ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - في بنائه بصفيه، وقد سلف . والشاهد منه: صنع حيسا في نطع. والحيس عند العرب: خلط الأقط بالتمر، تقول: حسته حيسا وحيسة، عن صاحب "العين" .
وقوله فيه: ("اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل") إلى آخره يريد الغم، يقال: أهمني هذا الأمر. أي: أخوفني وهو مهم، فيحتمل أن يكون من همه المرض إذا أذابه وأنحله، مأخوذ من هم الشحم، إذا أذابه، والشيء مهموم أي: مذاب، فيكون تعوذه من المرض الذي ينحل جسمه.
[ ص: 189 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: الغم: ما شغل الضمير، وليس شيء أضر على البدن منه.
قال: ("والحزن"): أن يصاب الرجل في أهله، وهما عند القزاز سواء الهم والحزن. والعجز: ذهاب القدرة -في وجه-، وهو الكسل عن الشيء مع القدرة عن الأخذ في (عمله) ، وكلاهما يجوز أن يتعوذ منه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: العجز: ترك ما يجب فعله، والكسل: فترة بالنفس فتثبط عن العمل، وضلع الدين: ثقله، يقال: أضلعني هذا الأمر أي: أثقلني وشق علي، وهو بفتح الضاد واللام قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: هو احتمال الثقل والقوة . وقيل: هو من الميل، كأنه يميل صاحبه عن قول الصدق إلى الوعد بالكذب، ومنه: كلمت فلانا فكان ضلعك علي، أي: ميلك. فعلى هذا التأويل يختلف في فتح اللام وسكونها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: ضلعت ضلعا: إذا ملت. وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف: (ضلعت) ضلعا إذا ملت . والضلع: الاعوجاج، أي: يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال، ويقال: ضلع يضلع ضلعا، وضلع يضلع ضلعا، أي: بالتسكين أي: مال .
وقوله: (يحوي وراءه)، التحوية: أن: يدير حول سنام البعير ثم يركبه، والاسم الحوية، والجمع حوايا.
[ ص: 190 ] ومنه قول عمير بن وهب يوم بدر: رأيت الحوايا عليها المنايا .
فصل:
وقوله في أحد: "هذا جبل يحبنا ونحبه" يحتمل أن يريد أهله أو حقيقته، وقد سلف.
وقوله: "اللهم إني أحرم ما بين جبليها" أي: تحريم الصيد فيها.
فصل:
راوي الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، وهو متكلم فيه، وحنطب بفتح الحاء ، ووقع في ابن التين أنه بضمها، وهو غريب، ولم يرو عنه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الأقضية والأحكام، كما فعل في عبد الكريم بن أبي المخارق، وإنما أدخل عنهما في الرقائق.
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن عمرو بعض هذا الحديث، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: كل من روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك فهو بمنزلة nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الثقة إلا عبد الكريم ، ومن أدخله nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ورضيه فحسبك به.