وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=664622أن رجلا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: "من طال عمره وحسن عمله"، قال: فأي الناس شر؟ قال: "من طال عمره وساء عمله"، ثم قال: حديث حسن صحيح . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وأما حكم الباب: فنهى - عليه السلام - أمته عن تمني الموت عند نزول البلاء بهم وأمرهم أن يدعوا بالموت ما كان الموت خيرا لهم.
[ ص: 319 ] وقد سلف في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة معللا، قيل: إنه منسوخ.
وبحديث الباب: ("وألحقني بالرفيق .. ") قالوا: ودعا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بالموت، nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز وليس كذلك; لأن هؤلاء، إنما سألوا ما قارن الموت، فالمراد بذلك ألحقنا بدرجاتهم، قلت: ولعل المراد إذا توفيتني فافعل ذلك، فهو دعاء لا تمن.
وكذا قوله: "وألحقني بالرفيق"، لأنه أخبر أن الأنبياء تخير، وقال ذلك عند التخيير وتحقق الوفاة في يومه; لمجيء الملائكة المبشرين له بلقاء ربه، وبما أعد له.
ألا ترى إلى قوله nindex.php?page=showalam&ids=129لفاطمة: "لا كرب على أبيك بعد اليوم" .
فإن قلت: الحديث جاء بلفظ (لعل) وهي موضوعة لغير التحقيق، قلت: هي في كلام الشارع كلفظ الباري تعالى، ثم إن في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ (إن) التي موضوعة للتحقيق فزال ما توهم، وتمني nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في إسناده علي بن زيد وهو ضعيف، رواه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عنه عن الحسن، عن سعيد بن أبي العاصي قال: رصدت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ليلة فخرج إلى البقيع - وذلك في السحر - فاتبعته فصلى ثم رفع يديه فقال: اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وخشيت الانتشار من رعيتي فاقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم.
[ ص: 320 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب: فما انسلخ الشهر حتى مات .
وتمناه علي - رضي الله عنه - أيضا، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر - أيضا - عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين، عن عبيدة قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا - رضي الله عنه - يخطب، فقال: اللهم إني قد سئمتهم وسئموني، فأرحني منهم وأرحهم مني ما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم وأشار إلى لحيته . وحملها nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري على أنهما خشيا المصاب في الدين.
وحديث (الشارع) على المصاب في الدنيا، ويشهد لصحة ذلك قوله: وإذا أردت بالناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، فاستعمل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر هذا المعنى حين خشي عند كبر سنه وضعف قوته أن يعجز عن القيام بما فرض عليه من أمر الأمة أو أن يفعل ما يلام عليه دنيا وأخرى.
فأجاب دعاءه. وكذا خشي علي من السآمة من الجهتين أن يحملهم على ما يئول إلى سخط الرب جل جلاله فكان ذلك من قبلهم فقتلوه وتقلدوا دمه، وباءوا بإثمه، وهو إمام عدل بر تقي لم يستحق منه ما يستحق عليه التأنيب فضلا عن غيره، فلذلك سأل الإراحة منهم.
فصل:
مراد nindex.php?page=showalam&ids=211خباب البنيان الذي لا يحتاج إليه وبه صرح nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال.
قال: ومعنى الحديث: أن من بنى ما يكفيه ولا غنى به عنه فلا يدخل في معنى الحديث بل هو مما يؤجر فيه، وإنما أراد nindex.php?page=showalam&ids=211خباب من بناء ما يفضل عنه ولا يضطر إليه، فذلك الذي لا يؤجر عليه; لأنه
[ ص: 321 ] من التكاثر الملهي لأهله. وسيأتي في الاستئذان في باب: البناء .
وكذا قال ابن التين : المراد من يجاوز الكفاية وقصد المباهاة. أي كما قال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - : "إذا تطاول رعاة رعاء الإبل البهم في البنيان" .
وقوله: (إنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب). قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : يعني الموت إشفاقا أن ينقص ما نالوه من الدنيا حسناتهم، وليس ببين كما قاله ابن التين ، بل هو عبارة عن كثرة ما أصابوا من الدنيا.
فصل:
وقوله: ("إلا أن يتغمدني الله برحمته") أي: يغمرني بها ويلبسني ويغشيني.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : ولا أحسبه إلا أخذ من غمد السيف فإنك إذا أغمدته فقد ألبسته الغمد .
وقوله: ("فسددوا") أي: استقيموا والزموا الصواب، فإن قلت: كيف الجمع بين قوله: "لن يدخل أحدا عمله الجنة" وبين قوله: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ؟
قلت: من أوجه - ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي.
أولها: لولا رحمة الله السابقة التي كتب بها الإيمان في القلوب ووفق للطاعات ما نجا أحد ولا وقع عمل تحصل به النجاة، والتوفيق للعمل من رحمة الله تعالى أيضا.
[ ص: 322 ] ثانيها: أن منافع (العبد) لسيده فعله مستحق لمولاه، فإن أنعم عليه بالجزاء فمن فضله، كالمكاتب مع المولى.
ثالثها: روي في بعض الأحاديث أن نفس دخول الجنة بالرحمة واغتنام الدرجات بالأعمال.
رابعها: أن عمل الطاعات كانت في زمن يسير وثوابها لا ينفد أبدا. فالمقام الذي لا ينفد في جزاء ما نفد بفضل الله لا بمقابلة الأعمال - وهذا نص - كما قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي - في الرد على أهل البدع والمعتزلة في قولهم في قاعدة التحسين والتقبيح .
وستكون لنا عودة إلى ذلك في باب القصد والمداومة على العمل في كتاب الرقاق.
وقوله: فلعله أن يستعتب أن يرجع عن الإساءة إلى الإحسان ويطلب الرضى.
يقال: استعتبته فأعتبني أي: عاد إلى مسرتي، فكذلك استرضيته فأرضاني.
وقال الخليل: حقيقة العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة، ومنه قوله: وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين [فصلت: 24]، وأعتب واستعتب بمعنى . ويقال: يبقى الرد ما بقي العتاب.