال: هذا أقضاها بثوبيه.
[ ص: 100 ] فأضيف الزور إلى الثوبين .
قال بعض أهل المعرفة بلسان العرب: وللتشبيه هنا معنى صحيح; لأن كذب المتحلي بما لم يعط شيئا فهو كاذب على نفسه بما لم يأخذ، وعلى غيره بما لم يبذل له . وعند ابن التين: يريد أنه لا ينتفع بذلك كما لا ينتفع بذلك لابس ثوبي زور. وهي تكون من وجوه مثل أن تلبس المرأة ثوبي وديعة أو عارية ليظن الناس أنهما لها، فلباسها لا يدوم، وتفتضح بكذبها، وإنما أراد بذلك خوفا من الفساد بين زوجها وضرتها، وهو مثل الزور الذي صاحبه فيه مأثوم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: إنما كره ذلك; لأنه يدخل بين المرأة الأخرى وزوجها البغضاء، فيصير كالسحر الذي يفرق بين المرء وزوجه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: وذلك التشبع محرم، وإنما صار محرما; لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه، وأذى للضرة، وأذى المسلم محرم .
ثم نقل ابن التين عن nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أنه قال: فيه تأويلان:
أحدهما: أن الثوب مثل، ومعناه: أن المتشبع بما لم يعط صاحب زور وكذب، كما يقال لمن وصف بالبراءة من الأدناس: طاهر الثوب. والمراد به نفس الرجل، ومثله: وثيابك فطهر [المدثر: 4].
والثاني: أن يكون أراد الثوب نفسه، روي لنا في هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد قال: الرجل في الحي له هيئة وشارة، فإذا أصبح إلى شهادة الزور شهد لهم فيقبل . وهذا أسلفناه.