هو جنس واحده دجاجة، ويقع على الذكر والأنثى، وتجمع دجاجات، وداله مثلثة، والفتح والضم شهيران، والكسر حكاه غير واحد، وعبارة ابن التين أنها جمع دجاجة بفتح الدال على المعروف قال: وذكر في "الغريب المصنف": أن فيه لغة بكسر الدال. قال أبو علي في "البارع": إنما سميت الدجاجة; لأنها تقبل وتدبر .
[ ص: 488 ] ذكر في الباب حديث nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة، عن زهدم الجرمي -ووالده مضرب البصري- عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى -واسمه عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري- قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=655093رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل دجاجا. ثم ساقه عن أبي معمر -واسمه عبد الله بن عمرو المقعد- ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب بن أبي تميمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم، عن زهدم قال: كنا عند أبي موسى. مطولا، والحديثان في المغازي والخمس . والقاسم هو ابن عاصم بصري تميمي كليني ، أخو رياح، ابنا يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
وقوله في الأول: (حدثنا يحيى، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع، عن سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة) به. يريد يحيى بن موسى النخعي، وقيل: يحيى بن جعفر البلخي فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي ، ونص nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ أنه ابن جعفر.
وقوله: (لئن تغفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينه). يقال: تغفلته واستغفلته: تحينت غفلته أي: جعلناه غافلا عن يمينه. وقيل: سألناه في وقت شغله.
أما ترجمة الباب فما أورده واف. وليته ذكر الدجاج والخيل ولحوم الحمر، وغير ذلك من الأطعمة، فإنه أليق به، وإن كان لما ذكر هنا مدخلا من حيث الذكاة.
وقام الإجماع على حل لحم الدجاج وهو من رقيق المطاعم وناعمه، ومن كره ذلك من المتقشفين والزهاد فلا عبرة بكراهته، وقد
[ ص: 489 ] أكل منها سيد الزهاد، وأن يحتمل أن تكون جلالة، وإن نقل nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه كان لا يأكلها حتى يقصرها أياما; لأنها تأكل العذرة.
[ ص: 490 ] فكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إذا أراد أن يأكل بيض الدجاجة قصرها ثلاثة أيام . وكره الكوفيون لحوم الإبل الجلالة حتى تحبس أياما.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: أكرهه إن لم يكن أكله غير العذرة، أو كانت أكثر، وإذا كان أكثر علفها غيره لم أكرهه. وأكثر أصحابه على أن الكراهة كراهة تنزيه، وصحح بعضهم التحريم، وكرهه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14273الدارمي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة إلا إن حبست أياما. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث: لا بأس بلحوم الجلالة كالدجاج وما يأكل الجيف. وكان nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري لا يرى بأسا بأكلها. قال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: الدجاجة تخلط والجلالة لا تأكل غير العذرة، وهي التي تكره ، فالعلماء مجمعون على جواز أكل الجلالة، كذا وقع في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال، وقد سئل nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون عن خروف أرضعته خنزيرة، فقال: لا بأس بأكله .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: والعلماء مجمعون على أن حملا أو جديا، غذي بلبن كلبة أو خنزيرة أنه غير حرام أكله، ولا خلاف أن ألبان الخنازير نجسة كالعذرة. قال غيره: والمعنى فيه أن لبن الخنزيرة لا يدرك في الخروف إذا ذبح بذوق ولا شم ولا رائحة، فقد نقله الله وأحاله كما يحيل الغذاء، وإنما حرم الله أعيان النجاسات المدركات بالحواس، فالدجاجة والإبل الجلالة وما شاكلها لا يوجد فيها أعيان العذرات، وليس ذلك بأكثر من
[ ص: 491 ] النبات الذي ينبت في العذرة، وهو طاهر حلال بإجماع، ولا يخلو الزرع من ذلك، وإنما النهي عن الجلالة من جهة التقذر والتنزه لئلا يكون الشأن في علف الحيوان النجاسات، والنهي عن الجلالة ليس بقوي الإسناد كذا في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال وقد علمت ما فيه .
فروع: عندنا (كما) يمنع لحمها يمنع لبنها، وكذا بيضها، ويكره الركوب عليها بدون حائل . وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم فقال: لا يصح الحج عليها بخلاف المال المغصوب، وزعم أن الجلالة من ذوات الأربع خاصة ولا يسمى الطير ولا الدجاج جلالة، وإن كانت تأكل العذرة، فإذا قطع عنها أكلها وانقطع عنها الاسم حل أكلها وألبانها وركوبها; لما روينا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق، ثم ساق حديث nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر السالف، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن مولاه مثله -يريد الحديث السالف- وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عنه: نهى عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها. قال: وهذا فيه زيادة الركوب .
[ ص: 492 ] nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة بإسناد جيد عن نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر راوي الحديث أنه كان يحبس الدجاجة الجلالة ثلاثا .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي عن نافع، عنه مرفوعا، وأعله بغالب بن عبيد الله الجزري وقال: متروك . وفيه مسعود بن جويرية ، وهو مجهول كما قال ابن القطان. قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: وقد روي في حديث أن البقر الجلالة تعلف أربعين يوما ثم يؤكل لحمها، وقال إسحاق: لا بأس أن يؤكل لحمها بعد أن يغسل غسلا جيدا .
فصل:
قوله: (وكان بيننا وبين هذا الحي من جرم إخاء) هو بالرفع، وأورده ابن التين بلفظ: (بيننا وبينه) وقال: يقرأ بالخفض على البدل من الضمير الذي في (بينه) وهو ضمير قبل الذكر، (وإخاء) ممدود تقول: آخيته إخاء، وضبط في بعض النسخ بالقصر وقال: ليس بصحيح.
وقوله: (رجل أحمر). أي: أبيض، وهو لون العجم -يعني: الروم- يميل إلى الشقرة.
وقوله: (وهو يقسم نعما) هي الإبل والبقر والغنم، وقيل: الإبل خاصة. وقدمه ابن التين على الأول، قال الفراء: وهو ذكر لا يؤنث، وذكر غيره التأنيث.
وقوله: (فأعطانا خمس ذود غر الذرى) قال القزاز: الذود في الحديث: الواحد، ثم أنشد بيتا لا دليل له فيه، والعرب تجعله من
[ ص: 493 ] الثلاثة إلى التسعة وقال الجوهري: ثانيها إلى العشرة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: الثلاثة إلى العشرة . ومعنى (غر الذرى): بيض أعلى أسنمتها; لأن الأغر الأبيض، والذرى: جمع ذروة وهي أعلى السنام.
وقوله: ("إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها") أي: حللت فلا تعقد على اليمين بالكفارة وفسره في موضع آخر فقال: كفرت عنها.