5024 5337 - قال حميد: فقلت لزينب: وما ترمي بالبعرة على رأس الحول؟ فقالت
[ ص: 549 ] nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا، ولبست شر ثيابها، ولم تمس طيبا حتى تمر بها سنة، ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طائر فتفتض به، فقلما تفتض بشيء إلا مات، ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي، ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره. سئل مالك ما تفتض به قال تمسح به جلدها. [انظر: 1489 - مسلم: 1489 - فتح 9 \ 484].
ثم ساق حديث nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أبي سلمة أنها دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب، فدعت nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة بطيب فيه صفرة .. الحديث بطوله.
وفيه: عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=15953وزينب بنت جحش، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا واللفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=651201 "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا" وذكر فيه، وفي الباب بعده حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة المخرج عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة أيضا ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=62أم عطية أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: قال بعضهم: قولها: إلا ثوب عصب. ليس بمحفوظ وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في القديم فيما لا تلبسه: (في) العصب من الثياب إلا عصبا غليظا. قال: وهذا القول أقرب من الحديث .
nindex.php?page=showalam&ids=11998ولأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، وإسناده جيد لا كما طعن فيه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم.
[ ص: 550 ] nindex.php?page=showalam&ids=13053ولابن حبان من حديث الفريعة ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة .
وفي "علل الخلال" خمسة من الصحابة يروون هذا عنه. وذكر أبو عبد الله حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها -: المعتدة تلبس السواد. قال: هو في آخر الحديث يشبه كلام nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: أخبرنا هشام، عن داود، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي أنه كان لا يعرف الإحداد.
قال أبو عبد الله: ما كان بالعراق أشد تبحرا منه ومن الحسن وذهب ذا عنهما!
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة بإسناد جيد عن الحسن أنه كان لا يراه شيئا .
وفي "الموطإ" أن صفية زوج عبد الله بن عمر اشتكت عينها وهي حاد على nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فلم تكتحل حتى كادت عيناها ترمدان .
nindex.php?page=showalam&ids=12508ولابن أبي شيبة: فكانت تقطر فيها الصبر .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان ينهى المتوفى عنها عن الطيب والزينة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: تترك الكحل والطيب والحلي والمصبغة، ولا تختضب، ولا تلبس إلا ثوب عصب، ولا تبيت عن بيتها ولكن ترقد بالنهار .
وأرسلت أسماء بنت (عثمان) إلى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة لما توفي عنها زوجها لما رمدت فنهتها عن الكحل، فقالت: إني خشيت عليها. فقالت: لا تكتحلي الإثمد وإن انفضخت عيناك.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: لا تكتحل إلا من ضرورة. وقالت nindex.php?page=showalam&ids=10941صفية ابنة شيبة: لا تلبس حليا .
[ ص: 552 ] والكحل ما دامت في عدتها، ومحل تفصيله الفروع; لأن الزينة داعية إلى الأزواج، فنهيت عن ذلك، قطعا للذرائع; وحماية لحرمات الله.
يقال: امرأة حاد ومحد، وأصل الإحداد: المنع، ومنه سمي البواب حدادا لمنعه الداخل. والحد: العقوبة; لأنه ردع عن ارتكاب المعاصي.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى يقول: حدت المرأة على زوجها تحد، وتحد إذا تركت الزينة فهي حاد، ويقال: أحدت، فهي محد.
قال القزاز: إنما كانت بغير هاء; لأنها لا تكون للذكر. وعن الفراء في مصادره: حدت المرأة حدادا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13145ابن درستويه: المعنى أنها منعت الزينة نفسها والطيب بدنها، ومنعت بذلك الخطاب خطبتها والطمع فيها كما منع حد السكين وحد الدار ما منعا. وفي "نوادر" اللحياني في حد جاء الحديث "لا تحد". وحكى nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي عن عقيل: حدت بغير ألف.
وقال الفراء: كان الأولون من النحويين يؤثرون أحدت فهي محد، والأخرى أكثر في كلام العرب، وسمي الحديد حديدا; للامتناع به أو لامتناعه على محاوله، ومنه تحديد النظر بمعنى امتناع تقلبه في الجهات.
ويروى بالجيم، حكاه التدميري في "شرحه"; حيث قال: يروى بالحاء والجيم، وبالحاء أشهر، والجيم مأخوذة من جددت الشيء إذا
[ ص: 553 ] قطعته، فكأن المرأة انقطعت عن الزينة وما كانت قبل ذلك. وفي "تقويم المفسد" لأبي حاتم: أبى nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي إلا أحدت ولم يعرف حدت.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: لم يثبت سماع عبد الله من nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء، وقوله: إن nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء قالت، مرسل . قلت: هو مخالف لغيره من الأحاديث، ولما عليه الفقهاء. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم من طريق ابن أرطأة، عن الحسن بن سعيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد به، وفي آخره: ثم بعث لها بعد ثلاث أن تطهر وتكتحل . nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد: "لا تحدي بعد يومك هذا" .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد فيما ذكره عنه مهنا: هذا حديث صحيح. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16439ابن شداد يرفعه، قال: قلت: فما تقول في المرأة يموت عنها زوجها قال: تعتد أربعة أشهر وعشرا. قلت: فما تقول في حديث nindex.php?page=showalam&ids=16439ابن شداد فقال: إنما هذا في الإحداد لا في العدة. ثم قال: هذا حديث يخالف الأحاديث.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم: قلت nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد: يحفظ عن حنظلة، عن سالم، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يرفعه: "لا تحل الحدود فوق ثلاثة بعد الإحداد". فكأنه تعجب منه، وقال: هذا حديث منكر. قال: والمعروف عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من رأيه.
[ ص: 554 ] الوجه الثاني:
قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر: حديث nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة يدل على معان:
ومنها: وجوب الإحداد على جميع الزوجات المسلمات مدخول بهن، وغير مدخول بهن; لدخولهن في جملة من خوطب بالإحداد في عدة الوفاة إذا كانت بالشهور، ويدخل فيما ذكرناه الحرة تحت العبد والأمة تحت الحر والعبد، والمكاتبة والمدبرة وأم الولد المزوجة يتوفى عنهن أزواجهن والمطلقة يطلقها زوجها طلاقا يملك رجعتها ثم يتوفى عنها قبل انقضاء عدتها إذ أحكامها أحكام الأزواج إلى أن توفي عنها.
[ ص: 555 ] وممن قال: إن على الأمة إحدادا إذا توفي عنها زوجها، nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري والكوفيون nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور، وحكي ذلك عن ربيعة; لأنها داخلة في جملة الأزواج وفي عموم الأخبار ولا أحفظ في ذلك خلافا إلا ما ذكر عن الحسن.
وأجمعوا على أن أم الولد لا إحداد عليها إذا توفي سيدها، والحجة في ذلك أن الأحاديث إنما جاءت في الأزواج، وأم الولد ليست بزوجة ذكره أجمع nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر .
واختلف قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الكتابية، هل يلزمها الإحداد على زوجها المسلم؟ فروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب أنه لا إحداد عليها، وهو قول ابن نافع والكوفيين .
وقد سلف أن هذا القول يدل عليه الحديث، قال الكوفيون: وكيف يكون عليه الإحداد مع ما فيها من الشرك، وما تترك من الفرائض أعظم من ذلك.
وروي أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه قال: عليها الإحداد. وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور وابن حي ، وحجته أن الإحداد من حق الزوج، وهو يحفظ النسب كالعدة، وتدخل الكافرة في ذلك، فالمعنى كما دخل الكافر في أنه لا يجوز أن يسوم على سومه، والذي في الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=659542 "لا يسم على سوم أخيه" .
[ ص: 556 ] وكما يقال هذا طريق المسلمين وهو قد يسلكه غيرهم إن كان الخطاب موجها إلى المؤمنات، فإن الذمية قد دخلت في ذلك لحق الزوجية; لأنها في النفقة والسكنى والعدة كالمسلمة فكذا في الإحداد.
واختلفوا في الصغيرة المتوفى عنها، فقالت طائفة: عليها من ذلك ما على البالغ منهن. هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبي عبيد nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وأصحابه: لا إحداد عليها ; "عملا بقوله "لامرأة" فعلم أن ذلك لا يلزم إلا المكلف البالغ، وإنما عليها العدة، وخالف داود فيما حكاه ابن التين.
حجة الأول ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: لما كان نكاحها غير محرم على كل ناكح كنكاح الكبيرة وجب أن تكون في الإحداد كهي وكان يقول: إنما ذلك على من تولاها من الأبوين وغيرهما. ولما أجمعوا على أن للصغيرة عدة الوفاة فكذا الإحداد.
واختلفوا في المطلقة ثلاثا، فقالت طائفة: عليها الإحداد كالمتوفى عنها زوجها سواء. روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين والحكم، وهو قول الكوفيين nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبي عبيد .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحاق: الاحتياط أن تتقي المطلقة الزينة. وهو محكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي، قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: ولا يتبين لي أن أوجبه. واحتج من أوجبه عليها; لأنها في عدة يحفظ بها النسب كالمتوفى عنها زوجها .
[ ص: 557 ] وقالت طائفة: لا إحداد على مطلقة، ورخصوا لها في الزينة. وروي هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء وربيعة، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث.
قال أبو عمر: ليس في الحديث إلا قوله: "أن تحد على ميت" وليس فيه لا يحل لها أن تحد على حي . أراد أبو عمر إحداد المبتوتة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر: قوله: "لا يحل" إلى آخره دليل على أن المطلقة ثلاثا والمطلق حي لا إحداد عليها ; لأنه أخبر أن الإحداد إنما هو على نساء الموتى مع أن الأشياء على الإباحة حتى يدل كتاب أو سنة أو إجماع على حظر شيء فيمنع منه.
الوجه الثالث: في ألفاظ وقعت فيه:
فقولها: (فدعت بطيب فيه صفرة خلوق أو غيره) هو برفع خلوق أي: دعت بصفرة، هي خلوق أو غيره. والخلوق -بفتح الخاء-: طيب مخلوط.
وقولها: (ثم مست بعارضيها). تريد الخدين، ادعى nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي أن أصل العوارض: الأسنان، وسميت الخدود عوارض من باب تسمية الشيء بالشيء إذا جاوره ، ولا يسلم له، نعم ينطلق عليه.
قال صاحب "الموعب"، العارض: الخد، قال: أخذ من عارضيه. أي: من خديه. وقال القزاز: عارض الوجه صفحه أي: خده. وقد تجيء العوارض في الشعر يراد بها الأسنان في بيت عنترة، فأما بيت الأعشى فالخدان.
[ ص: 558 ] وقال الأزهري في "تهذيبه": العارض: الخد، يقال أخذ الشعر من عارضيه . وهذا مثل قول صاحب "الموعب"، وقال اللحياني: عارضا الوجه وعروضاه: جانباه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده: العارضان: جانبا اللحية. والعارض: الخد .
وقال الجوهري: عارضة الإنسان: صفحتا خديه. وقولهم: فلان خفيف العارضين. يريد به: خفة شعر عارضيه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: وربما أرادوا بالعوارض الأسنان . يوضحه الحديث: "من سعادة المرء خفة عارضيه" . لأنه إذا توضأ لا يحتاج إلى معاناة (إيصال) الماء إلى أصوله ولا إلى المبالغة في غسله.
وقوله: "فوق ثلاث (ليال) ". وفي أخرى: "ثلاثة أيام". وفي
[ ص: 559 ] أخرى: "فوق ثلاث". والمراد بها: الليالي، ولذلك أنث المعدود. وقيل: أراد الأيام بلياليها. حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي، والأول قول nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي .
ويستفاد منه إذا مات (حميمها) فلها أن تمتنع من الزينة ثلاث ليال متتابعة تبدأ من العدد بالليلة التي يستقبلها إلى آخر ثالثها، فإن مات في يوم أو ليلة ألغتها وحسبت من الليلة المستأنفة.
وقوله: ("وعشرا"). هو (منصوب) على الظرف، والعامل فيه (تحد)، وإنما قالت: (وعشرا)، ولم تقل: وعشرة; لأنه أراد الليالي، وقد علم أن مع كل ليلة يومها. وقال المبرد: المعنى وعشر مدد، وتلك المدة يوم وليلة.
وقولنا: المراد: بلياليها. هو مذهبنا ومذهب العلماء، إلا ما حكي عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي، وأبي بكر الأصم أنها أربعة أشهر وعشر ليال، وأنها تحل باليوم العاشر، ومذهب الجمهور أنها لا تحل; حتى تدخل ليلة الحادي عشر .
وقوله: "إلا على زوج". مقتضاه: كل زوج، سواء بعد الدخول أو قبله. وكذا يدخل فيه كل امرأة صغيرة أو كبيرة أو أمة كما سلف.
[ ص: 560 ] وفي دخول الصغيرة تحت اللفظ المذكور نظر، ولا تدخل الكتابية كما سلف، ولا المستولدة. والحفش: -بكسر الحاء المهملة، وسكون الفاء ثم شين معجمة- بيت صغير رديء خرب حقير قريب السمك، أو الخص الرديء، أو المظلة الدنية.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب: وأهل اللغة على أنه البيت الصغير. وفسره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بأنه البيت الرديء. وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عنه أنه البيت الصغير ، وهو قول الخليل ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: هو بيت ذليل قريب السمك، سمي به لضيقه : والتحفش: الانضمام والاجتماع. وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: الحفش الدرج، وجمعه: أحفاش، يشبه البيت الصغير ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: سمي حفشا; لضيقه وانضمامه، والتحفش: الانضمام والاجتماع .
ومعنى تفتض به -بالفاء والضاد- تدلك جسمها. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: تمسح به جلدها كالنشرة . وقال مطرف nindex.php?page=showalam&ids=12873وابن الماجشون: تمسح به فرجها وحرها ظاهره وباطنه.
[ ص: 561 ] وأنكره بعضهم وقال: كيف تمسح فرجها بالحمار؟! وقال صاحب "العين": الفضيض: ماء عذب تصيبه ساعتئذ ويقول: افتضضته .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب: ترمي. وقال الأخفش: معناه: تتنظف وتنقى من الدرن تشبيها لها بالفضة في نقائها وبياضها.
وقيل: هو من فضضت الشيء: كسرته وفرقته. ومنه قوله: لانفضوا من حولك [آل عمران: 159] والمعنى: أنها كانت تكسر ما كانت فيه بتلك الدار.
وذكر الأزهري أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رواه بالقاف والباء الموحدة والصاد المهملة، وهو الأخذ بأطراف الأصابع، وقرأ الحسن: (فقبصت قبصة من أثر الرسول) .
والمعروف الأول، بل قال القزاز: إنه تصحيف. وكانت المرأة في الجاهلية تفتض بالدابة ثم تغتسل، وتتنظف ثم ترمي بالبعرة من بعر الغنم وراء ظهرها، ويكون ذلك إحلالا لها.
ومعنى: رميها بالبعرة: إعلام لها أن صبرها عاما أهون عليها من رميها بالبعرة.
فصل:
إنما منعت المعتدة في الوفاة من الزينة ولم تمنع منه معتدة الطلاق -كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري- لأن الزينة والطيب يدعوان إلى النكاح ويوقعان فيه، فنهى عنها; ليكون الامتناع فيها زاجرا عن النكاح; لما كان الزوج في الوفاة معدوما لا يحامي عن نفسه ولا يزجر زوجته، بخلاف المطلق
[ ص: 562 ] الحي فإنه يحتفظ على مطلقته; لأجل نسبه، فاستغنى بوجوده عن زاجر آخر .
فصل:
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك -كما حكاه في "الاستذكار"-: تحد امرأة المفقود في عدتها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12873ابن الماجشون: لا إحداد عليها. واختلف أيضا عن المالكية في غير الكتابية وامرأة المفقود والتي زوجها في المرض والنكاح الفاسد .
فصل:
قال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم: لما ذكر أنه لا عدة على أم ولد وإن عتقت ومات عنها سيدها، ولا أمة من وفاة سيدها أو عتقه لها لم يوجب ذلك كتاب ولا سنة ولهما أن ينكحا متى شاءتا.
وقد اختلف في هذا. فروى nindex.php?page=showalam&ids=11998 (أبو داود) ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16424عبد الله بن بكر السهمي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12514ابن أبي عروبة، عن مطر، عن nindex.php?page=showalam&ids=15889رجاء بن حيوة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16812قبيصة بن ذؤيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاصي أنه قال: لا تلبسوا علينا سنة نبينا، عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها عدة الحرة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشر. فلو صح هذا مسندا لقلنا به، وفيه أيضا مطر وهو سيئ الحفظ .
[ ص: 563 ] قلت: ليته أعله بقول nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: قبيصة لم يسمع من عمرو، والصواب: لا تلبسوا علينا. موقوف . قلت: وهو في الحقيقة مرفوع، ومثله رواية nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15826خلاس عن علي قال: عدة أم الولد أربعة أشهر وعشر . طعن في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15826خلاس عن علي يحيى بن سعيد.
وأما الجرجاني فقال عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: إنه كان من شرطة علي . وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي في "تاريخه".
وفي "علل nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد" من رواية ابنه عبد الله: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=16813قبيصة، عن عمرو قال: عدة أم الولد عدة الحرة. فقال: قال أبي: هذا حديث منكر.
وحدثنا الوليد: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن nindex.php?page=showalam&ids=16813قبيصة، عن عمرو مثله .
وفي nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: أن أبا معبد حفص بن غيلان روى عن سليمان بن موسى، عن رجل، عن قبيصة عنه: عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها أربعة أشهر وعشر، فإذا عتقت فعدتها ثلاث حيض . وقال بقولعمرو علي وعبيدة السلماني وأبو عياض عمرو بن الأسود nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب -فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة-: سألت nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم بن عتيبة nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري عن عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها. قالا: السنة. قلت:
[ ص: 564 ] وما السنة؟ قالا: بريرة أعتقت فاعتدت عدة الحرة .
زاد nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم: قال nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=12300وابن شهاب: عدتها من وفاة سيدها أربعة أشهر وعشر. وقاله nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وخلاس بن عمرو nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=12418وابن راهويه، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم عن علي: عدة السرية ثلاث حيض. وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر.
ومن حديث ابن أرطأة، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، عن علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود: ثلاثة قروء، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة وأصحابه والحسن بن حي، واستحبوا لها الإحداد.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: عدتها حيضة، فإن لم تحض فثلاثة أشهر . كذا ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، والمعروف من مذهبه كمذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد. قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة nindex.php?page=showalam&ids=14946والقاسم ومحمد بن شهاب nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي، وتأول بعضهم قول عمرو: لا تلبسوا علينا سنة نبينا. بأن التلبيس لا يقع في النصوص، إنما يكون في الرأي والاجتهاد، فيكون قوله: (سنة نبينا). اجتهادا منه على معنى السنة في (الحرائر) ، لا السنة التي هي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصا وتوقيفا، وفيه بعد; لأنا لم نعهد أحدا من أصحابنا ذكر السنة وأراد بها غير السنة المعروفة. وأما قول من قال: إنما هذا في أم ولد بعينها كان أعتقها سيدها ثم تزوجها ومات عنها، فهو زوجها -على هذا- ومولاها . فيحتاج إلى تثبت.
[ ص: 565 ] فصل:
إنما كان عدة الوفاة بما ذكر; لأن غالب الحمل يتبين بحركة في تلك المدة; لأن النطفة تبقى في الرحم أربعين يوما ثم تصير علقة كذلك ثم مضغة كذلك ثم ينفخ فيه الروح بعد فتظهر في العشر الزائد بعد الأربعة أشهر على ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
فصل:
قوله: (وقد اشتكت عينها). يجوز ضم النون على أنها مشتكية، وفتحها على أن في اشتكت ضمير الفاعل، وهي الحادة، ورجح الأول كما وقع في بعض الروايات: عيناها.
فإن اضطرت إليه فقيل: تكحله ليلا وتمسحه نهارا; أخذا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة، هو قول nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك، كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11927الباجي ، وجوزه بعضهم للحاجة وإن كان فيه طيب. ومذهبنا جوازه ليلا عند الحاجة بما لا طيب فيه، وقوله - عليه السلام - لا يحتمل أنه نهي تنزيه أو متأول على أنه لم يتحقق الخوف على عينها.
فصل:
قوله: "إنما هي أربعة أشهر وعشر" تقليل للمدة ونهوض للصبر عما منعت منه، ويفيد هذا الحصر لمن يقول إن مدة الحامل لا تزيد على هذه المدة، خلافا لما سلف عن مالك.
وفيه: تصريح نسخ الاعتداد لسنة، المذكور في سورة البقرة متاعا إلى الحول ولما في هذا الحديث: "حتى تمر بها سنة".
[ ص: 566 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: وهذا من الناسخ والمنسوخ الذي لم يختلف العلماء فيه والمجمع عليه.
وقوله: غير إخراج منسوخ عند الجمهور في نسخ الوصية بالسكنى للزوجات في الحول إلا رواية شاذة مهجورة عن nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، لم يتابع عليها nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح، ولا قال بها فيما زاد على الأربعة الأشهر والعشر أحد من علماء المسلمين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين فيما علمت، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في مثل ذلك مثل ما عليه الناس، فانعقد الإجماع وارتفع الخلاف، فالحول منسوخ بالأربعة أشهر بلا خلاف في ذلك.
وأما الوصية بالسكنى والنفقة فمن أهل الفقه من رأى أنها منسوخة بالميراث، وهم أكثر أهل الحجاز، أما أهل العراق فذلك عندهم منسوخ بالسنة بأن nindex.php?page=hadith&LINKID=664416 "لا وصية لوارث" فأي الوجهين كان النسخ فهو إجماع على رد ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وأنه منكر من القول لا يلتفت إليه .
فصل:
وقوله: "ترمي بالبعرة". يعني: رمت بالعدة وخرجت كانفصالها من هذه البعرة ورميها بها، وقيل: إشارة إلى ما فعلت وصبرت عليه من الاعتداد سنة، ولبسها شر ثيابها ونزولها الحفش صغير هين بالنسبة إلى حق الزوج وما يستحقه من المراعاة، كما يهون الرمي بالبعرة.
وعبارة مطرف nindex.php?page=showalam&ids=12873وابن الماجشون: ترمي ببعرة من بعر الغنم أو الإبل فترمي بها أمامها فيكون ذلك إحلالها.
[ ص: 567 ] وقال بعضهم: ترمي بها من عرض من كلب أو غيره تري من حضرها أن مقامها حولا بعد زوجها على تلك الحال أهون عليها من بعرة ترمي بها كلبا أو غيره.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب: ترمي ببعرة من بعر الغنم ترمى بها وراء ظهرها بعد السنة.
وقولها: (تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طائر) هو بدل من (دابة)، وكلها دواب; لأنها تدب، أي: تمشي، وهذه تسمية لغوية.
فصل:
قولها: (قالت زينب: دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة حين توفي أبوها أبو سفيان). nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم في حديث بنت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة قالت: توفي حميم nindex.php?page=showalam&ids=10583لأم حبيبة . كذا في رواية الجلودي وغيره، وهو الصواب. ووقع في نسخة ابن الحذاء: توفي حميم nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة. مكان nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة .
فصل:
وأما ما روي من أنه - عليه السلام - رخص للمرأة أن تحد على زوجها حتى تنقضي عدتها، وعلى أبيها سبعة أيام، وعلى من سواه ثلاثة أيام، فغير صحيح; لما قدمناه في قصة nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة أنها تطيب بعد أبيها بثلاث; ولعموم الأحاديث.
وهذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في "مراسيله": عن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب أنه - عليه السلام -، فذكره مفصلا .
[ ص: 568 ] وعمرو ليس تابعيا ، فلا ينبغي ذكره في المراسيل.
فصل:
قول nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري الذي بدأ به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي كما سلف خلافا nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة، دليلنا ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري; وذلك أن الإحداد صفة العدة فتجب بوجوبها; ولأنه قال: أفنكحلها، بالنون، فلو لم تكن طفلة لم يقل ذلك، ولكانت تكحل نفسها. وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة في أحد قوليه في الأمة: لا إحداد عليها .
فصل:
nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أم سلمة: راوية الأحاديث الثلاثة في الباب، أبوها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، المخزومية، ربيبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل: كان اسمها برة، ولها صحبة، تزوجها عبد الله بن زمعة بن الأسود فقتل ولداها (منه) يوم الحرة. روت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أمها وعدة، وروى عنها عروة وأبو سلمة، توفيت سنة ثلاث وسبعين . وأما ابن التين فنقل عن بعض العلماء أن زينب هذه لا يعلم لها رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويروي أخوها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهو عجيب منه فاحذره.
[ ص: 569 ] فصل:
nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة: أم المؤمنين، اسمها رملة، هاجرت إلى الحبشة، فهلك زوجها، فزوجها النجاشي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية، روى عنها أخواها معاوية وعنبسة وعروة، وتوفيت سنة أربع وأربعين . وفيها نزلت: عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة [الممتحنة: 7] قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .