كذا هنا أعطاه سبعا، وذكر بعده أنه أعطاه خمسا. قال ابن التين : فإما أن تكون إحداهما فيها وهم، أو كان مرتين. وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
والحشفة: -بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة- هي التمرة إذا لم تطب في النخلة وتناهى طيبها فتيبس، وهو أردأ التمر، وقيل لها: حشفة; ليبسها. وقيل: الضعيف الذي لا نوى له كالشيص.
ومعنى: (شدت في مضاغي): أي: دامت معي فيه، وهو بفتح الميم عند nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي وكسرها. قال ابن الأثير: المضاغ -بالفتح- الطعام يمضغ، وقيل: هو المضغ نفسه، يقال: لقمة لينة المضاغ، وشديد المضاغ. أراد أنها كانت فيها قوة عند مضغها .
[ ص: 167 ] فائدة:
عباس الجريري هذا والد فروخ بصري، والجريري: جرير بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، اتفقا عليه ، وكذا على سعيد بن إياس أبي مسعود الجريري. مات سنة أربع وأربعين ومائة.
nindex.php?page=showalam&ids=12081وأبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل. وشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه nindex.php?page=showalam&ids=16272أبو النعمان وهو محمد بن الفضل عارم.
هذا الحديث سلف في فضل nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص، ويأتي في الرقاق ، وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
[ ص: 168 ] والحبلة: -بضم الحاء وسكون الباء الموحدة- ثمر السمر يشبه اللوبياء، وقيل ثمر العضاة، والأول هو المعروف، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض . وقيل: عروقه، ووقع الحبلة هنا على الشك كما سلف، ولم يكن عند nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي إلا الأول.
والحبلة -بالتحريك والفتح- ورق الكرم، قال في "الصحاح": وربما سكن. وقال في هذا الحديث مثلما قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: الحبلة: ثمر العضاة. وذكر هذا الحديث، وزاد فيه: إلا الحبلة وورق السمر.
وضبطناه بضم الحاء وسكون الباء قال: والعضاة: شجر له شوك كالطلح والعوسج. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي: الحبلة: ثمر السمر شبه اللوبياء. وقيل: هو عروق السمر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: قيل ذكره لهذا المتقدم عنه: الحبلة: الكرم، وقد تفتح الباء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: الزرجون حبلة، وجمعها حبلة.
قال صاحب "العين": الحبلة أيضا ضرب من الشجر .
ومعنى: (تعزرني): تؤذيني وقال: إنهم قالوا nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر في حقه: لا يحسن يصلي فقال: نعم .. الحديث أي: يقوموني علمه ويعلمونيه من قولهم: عزر السلطان فلانا إذا أدبه وقومه.
وعبارة الزاهر: يعزروني أي: يعلموني الفقه. وأصل التعزير التأديب، ولهذا سمي الضرب دون الحد تعزيرا، وكان هذا القول عن سعد حين شكاه أهل الكوفة إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنهما - وقالوا: إنه لا يحسن الصلاة، كما ذكرناه.
[ ص: 169 ] ووقع في nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال هنا أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب من بني أسد ، وهو عجب; لأن عدي بن كعب رهط nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ليسوا من بني أسد في ورد ولا صدر، فإن قلت: كيف مدح نفسه ومن شأن المؤمن التواضع؟ قلت: يضطر إلى التعريف بنفسه كما قال تعالى حاكيا عن يوسف: إني حفيظ عليم .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا ، وأهمله ابن عساكر.
ثريت السويق تثرية إذا بللته وأثريه. فثرى، أي: ثرى بالماء واللبن; حتى يصير كالثرى: وهو التراب الندي. والمنخل: أخذ ما استثني [ ص: 170 ] مما أوله ميم من الأدوات مكسور إلا منخل ومدق مسعط: وهو إناء يجعل فيه السعوط.
فصل:
في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، وهو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذئب أبو الحارث العامري القرشي، مات بالكوفة راجعا إلى المدينة والعراق سنة تسع وخمسين ومائة عن تسع وسبعين.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: إن قلت: ما وجه هذه الأخبار -يعني: حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة هذا وشبهه وقد علم صحة الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يرفع مما أفاء الله عليه من بني النضر وفدك قوته وقوت عياله سنة، ثم يجعل ما فضل من ذلك في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله، وأنه قسم بين أربعة أنفس زهاء ألف بعير من نصيبه مما أفاء الله عليه من أموال هوازن، وأنه ساق في حجة الوداع مائة بعير فنحرها وأطعمها المساكين، وأنه كان يأمر للأعرابي يسلم بقطيع من الغنم مع ما يكثر تعداده من عطاياه التي لا يذكر مثلها عمن تقدم قبله من ملوك الأمم السالفة، مع كونه بعين أرباب الأموال الجسام nindex.php?page=showalam&ids=1كالصديق nindex.php?page=showalam&ids=2والفاروق وعثمان وأمثالهم في كثرة الأموال، وبذلهم مهجهم وأولادهم، وخروج أحدهم من جميع ماله; تقربا إلى الله تعالى، مع إشراك الأنصار في أموالهم من قدم عليهم من المهاجرين وبذلهم نفائسها في ذات الله، فكيف بإنفاقها على سيد الأمة وبه إليها الحاجة العظمى؟
ثم أجاب بصحة الأخبار كلها وأن ذلك كان حينا بعد حين; من أجل أن من كان منهم ذا مال كانت تستغرق نوائب الحقوق ماله، ومواساة الضيفان، والوفود حتى يقل كثيره ويذهب جميعه وكيف لا يكون كذلك، وقد روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - أنه - عليه السلام - أمرنا بالصدقة فجاء nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق بكل ماله، فكيف نستنكر من هذا فعله أن يمكن صاحبه "ثم لا يجد السبيل" إلى سد جوعته وإرفاقه بما يعينه؟!
[ ص: 172 ] وعلى هذه الخليقة كانت خلائق أصحابه كالذي ذكر عن عثمان أنه جهز جيش العسرة من ماله حتى لم يفقدوا حبلا ولا قتبا، وكالذي روي عن nindex.php?page=showalam&ids=38ابن عوف أنه - عليه السلام - حث على الصدقة فجاء بأربعة آلاف دينار صدقة، فمعلوم أن من كانت هذه أخلاقه وأفعاله لا يخطئه أن يأتي عليه التارة من الزمان والحين من الأيام مملقا لا شيء له إلا أن يثوب ماله فبان خطأ قول القائل: كيف يجوز أن يرهن الشارع درعه عند يهودي بوسق شعير وفي أصحابه أهل الغنى والسعة ما لا يجهل موضعه؟ أم كيف يجوز أن يوصف أنه كان يطوي الأيام ذوات العدد خميصا وأصحابه يمتهنون أموالهم لمن هو دونه من أصحابه؟ فكيف له إذ كان معلوما جوده وكرمه وإيثاره ضيفانه القادمين عليه لما عنده من الأقوات والأموال على نفسه واحتماله المشقة والمجاعة في ذات الله؟ ومن كان كذلك هو وأصحابه فغير مستنكر لهم حال ضيق يحتاجون معها إلى الاستسلاف وإلى طي الأيام على المجاعة والشدة وأكلهم ورق الحبلة.
فأما ما روي عنه أنه لم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام تباعا حتى قبض، فإن البر كان قليلا عندهم، وكان الغالب عندهم الشعير والتمر، فغير نكير أن يؤثر قوت أهله وأن يؤثر قوت أهل بلده، ويكره أن يخص نفسه مما لا سبيل للمسلمين إليه من الغذاء وهذا هو الأشبه بأخلاقه.
وأما ما روي عنه أنه خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، فإن ذلك لم يكن لعوز ولا لضيق في غالب أحواله، وكيف يكون ذلك وقد كان الله تعالى أفاء عليه قبل وفاته بلاد العرب كلها، ونقل إليه الخراج من بعض بلاد العجم كأيلة والبحرين وهجر، ولكن كان بعضهم كما وصفت من إيثار حقوق الله، وبعضه كراهية منه الشبع وكثرة الأكل فإنه كان يكرهه ويؤدب أصحابه.
فما أكل nindex.php?page=showalam&ids=9473أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تغدى لا يتعشى، وإذا تعشى لا يتغدى، وعلى إيثار الجوع وقلة الشبع مع وجود السبيل إليه مرة وعدمه أخرى مضى الخيار من الصحابة والتابعين.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان [عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر] قال: لقيني nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ومعي لحم اشتريته بدرهم فقال: ما هذا؟ فقلت يا أمير المؤمنين اشتريته للصبيان والنساء; فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: لا يشتهي أحدكم شيئا إلا وقع فيه. أو لا يطوي أحدكم بطنه لجاره وابن عمه، أين تذهب عنكم هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها [الأحقاف:20].
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم: عن منصور، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين: أن رجلا قال nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر: اجعل جوارشنا قال: وما هو؟ قال: شيء إذا كظك الطعام، فأصبت منه سهل عليك، قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما -: ما شبعت منذ أربعة أشهر، [ ص: 174 ] وما ذاك إلا أكون له واجدا، ولكني عهدت قوما يشبعون مرة ويجوعون مرة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: إن عبد الله بن مطيع قال لصفية: تلطفت: هذا الشيخ؟ -يعني: nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر- قال: قد أعياني ألا يأكل إلا ومعه آكل، فلو كلمته، [قال: فكلمته] فقال: الآن يأمرني بالشبع ولم يبق من عمري إلا ظمء حمار، فما شبعت منه ثماني سنين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: لو أكلت كل ما أشتهي ما سويت حشفة. وقال الفضيل: خصلتان يقسيان القلب: كثرة الأكل والكلام .