ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال هذا الباب بعد الطب وقبل التعبير، ولا أدري لم ذكره هناك، وذكر عقب النفقات الشهادات، وهي مقدمة كما سلف، وكذا ساق الآية الثانية بلفظ (كلوا من طيبات ما كسبتم) والتلاوة: أنفقوا بدل (كلوا) .
وسئل nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض عمن يترك الطيبات من الجواري واللحم والخبيص للزهد؟ فقال: وما أكل الخبيص بأس، ليتك تتقي الله وتأكل; إن الله لا يكره أن تأكل الحلال إذا اتقيت الحرام. والمراد بالطيبات الحلال، وقيل: جيده وطيبه، يؤيده حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب - رضي الله عنهما -: كانوا يتصدقون بالرديء من ثمرتهم وطعامهم فنزلت الآية الثالثة لهذه .
ولم يختلف أهل التأويل في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم أنها نزلت فيمن حرم على نفسه لذيذ [ ص: 67 ] الطعام واللذائذ المباحة. قال nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: إنها نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون وأصحابه حين هموا بترك النساء واللحم، والخصي، وأرادوا التخلي من الدنيا والترهب ، منهم: علي وعثمان بن مظعون، وقد سلف شيء من هذا في باب: ما يكره من التبتل والخصاء.
ومعنى الأسر في حديث الخال: ما يلزمه، ويتعلق به بسبب الجنايات التي سبيلها أن تتحملها العاقلة، هذا عند من يورث الخال ومن لا يورثه يقول: معناه طعمة أطعمها الخال لا أن يكون وارثا، كما قاله ابن الأثير .
وفي هذا الحديث الأمر بالمواساة وإطعام الجائع، وذلك من فروض الكفاية. قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: إلا أن يحتاج الرجل ولا يجد ما يقيمه يحق على من علم ذلك منه أن يعطيه ما يقيم به شأنه، وله أن يأخذ ذلك منه كرها وأن يختفي به إن لم يقدر عليه إلا بذلك، ومنه إعطاء السائل إن صادف شيئا موضوعا كان حقا على المسئول أن ينيله منه، وإن لم يجد شيئا حاضرا، وعلم المسئول أنه ليس له شيء يقيمه، وجب عليه أن يعينه، وإن لم يعلم حاله فليقل له قولا رقيقا. وقد سلف شيء من هذا المعنى في باب: فكاك الأسير من الجهاد.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11974أبي حازم، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أصابني جهد شديد، فلقيت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، فاستقرأته آية من كتاب الله .. الحديث. وفيه: حتى استوى بطني فصار كالقدح .. إلى آخره.
وأخرج من حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة مرفوعا: "من أقل طعمه صح بطنه وصفا قلبه، ومن كثر طعمه سقم بطنه وقسا قلبه" . وفي لفظ: "لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب; فإن القلب ثمرة كالزرع إن كثر عليه الماء انتهى" .
فيحتمل أن تركه - عليه السلام - الشبع لهذا لا للعدم، وأجمعت العرب كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14919فضيل بن عياض على أن الشبع من الطعام لوم، بل نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على أن الجوع يدلي. والجهد فيه بضم الجيم وفتحها لغتان، وقال نفطويه: الضم الوسع والطاقة، والفتح المبالغة والغاية.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي: الضم للمشقة، والفتح القل، وقوله: (فأمر لي بعس من لبن) هو القدح الضخم وجمعه عساس .
[ ص: 70 ] وقوله: (فشربت حتى استوى بطني فصار كالقدح). هو السهم إذا قوم، وذلك أن السهم أول ما يقطع قطعا، ثم يبرى يسمى بريا، ثم يقوم، فيقال: القدح، وهو السهم إذا قوم، وذلك أن السهم يراش ثم يركب نصله، فهو حينئذ سهم. والمراد: إن بطنه استوى فامتلأ فصار كالسهم.
وقوله: (قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: والله لأن أكون أدخلتك أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم). هذا حث منه، وحرص على فعل الخير والمواساة.
والحمر: لون محمود في الإبل، يريد يملكها ويضعها في سبل الخير، فهي أحسنها وأطهرها جلدا قال حنيف الحناتم.
وقالت بنو عبس: ما صبر معنا في حربنا من النساء إلا بنات العم، ومن الإبل إلا الحمر، ومن الخيل إلا الكميت.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة هذا التعريض بالمسألة والاستحياء وذكر الرجل ما كان أصابه من الجهد.
وفي هذا الحديث إباحة الشبع عند الجوع; لقوله: (فشربت حتى استوى بطني وصار كالقدح). يعني: السهم في استوائه; لأنه لما روي من اللبن استقام بطنه وصار كأنه سهم; لأنه كان بالجوع ملتصقا مثنيا.
وفيه: أنه كان من عادتهم إذا استقرأ أحدهم صاحبه القرآن أن يحمله إلى بيته، ويطعمه ما تيسر عنده، والله أعلم لم لم يحمل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة حين استقرأه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة لشغل كان به، أو أنه لم يتيسر حينئذ ما يطعمه، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال: (والله لقد استقرأت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الآية، وأنا أقرأ منه إلا طمعا في أن يذهب بي ويطعمني). وهو زائد على ما في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من قوله: (والله لقد استقرأتك الآية وأنا أقرأ لها منك).
وفيه: الحرص على أفعال البر، بأسف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على ما فاته من حمل nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة إلى بيته وإطعامه أن كان محتاجا إلى الأكل، وأن ذلك كان أحب إليه من حمر النعم.