وقد سلف في فضلها ، ومقتضاه فضل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة على فاطمة، والذي [ ص: 181 ] أراه أن فاطمة أفضل; لأنها بضعة منه ولا يعدل ببضعته
ثانيها:
حديث أبي طوالة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: "فضل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .. " الحديث سلف هناك أيضا ، وأبو طوالة: اسمه عبد الله بن عبد الرحمن، كما سماه هناك، وجده معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، قاضي المدينة لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في خلافة عمر بن عبد العزيز، مات في خلافة أبي العباس السفاح ، أخرجا له .
ثالثها:
حديث ثمامة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - في الدباء. وقد سلف ، وفيه الأشهل بن حاتم مولى بني جمح من أفراده، ضعفه الراويان ، وثمامة هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك، روى له الجماعة .
[ ص: 182 ] إذا تقرر ذلك فالثريد أذكى الطعام وأكثره بركة، وهو طعام العرب، وقد شهد له الشارع بالفضل على سائر الطعام، وكفى بذلك تفضيلا له وشرفا له. وقد شهد الشارع بالكمال لمريم وآسية، وشهد لعائشة تفضلها على النساء، وهل تدخل (في ذلك) مريم وآسية، ولا شك أن مريم مصطفاة بالنص، أي: مختارة ومطهرة من الكفر أو من الأدناس: الحيض والنفاس، واصطفاؤها على نساء العالمين دال على تفضيلها على جميع نساء الدنيا; لأن العالمين جمع عالم، وقد جعلها وابنها آية; كونها ولدت من (غير) فحل; وجاءها جبريل ولم يأت غيرها من النساء، قال تعالى: فأرسلنا إليها روحنا الآية [مريم: 17]، واختار جماعة نبوتها: nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب nindex.php?page=showalam&ids=14416وأبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن اللباد -فقيه المغرب- وابن أبي زيد والقابسي، وعلى هذا فأول الحديث على العموم في مريم وآسية، وآخره على الخصوص في nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، ويكون المعنى: فضلهما على جميع نساء كل عالم، وفضل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة على نساء عالمها خاصة، وأباه طائفة أخرى وقالوا: تفضل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة على جميع النساء. ولم يقولوا بنبوة مريم ولا أحد من النساء.
وحملوا آخر الحديث على العموم، وأوله على الخصوص وقالوا: قوله تعالى: يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين [آل عمران: 42] يعني: عالم زمانها، وهو قول الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، ويكون قوله: "فضل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة" على نساء الدنيا كلها. ومن حجتهم: قوله تعالى لهذه الأمة: كنتم خير أمة أخرجت للناس [آل عمران: 110]
[ ص: 183 ] فعلم بهذا الخطاب أن المسلمين أفضل جميع الأمم، ألا ترى قوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا [البقرة: 143] والوسط: العدل عند أهل التأويل، فدل هذا كله أن من شهد له الشارع بالفضل من أمته وعينه فهو أفضل ممن شهد له بالفضل من الأمم الخالية. ويؤيد هذا التأويل قوله تعالى: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء [الأحزاب: 32] فدل عموم هذا اللفظ على فضل أزواجه على كل من قبلهن وبعدهن.
وقام الإجماع على أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جميع الأنبياء، فكذلك نساؤه - عليه السلام - لهن من الفضل على سائر نساء الدنيا ما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الفضل على سائر الأنبياء. وقد صح أن نساءه معه في الجنة، ومريم مع ابنها وأمها في الجنة، ودرجة نبينا في الجنة فوق درجة هؤلاء كلهم، والله أعلم بحقيقة الفضل في ذلك.