التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
5135 [ ص: 228 ] 48 - باب: من أدخل الضيفان عشرة عشرة، والجلوس على الطعام عشرة عشرة.

5450 - حدثنا الصلت بن محمد، حدثنا حماد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس. وعن هشام، عن محمد، عن أنس. وعن سنان أبي ربيعة، عن أنس أن أم سليم- أمه- عمدت إلى مد من شعير، جشته وجعلت منه خطيفة، وعصرت عكة عندها، ثم بعثتني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته -وهو في أصحابه- فدعوته، قال: "ومن معي". فجئت فقلت: إنه يقول: "ومن معي"، فخرج إليه أبو طلحة قال: يا رسول الله، إنما هو شيء صنعته أم سليم. فدخل فجيء به وقال: "أدخل علي عشرة". فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال: "أدخل علي عشرة". فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال: "أدخل علي عشرة". حتى عد أربعين، ثم أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام، فجعلت أنظر; هل نقص منها شيء!. [انظر: 422 - مسلم: 2040 - فتح:9 \ 574].


حدثنا الصلت بن محمد، ثنا حماد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس. وعن هشام، عن محمد، عن أنس. وعن سنان أبي ربيعة، عن أنس أن أم سليم -أمه- عمدت إلى مد من شعير، جشته وجعلت منه خطيفة، وعصرت عكة عندها، ثم بعثتني إلى رسول الله فأتيته -وهو في أصحابه- فدعوته، قال: "ومن معي". فجئت فقلت: إنه يقول: "ومن معي"، فخرج إليه أبو طلحة فقال: يا رسول الله، إنما هو شيء صنعته أم سليم. فدخل فجيء به وقال: "أدخل علي عشرة". فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال: "أدخل علي [ ص: 229 ] عشرة". فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال: "أدخل علي عشرة". حتى عد أربعين، ثم أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام، فجعلت أنظر; هل نقص منها شيء.

هذا الحديث سبق بنحوه قريبا في باب: من أكل حتى شبع ، وفي علامات النبوة أيضا من وجه آخر عن أنس .

والصلت بن محمد: هو ابن عبد الرحمن بن أبي المغيرة أبو همام البصري الخاركي ، وخارك: جزيرة في بحر البصرة . وروى النسائي عن رجل عنه.

والقائل: (وعن هشام) هو ابن حسان، و (عن سنان) هو حماد بن زيد. ومحمد هو ابن سيرين، وسنان أبو ربيعة: هو ابن ربيعة الباهلي البصري. انفرد به البخاري.

الخطيفة: -بفتح الخاء المعجمة، ثم طاء مهملة، ثم مثناة تحت، ثم فاء ثم هاء- عصيدة من دقيق ولبن، قال الخطابي: وسمعت الزاهد يقول: هي الكبولا، وإنما سميت خطيفة; لأنها تخطف بالملاعق والأصابع .

وإنما أدخلهم عشرة عشرة; لأنها كانت قصعة واحدة فيها مد من الشعير، فلا يمكن هذه الجماعة الكبيرة أن يقدروا على التناول منها إلا بجهد، وربما آذى بعضهم بعضا. وليس في الحديث دلالة أنه [ ص: 230 ] لا يجوز أن يجلس على مائدة أكثر من عشرة كما ظن من لم يمعن النظر في ذلك; لأن الصحابة قد أكلوا في الولائم مجتمعين.

وفيه: أن الاجتماع على الطعام من أسباب البركة فيه، وقد روي أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع. قال: "فلعلكم تأكلون وأنتم مفترقون" قالوا: نعم. قال: "فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى; يبارك لكم" رواه أبو داود، عن إبراهيم بن موسى أنا الوليد بن مسلم، نا وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا .. الحديث .

وفيه: علم من أعلام نبوته; لأن الطعام كان مدا من شعير وأكل منه أربعون رجلا ببركة النبوة المعصومة، ثم أكل منه بعد ذلك، وبقي الطعام على حاله، وهذا من أعظم البراهين، وأكبر المعجزات.

فصل:

معنى: جشته: جعلته جشيشا ثم عصيدة، قال ابن فارس: يقال جششت الشيء إذا دققته، والسويق: جشيش .

فصل:

ذكر هنا أن القوم كانوا أربعين، وفيما مضى ثمانين ، ومرة سبعين أو ثمانين ، والظاهر تعدد الواقعة.

[ ص: 231 ] فصل:

إن قلت هنا لم يذكر الاستئذان على عشرة، بخلاف قصة أبي شعيب السالفة، قلت: الجواز من أوجه:

أحدها: أنه علم أن أبا طلحة لا يكره ذلك.

ثانيها: أنه أطعمهم هنا من بركته.

ثالثها: أنه ملك ما أرسلت به أم سليم.

التالي السابق


الخدمات العلمية