هذا الحديث وصله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي.
فقال: حدثنا الحسن بن سفيان: ثنا هشام، فذكره، ثم قال: وحدثنا الحسن أيضا قال: أنا nindex.php?page=showalam&ids=15863عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا بشر، ثنا عبد الرحمن
[ ص: 127 ] ابن يزيد بن جابر، وقال أبو عامر: ولم يشك، ووصله أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ، فقال: أخبرنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16508عبدان، ثنا هشام قال: وحدثنا الحسن بن محمد، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا هشام بن عمار، فذكره.
ووصله أيضا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود فقال: حدثنا (عبد الواحد بن نجدة) عن بشر بن بكر، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16351عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهذا أيضا على شرط الصحيح ، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخذه عن هشام مذاكرة، ولما جوز nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم سماع الغناء عند ذكر حديث: " nindex.php?page=hadith&LINKID=703765دعهن فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" وشبه ذلك قال: لم يأت حديث فيه النهي عن سماعه صحيحا.
ثم قال: فإن قيل: إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري روى في "صحيحه" يعني: هذا الحديث، قال: هذا منقطع فيما بين nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وصدقة بن خالد، والمنقطع لا تقوم به حجة، ولا يصح في هذا الباب شيء أبدا، وكل ما فيه موضوع، ووالله لو أسند جميعه أو واحد منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله لما ترددت في الأخذ به .
هذا كلامه، وقد علمت أنه اتصل على شرط الصحيح فلا وجه (له) إذا عن الأخذ به لا جرم. قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح في " علومه": لا التفات إلى ما قاله،
[ ص: 128 ] والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح .
ووقع في كلام nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وقال مرة: nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري علقه عن هشام. ولا حجة فيه، قال: وأبو عامر لا يدرى قال: وقال صدقة. وهو وهم، وإنما قال: وقال هشام: ثنا صدقة وليته أعله بصدقة، فإن يحيى قال فيه: ليس بشيء، رواه ابن الجنيد عنه .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15202المروذي (عن) nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: ليس بمستقيم ولم يرضه لكن تابعه بشر بن بكر كما قدمناه. وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب فضعفه من وجه آخر غير جيد فقال: هذا الحديث لم يسنده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من أجل شك المحدث في الصاحب، فقال: أبو عامر أو أبو مالك أو بمعنى آخر لا أعلمه، واعتل أن الاختلاف في الصحابي لا يضر، فإن قلت: فما وجه
[ ص: 129 ] إدخاله في الترجمة وهو ترجم بشيئين استحلال الخمر، وتسميته بغير اسمه؟ فأما الأول فظاهر، وأما الثاني فقد جاء مبينا من طريق آخر سأذكره، وإنما أدخله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على أنه جائز وقوعه من الله في المسرفين على أنفسهم من أهل هذه الملة، وأنه مروي بحيث أن يتوقع ما روي فيه من العقوبة.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16461ابن محيريز عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكره .
وقال ابن المنير: قنع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الاستدلال على مراده في الترجمة بقوله: "من أمتي" فإن كونهم من الأمة يبعد معه أن يستحلوها بغير تأويل ولا تحريف، فإن ذلك مجاهرة بالخروج عن الأمة، إذ تحريم الخمر معلوم ضرورة، فهذا سر مطابقة الترجمة لهذه الزيادة .
وقال ابن التين عن nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: يحتمل أن يريد ب "أمتي" من يسمى بهم ويستحل ما لا يحل فهو كافر إن أظهر ذلك ومنافق إن أسره، أو يكون يرتكب المحارم تهاونا واستخفافا فهو يقارب الكفر والذي يصح في [ ص: 132 ] النظر أن هذا لا يكون إلا ممن يعتقد الكفر ويتسمى بالإسلام; لأن الله لا يخسف من تعود عليه رحمته في المعاد.
فصل:
قوله: "الحر": هو مما اختلف الحفاظ في ضبطه، فأما nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود فأدخله في "سننه" في باب: ما جاء في الخر، من كتاب اللباس، وأما ابن ناصر الحافظ فزعم أن صوابه كما رواه الحفاظ بالحاء المهملة المكسورة والراء والتخفيف. وحكى المحب الطبري وغيره كما ستعلمه التشديد أيضا، وقال الشيخ تقي الدين القشيري: في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ما يقتضي الأول، قال بعضهم: وهو تصحيفهم، والصواب الثاني مخففا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : الحر: الفرج، وليس لمن تأوله من صحيفة، فقال: الخز من أجل مقارنته للحرير فاستحل التصحيف بالمقارنة مع أنه ليس في الخز تحريم وقد جاء في الحر التحريم . وأما nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي فقال: إنه الخز بالخاء والزاي معروف، وقد جاء في حديث يرويه أبو ثعلبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يستحل الحر والحرير" يراد به استحلال الحرام من الفروج، فهذا بالحاء والراء المهملتين وهو مخفف فذكرنا هذا، لئلا يتوهم أنهما شيء واحد.
وقال ابن التين : يريد - والله أعلم - ارتكاب الفرج بغير حله وهو الزنا، وإن كان أهل اللغة لم يذكروا هذه اللفظة لهذا المعنى، وكذلك العامة تستعمله بكسر الحاء، وكذا روي. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : أحسب أن قوله "الخز" ليس بمحفوظ; لأن كثيرا من الصحابة لبسوه،
[ ص: 133 ] قال: ويحتمل إن كان محفوظا أن يريد جمع الحر والحرير، لعله يريد الحر جمع حرير مثل: حمير وحمر. قال: ورواه بعضهم بالحاء.
وقال القاضي، وصاحب "المطالع" مخفف الراء: فرج المرأة.
ورواه بعضهم بشد الراء، والأول أصوب، وقيل: أصله بالياء بعد الراء فحذف.
وقال ابن الأثير: ذكره أبو موسى في حرف الحاء والراء، وقال: الحر بتخفيف الراء: الفرج، وأصله حرح بكسر الحاء وسكون الراء، وجمعه أحراح، ومنهم من شدد الراء، وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر، والمشهور في رواية هذا الحديث بالخاء والزاي وهو ضرب من ثياب الإبريسم معروف .
وقال المنذري: أورد nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود هذا الحديث في باب ما جاء في الخز كذا الرواية، فدل على أنه عنده كذلك، وكذا وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وهي ثياب معروفة لبسها غير واحد من الصحابة والتابعين، فيكون النهي عنه لأجل التشبه بالعجم وزي المترفين.
فصل:
معنى قوله: "يستحلون الحرير" أي: يستحلون النهي عنه، والنهي في كتاب الله من الشارع يتوعد عليه بقوله فليحذر الذين يخالفون عن أمره [النور: 63].
فصل:
والمعازف بالزاي المعجمة: آلات اللهو، قاله في "الصحاح" . وعبارة الصاغاني في "عبابه": المعازف: الملاهي.
[ ص: 134 ] وقال صاحب "العين": المعازف: جمع معزفة وهي آلة اللهو .
ونقل nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي عن الجوهري: أن المعازف: الغناء والذي في "صحاحه" ما قدمته، وعبارة ابن التين: المعازف: الملاهي، والعازف: اللاهي. وبخط nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي: المعازف من الدفوف وغيرها مما يضرب، وقيل: إن كل لعب عزف، وعزف: غنى.
وقوله: ("ويضع العلم"): يرمى بالجبل أو يخسف به. قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : إن كان العلم بناء فهدمه وإن كان جبلا فيدكدكه وهكذا إن كان غيره .
[ ص: 135 ] [وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : مرتفع العلم: رأس الجبال، وكل شيء يعرف أهل الطريق، وأهل اللغة على أنه الجبال، زاد nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: المرتفع) .] .
وقد رويت أحاديث لينة الأسانيد: "إنه سيكون في أمتي خسف ومسخ" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يأت ما يرفع ذلك .
وقال بعض العلماء: معنى ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يكون في هذه الأمة مسخ، فالمراد به مسخ القلوب حتى لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، وقد جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن القرآن يرفع من صدور الرجال وأن الخشوع والأمانة تنزع منهم، ولا مسخ أكثر من هذا، وقد يجوز أن يكون الحديث على ظاهره فمسخ الله تعالى من أراد تعجيل عقوبته، كما قد خسف بقوم وأهلكهم بالخسف والزلازل، وقد رأينا هذا عيانا، فكذلك يكون المسخ. قاله nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال .
[ ص: 136 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: فيه بيان أن المسخ سيكون في هذه الأمة كسائر الأمم خلافا لمن زعم أن ذلك لا يكون وإنما مسخها بقلوبها .
روى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور من حديث حسان بن أبي سنان، عن رجل، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا: "يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة" قالوا: يا رسول الله ويشهدون أنك رسول الله وأن لا إله إلا الله؟ قال: "نعم، ويصومون ويصلون ويحجون" قالوا: فما بالهم يا رسول الله؟ قال: "اتخذوا المعازف والقينات والدفوف، ويشربون هذه الأشربة، فباتوا على لهوهم وشرابهم فأصبحوا قردة وخنازير" . قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ورواه أبو عبد الله بن منجويه في كتابه "أشراط الساعة" من حديث أسيد بن زيد: ثنا عمرة، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، عن رميح الحزامي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بنحوه.
ومن حديث فرقد السبخي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله .
[ ص: 138 ] وعند nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا وابن منجويه في "أشراط الساعة" من حديث إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن التميمي، عن عباد بن أبي علي، عن علي مرفوعا: "تمسخ طائفة من أمتي قردة، وطائفة خنازير، ويخسف بطائفة، ويرسل على طائفة الريح العقيم، بأنهم شربوا الخمور ولبسوا الحرير واتخذوا القينات وضربوا بالدفوف".
ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=17366أبي العلاء عن عبد الرحمن بن صحاري وكان من عبد القيس يرفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=890463 "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل من أمتي" الحديث، ومن حديث إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عتبة، عن أبي العباس الهمداني، عن عمارة بن راشد، عن المغازي بن ربيعة يرفعه: "ليخسفن بقوم وهم على أريكتهم; لشربهم الخمور وضربهم بالبرابط والقيان".
ومن حديث عثمان بن عطاء، عن أبيه، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة، عن صالح بن خالد، ومن حديث إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن
[ ص: 139 ] مدرك، عن nindex.php?page=showalam&ids=11861أبي الزاهرية، عن nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بنحوه.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=12181أبي نعيم الأصفهاني، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=73968 "من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة" فذكر منها: "واتخذ الحرير لباسا، وشربت الخمور، واتخذت القينات .. " الحديث "فلترتقبوا عند ذلك ريحا حمراء ومسخا". وقال: غريب من حديث عبد الله بن عمير عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة لم يرفعه، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن فضالة .
وفي "نوادر nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي" من حديث إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ابن سابط، عن أبي أمامة يرفعه: "يكون في أمتي فزعة فيصير الناس إلى علمائهم، فإذا هم قردة وخنازير".
فائدة: في بعض الأخبار عنه عليه أفضل الصلاة والسلام: "يأتي على الناس زمان يستحل فيه الربا بالبيع، والخمر بالنبيذ، والبخس بالزكاة، والسحت بالهدية، والقتل بالموعظة" يريد: بالبخس النقصان ويريد به المكس، وما يأخذه الولاة يتأولون فيه الزكاة وهو مكس.
وقوله: "القتل بالموعظة" أي: يقتل البريء; ليتعظ به العامة.