قال: وقال nindex.php?page=showalam&ids=17320ابن بكير: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. ويأتي
حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا، فأسلم فكان يأكل أكلا قليلا، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إن المؤمن .. " الحديث. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وأبو حازم : سليمان مولى عزة.
وعدي: هو ابن أبان بن ثابت، أخو يزيد، شهدا أحدا، ابنا قيس بن الخطيم، واسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر، وقيل عدي أخو الخطيم، ابنا عمرو، وأعمامه عمرو ومحمد ويزيد، أولاد ثابت بن قيس بن الخطيم، قتلوا يوم الحرة، وقيل: أخوهم أبان والد عدي بأرض الروم مع سلمة سنة مسيلمة الأولى، قتل قيس والخطيم وعدي في الجاهلية، وقتل يزيد بن قيس يوم جسر أبي عبيد. وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16558عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده ثابت ولا ينسب إلا إليه، ومن ولده محمود بن محمد بن محمود بن عدي بن أبان بن ثابت.
روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا مات عدي سنة خمس عشرة ومائة ، وكان إمام مسجد الشيعة بالكوفة، وقاضيهم بالكوفة، وقد اتفقا على الاحتجاج به.
[ ص: 138 ] والتعليق عن nindex.php?page=showalam&ids=17320ابن بكير قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي: ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بلا خبر، ثم ساقه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغير واحد أن نافعا حدثهم فذكره. وساقه nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك فذكره.
ولهذا الحديث طرق: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش قال: أظن أبا خالد الوالبي ذكره عن ميمونة مرفوعا. ومن حديث جهجاه الغفاري مرفوعا .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم في كتاب "الأطعمة" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد وأبي بصرة الغفاري، وفي "مسند الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد" من حديث محمد بن معن بن محمد بن نضلة بن عمرو الغفاري، عن أبيه معن، عن أبيه نضلة مرفوعا به . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مرفوعا .
[ ص: 139 ] إذا تقرر ذلك: فاختلف في الرجل المقول فيه هذا من هو، على أقوال:
أحدها: نضلة هذا، وأخرجه الكجي في "سننه" كذلك. ثانيها: بصرة بن أبي بصرة. ثالثها: ثمامة بن أثال. رابعها: جهجاه الغفاري.
وهذان حكاهما nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال قال أبو عمر: شرب حلاب سبع شياه، فلما أسلم لم يستتم حلاب شاة واحدة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد وغيره: هذا خاص في رجل واحد قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنا قد نجد مسلما أكثر أكلا من الكافر .
وقيل: إنه تمثيل، فأراد - عليه السلام -: أن الكافر إنما همته وسعياته في ذلك ما يدخل جوفه، والمؤمن وهب الله له القناعة، وأكثر همه دينه، وهو متوكل على ربه في رزقه.
وقيل: أراد أن المؤمن يسمي فيكون فيه البركة، فيكفيه ما لا يكفي الكافر، فإن قلت: من المؤمنين من هو أكثر أكلا من الكافر قيل: لو كان المؤمن الأكول كافرا كان أكثر لأكله، ولو كان الكافر القليل الأكل مؤمنا لنقص أكله بعد إيمانه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: إنه على التمثيل أو التقليل أو التكثير; لقوله: "إن أبا جهم لا يضع عصاه عن عاتقه" قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: وليس وجه الحديث أن كل من كان أكولا ناقص الإسلام، فقد ذكر عن غير واحد من أفاضل السلف الأكل الكثير فلم يكن ذلك نقصا من إيمانهم ، [ ص: 140 ] وقيل: هو مثل أن المؤمن يأكل الحلال، والكافر يأكل الحرام، وما قدر عليه.
فهذه خمسة أقوال، وقيل: الناس في الأكل على ثلاث طبقات:
وطائفة يأكلون إذا جاعوا، فإذا ارتفع الجوع أمسكوا، وهذه عادة المقتصدين والمتناسكين في الشمائل والأخلاق.
وطائفة يتجوعون يقصدون بذلك قمع شهوة النفس، ولا يأكلون إلا عند الضرورة وقدر ما يكسر شدة الجوع، وهذه عادة الأبرار وشمائل الصالحين والأخيار .
والسؤال السالف، إنا نجد مؤمنا كثير الأكل كأبي نهيك وغيره، ونجد غيره كافرا قليل الأكل؟
أجاب nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عنه بأنه - عليه السلام - أراد بقوله: "المؤمن يأكل في معى واحد" المؤمن التام الإيمان، من حسن إسلامه وكمل إيمانه، تفكر في خلق الله له وفيما يصير إليه من الموت وما بعده، فيمنعه الخوف والإشفاق من تلك الأهوال من استيفاء شهواته.
وقد روي هذا المعنى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي أمامة مرفوعا: "عليكم بقلة الأكل; تعرفون في الآخرة، فمن كثر تفكره قل طعمه، وكل لسانه، ومن قل تفكره كثر طعمه، وعظم ذنبه وقسا قلبه، [ ص: 141 ] والقلب القاسي بعيد من الله" .
فأخبر أن من تفكر فيما ينبغي له التفكر فيه من قرب أجله، وما يصير إليه في معاده قل طعمه وكل لسانه وحق له ذلك.
فدل هذا المعنى الذي وصفه الشارع أنه يأكل في معى واحد، وهو التام الإيمان المقتصد في مطعمه وملبسه، الذي قبل وصية نبيه وأخذ المال بسخاوة نفس، فبورك له فيه واستراح من دواء الحرص.
فإن قلت: فكيف بما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - أنه يأكل صاع تمر حتى يتبع حشفة ولا أتم من إيمانه؟
قلت: من علم سيرة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -، وتقلله في مطعمه وملبسه لم يعترض بهذا، ولم يتوهم أن قوت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كان كل يوم صاع تمر; لأنه كان من التقلل في مطعمه وملبسه في أبعد الغايات، وكان أشد الناس اقتداء [ ص: 142 ] برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سيرته، وإنما كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يأكل الصاع في بعض الأوقات إذا بلغ منه الجوع وألمه، فكثيرا كان يجوع نفسه، ولا يبلغ من الأكل نهمته.
وقد كانت العرب في الجاهلية تمتدح بقلة الأكل وتذم كثرته قال الشاعر:
يكفيه فلذة كبد إن ألم بها من السواد يروي شربه الغمر
وقالت أم زرع في ابن أبي زرع: ويشبعه ذراع الجفرة. وقال حاتم الطائي: يذم بكثرة الأكل:
فإنك إن أعطيت بطنك سؤله وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
وقد شبه الله أكل الكفار بأكل البهائم فقال: والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام أي: أنهم يأكلون بالشره والنهم كالأنعام; لأنهم جهال، وذلك أن الأكل ضربان: أكل نهمة، وأكل حكمة، فأكل النهمة للشهوة فقط وأكل الحكمة للشهوة والمصلحة .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي فيه أقوالا:
وقيل: شهوات الطعام سبع: شهوة الطبع، والنفس، والعين، والفم، والأذن، وأن لا يعيبوا الجوع، وهي الضرورة التي بها يأكل [ ص: 143 ] المؤمن. وقيل: إنه كان في كافر مخصوص، وهو الذي شرب حلاب الشياه السبع . وهذا سلف.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي في "بيان مشكله": ولم يكن للحديث عندنا غير هذا الوجه، وأن الحديث خرج مخرج المعرفة، وما خرج مخرج المعرفة لم يبعد من قصده إليه إلى من سواه، إلا أن يكون فيه دلالة تدل على المقصد إلى ما هو أكثر من الواحد، فيصرف إلى ذلك.
ويرجع حكمه إلى حكم النكرة. وسمعت ابن أبي عمران يقول: قد كان قوم حملوا هذا الحديث على الرغبة في الدنيا كما تقول: فلان يأكل الدنيا أكلا، أي: يرغب فيها ويحرص عليها، فالمؤمن يأكل في معى واحد، لزهادته في الدنيا، والكافر في سبعة أمعاء; لرغبته فيها .
ولم يجعلوا ذلك على الطعام قالوا: وقد رأينا مؤمنا أكثر طعاما من كفار، ولو تأول ذلك على الطعام استحال معنى الحديث، قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: وقيل: إنه قاله على سبيل التمثيل أراد أن نهمته وسعايته ما يدخله جوفه، والمؤمن وهب الله له القناعة والتوكل عليه في رزقه.
وقيل: أراد أن المؤمن يسمي الله تعالى على طعامه، فلا يشاركه الشيطان، فتكون البركة فيه، فيكفيه ما لا يكفي الكافر. وعند أهل التشريح: لكل إنسان سبعة أمعاء: المعدة، وثلاثة رقاق متصلة بها، ثم ثلاثة غلاظ، فالكافر لشرهه لا يكفيه إلا ملؤها كلها، والمؤمن لاقتصاره وتسميته يشبعه ملء أحدها.
[ ص: 144 ] وقال النووي: لا يلزم أن يكون كل واحد من السبعة مثل معى المؤمن قال - عليه السلام -: nindex.php?page=hadith&LINKID=846056 "حسب المؤمن لقيمات يقمن صلبه" وفي "ربيع الأبرار": كان علي - رضي الله عنه - يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند ابن جعفر، ولا يزيد على لقمتين أو ثلاث، قيل له فقال: إنما هي أيام قلائل ويأتي أمر الله. وكان يقول:
فإنك مهما تعط بطنك سؤله .. البيت.
فصل:
المعى: مقصور، مثل أنا، وتثنيته معيان، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني في كتاب "التذكير والتأنيث" أنه مذكر مقصور، وجاء به القطامي الشاعر جمعا، كما قال تعالى: يخرجكم طفلا ولم يقل: أطفالا، فقال:
كان نسوع رحلي حين ضمت حوالب غررا ومعا جياعا
وكان الوجه جائعا. ولم أسمع أحدا يؤنث المعى، وقد رواه من لا يوثق به، والهاء في سبعة تدل على التذكير في الواحد، ولم أسمع معى واحدا ممن أثق به.