5678 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11798أبو أحمد الزبيري، حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=655246 " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء". [فتح: 10 \ 134]
هذا الحديث أخرجه من أفراده، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: إنه صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا .
الطب - مثلث الطاء - اسم الفعل كما ذكره ابن السيد في "مثلثه" .
وأما الطب - بالفتح - فالرجل العالم بالأمور، وكذلك الطبيب،
[ ص: 336 ] وامرأة طبة، والطب: السحر، والطب: الداء، من الأضداد، والطب: الشهوة. هذه كلها مكسورة .
وفي "المنتهى" لأبي المعالي: الطب: الحزق بالشيء والرفق، وكل حاذق عند العرب طبيب، وإنما خصوا به المعالج دون غيره من العلماء تخصيصا وتشريفا.
وجمع القلة: أطبة، والكثرة: أطباء. والطب طرائق ترى في شعاع الشمس إذا طلعت وحده كما قال ابن سينا في "أرجوزته":
الطب حفظ صحة برء مرض من سبب في بدن فيه عرض
وهو ينقسم إلى علمي وإلى عملي، والعلمي طبيعي وخارج عنها، والمرض حرفانية الجسم عن المجرى الطبيعي، والمداواة [رده] إليه وحفظ الصحة بقاؤه عليه، والشيء يداوى بضده، ولكن قد يدق وتغمض حقيقة المرض وحقيقة طبع الداء فتقل الثقة بالمضادة.
ومن هنا يقع الخطأ من الطبيب، وطب سيدنا رسول الله حاصل بالوحي وبعادة العرب، والتبرك كالاستشفاء بالقرآن.
وحقيقة الطبيب: العالم بالطب، وهو العلم بالشيء الخفي الذي لا يبدو إلا بعد معاناة بفكر صاف ونظر واف.
ولما ولي nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء القضاء كتب إليه (سليمان) : بلغني أنك جعلت طبيبا تداوي الناس، فاحذر أن تكون متطببا فتهلكهم . وقد نفى عنه الطب، وإنما هو رفيق خشية النسبة إلى الأدوية، والمزيل الله
[ ص: 337 ] كما سلف.
فصل:
وفي سند حديث الباب nindex.php?page=showalam&ids=11798أبو أحمد الزبيري، واسمه محمد بن عبد الله بن الزبير . قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وأبي خزامة عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وعن أسامة بن شريك ، قلت: nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد أخرجهن nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ .
وحديث أسامة أخرجه أصحاب السنن الأربعة، صححه nindex.php?page=showalam&ids=13948 [الترمذي] nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وفيه: "إلا داء واحدا وهو الهرم" (وفي الذي قبله
[ ص: 338 ] "إلا السام" وهو الموت، وفي رواية لابن حبان: "إلا السام والهرم" .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم فاستدركه عليه وقال: صحيح على شرطه .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بزيادة: "فعليكم بألبان (البقر) فإنها ترم من كل الشجر" وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ، ولأبي نعيم: "تأكل" وفي لفظ: "تحيط" .
قال ثابت السرقسطي في "دلائله" : و"تريم" و"تقم" و"تقيم"، يقال: الشاة ترم بمرمتيها، وهما: شفتاها، والرمرام: حشيش الربيع.
وحديث أبي خزامة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه - وفي نسخة: خزامة عن أبيه:
قلت: وفي الباب عن بريدة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس أخرجه أيضا، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
فصل:
فيه: إباحة التداوي وجواز الطب، وهو رد على الصوفية أن الولاية لا تتم إلا إذا رضي بجميع ما نزل به من البلاء ولا يجوز له مداواته.
وقد أباح الشارع التداوي وقال للرجلين: "أيكما أطب؟ " فقالا: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فقال: "أنزل الداء الذي أنزل الأدواء" أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في "الموطأ" عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم .
وروى الأولى منه nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر، عن سهيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا ، والباقي بأسانيد صحيحة، فلا معنى لقول من أنكر ذلك، وفيه الإعلام أن تلك الأدوية تشفي بإذن الله، وأن البرء ليس في وسعه أن يعجله قبل نزول وقته.
[ ص: 340 ] و(الشفاء) ممدود، قال تعالى: فيه شفاء للناس [النحل: 69] وقد سلف استثناء الهرم والموت، فالحديث ليس على عمومه و(الداء) ممدود مفتوح الدال لا غير، والدواء فتح داله أفصح من كسرها كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي .
فصل:
وقد تلافى الشارع بآخر كلامه ما قد يعارض به أوله بأن يقال: إنك قلت "لكل داء دواء"، ونحن نجد كثيرا من المرضى يداوون فلا يبرءون; فنبه على أن ذلك لفقد العلم بحقيقة المداواة لا لفقد الدواء، (والناس يلحون الطبيب إصابة المقدار) ، والرب تعالى لو شاء لم يخلق داء، وإذ خلقه فلو شاء لم يخلق له دواء ولا أذن له في استعماله، وإذ أذن فيه فقد ندب إلى تركه.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: "فأمر الله الملك بثلاثة رزقه وأجله وأين يموت، وإنكم تعلقون التمائم على أبنائكم من العين" ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12425إسماعيل القاضي موقوفا، وقد روي هذا المعنى مرفوعا .
ثم هذا فيمن استرقى واكتوى قبل حصول مرض يوجبه فإذا وقع ندب إلى التداوي لقوله: "تداووا" هذا أمر مع اعتقاد أن الفاعل الرب جل جلاله، فالدواء لم يحدث شفاء ولا ولده كما أن الداء لا يحدث سقما.
فائدة تتعلق بحديث "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا" ذكرناها استدراكا: من هو الذي قيل له: "سبقك بها عكاشة؟ ".
قال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب: كان منافقا. وهو مردود بما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة - وهو بعيد منه.
ويجاب بأنه لم يبلغ منزلته لشهوده بدرا، وهو من معاريض الكلام والرفق بالجاهل في الخطاب إذ إنه لم يهتم كما اهتم nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بل سمع فطلب، ولحسم المادة.