أحدهما: حديث nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد؛ رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا الجعيد بن عبد الرحمن، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17367يزيد بن خصيفة، عن nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد قال: كنت قائما في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين. فجئته بهما. قال: من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث، وهو في الحقيقة أثر رواه عن علي بن عبد الله [ ص: 626 ] أبو خليفة، وأورده nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن يعلى عن محمد بن عباد، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15667حاتم بن إسماعيل، عن الجعيد، عن السائب قال: كنت مضطجعا فحصبني إنسان، فرفعت رأسي، فإذا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، فذكره، ثم قال: لم يذكر يزيد، وأورده أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=13890أبي القاسم البغوي عن عبيد الله بن عمر الجشمي، عن يحيى بن سعيد؛ فقال: عن الجعد بن أوس، عن nindex.php?page=showalam&ids=17367يزيد بن خصيفة، عن nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد.
قلت: والجعد معروف بالرواية عن يزيد وعن السائب.
إذا عرفت ذلك، فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
(يزيد) هذا هو: ابن عبد الله بن خصيفة مدني ثقة.
و(الجعد) مدني ويقال: الجعيد، ثقة، روى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم حديثا واحدا عن السائب.
[ ص: 627 ] ثانيها:
قوله: (كنت قائما) كذا في روايتنا بالقاف، ولعله بالنون بدلها، توضحه رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي كنت مضطجعا.
ثالثها:
إنما أنكر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عليهما لرفعهما أصواتهما فيما لا حاجة فيه، ولذلك بنى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر البطحاء خارج المسجد لينزهه عن الخنا والرفث.
وسؤاله عنهما؛ لأنه كان قد قدم النهي عن ذلك فلما أخبراه أنهما ليسا من أهل البلد سكت عنهما، وأخبرهما بالنهي الذي كان قدمه لأهل البلد، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغيره: لا يرفع الصوت في المسجد في علم ولا غيره، قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: ولقد أدركت الناس قديما يعيبون ذلك على بعض من يكون ذلك محله، وفي العلم ترفع فيه الأصوات، وكرهه، رواه ابن عبد الحكم عنه.
وقال ابن مسلمة في "المبسوط": لا بأس برفع الصوت في المسجد في الخبر يخبرونه والخصومة تكون بينهم، ولا بأس بالأحداث التي تكون بين الناس فيه من الشيء يعطونه، وما يحتاجون إليه؛ لأن المسجد مجمع الناس، ولا بد لهم فيما يحتاجون إليه من ذلك.
وأجاز nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وأصحابه رفع الصوت في المسجد، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12211ابن أبي خيثمة، عن إبراهيم بن بشار، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة قال: مررت بأبي حنيفة مع أصحابه في المسجد وقد ارتفعت أصواتهم، فقلت: يا nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة هذا في المسجد والصوت لا ينبغي أن يرفع فيه؟! فقال: دعهم فإنهم لا يفقهون إلا بهذا، وفي خبر أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن رفع الصوت في المساجد [ ص: 628 ] وإنشاد الشعر وطلب الضوال والصفق في البيوع؛ ولا يقوى.
الحديث الثاني:
حديث عبد الله بن كعب، أن nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه.. الحديث.
وقد سلف في باب التقاضي والملازمة في المسجد.
وساق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا الحديث ليبين أن ارتفاع صوت كعب وابن أبي حدرد فيه كان على طلب حق واجب، ولهذا لم يعبه الشارع عليهم فبين بالحديث الأول محل المنع وبهذا محل الجواز.