39 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16363عبد السلام بن مطهر قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16681عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=hadith&LINKID=650038عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الدين يسر، ولن يشاد الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة". [5673، 6463، 7235 - مسلم: 2816 - فتح: 1 \ 93]
التعليق الأول أسنده nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بإسناد لا بأس به، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في "مسنده" وأسنده nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بنحوه بإسناد ضعيف من حديث عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم، عن أبي أمامة، ومن حديث عفير بن معدان، عن [ ص: 81 ] سليم بن عامر عنه.
وأما سعيد فهو أبو سعد -بإسكان العين- سعيد بن أبي سعيد، واسمه كيسان المقبري المدني، والمقبري يقال: بضم الباء وفتحها نسبة إلى مقبرة بالمدينة كان مجاورا لها، وقيل: كان منزله عند المقابر وهو بمعنى الأول، وقيل: جعله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على حفر القبور; فلذلك قيل له: nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري، حكاه الحربي وغيره، ويحتمل أنه اجتمع فيه ذلك كله فكان على حفرها و (كان) نازلا عندها، والمقبري صفة لأبي سعيد، وكان مكاتبا لامرأة من بني ليث بن بكر.
سمع جمعا من الصحابة منهم nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وخلقا من التابعين منهم أبوه، وعنه يحيى الأنصاري، وغيره من التابعين، [ ص: 82 ] nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك، وغيره من الأعلام. قال أبو زرعة : ثقة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: لا بأس به.
وقال (محمد) بن سعد: كان ثقة كثير الحديث، ولكنه كبر وبقي حتى اختلط قبل موته، وقدم الشام مرابطا وحدث ببيروت. وقال غيره: اختلط قبل موته بأربع سنين.
قلت: فلعل معن بن محمد سمع من سعيد قبل اختلاطه; فلذا أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه. مات سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل: سنة ست وعشرين.
وأما معن فهو ابن محمد بن معن بن نضلة الغفاري الحجازي، سمع جمعا، وعنه جمع منهم: nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "ثقاته".
وأما عمر فهو أبو حفص عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي البصري، سمع جمعا من التابعين منهم: هشام بن عروة، وعنه خلق من الأعلام منهم: ابنه عاصم، وعمرو بن علي، وهو أخو أبي بكر وكان مدلسا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: ثقة. وقال ابن سعد : كان ثقة يدلس تدليسا شديدا يقول: سمعت وحدثنا، ثم يسكت ثم يقول: nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة، nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش . وقال عفان: كان رجلا صالحا، ولم يكونوا ينقمون عليه غير التدليس، ولم [ ص: 83 ] أكن أقبل منه حتى يقول: ثنا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال ابنه عاصم: مات سنة تسعين ومائة. وقيل: سنة اثنتين وتسعين.
قلت: فلعل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ثبت عنده سماع nindex.php?page=showalam&ids=2 (عمر) (من) معن وإن أتى فيه بالعنعنة.
وأما عبد السلام (خ. د) فهو أبو ظفر -بفتح الظاء المعجمة والفاء- ابن مطهر بن حسام بن مصك بن ظالم بن شيطان الأزدي البصري، روى عن جمع من الأعلام منهم nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وعنه الأعلام: nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم: صدوق. مات في رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
[ ص: 84 ] وقوله: ("ولن يشاد الدين إلا غلبه") هكذا وقع للجمهور من غير لفظة "أحد"، وأثبتها nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن وهو ظاهر، والدين على هذا منصوب، وأما على الأولى فروي بنصبه، وهو ضبط أكثر أهل الشام على إضمار الفاعل في "يشاد" للعلم به، ورفعه وهو رواية الأكثر كما حكاه صاحب "المطالع"، وهو مبني لما لم يسم فاعله.
قال أهل اللغة: المشادة: المغالبة، يقال: شاده يشاده مشادة إذا غالبه وقاواه (ومعناه): لا يتعمق أحد في الدين ويترك الرفق إلا غلبه الدين، وعجز ذلك المتعلم وانقطع عن عمله كله أو بعضه.
ومعنى "سددوا": اقصدوا السداد في الأمور، وهو: الصواب، "وقاربوا" في العبادة، "وأبشروا": أي بالثواب على العمل وإن قل، والغدوة: السير أول النهار.
قال في "المحكم": الغدوة البكرة، وكذا الغداة.
قال الجوهري : (الغدوة) ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، يقال: أتيته غدوة غير مصروفة; لأنها معرفة مثل سحر إلا أنها من الظروف المتمكنة، تقول: سير على فرسك غدوة وغدوة وغدوة وغدوة فما نون من هذا فهو نكرة، وما لم ينون فهو معرفة، والجمع: غدا. والغدو: نقيض الرواح.
وفي شرح شيخنا قطب الدين أن الغدو: السير أول النهار إلى الزوال.
[ ص: 85 ] والروحة: آخر النهار; وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده: أنه العشي. وقيل: من لدن زوال الشمس إلى الليل، ورحنا رواحا وتروحنا: سرنا ذلك الوقت أو عملنا.
"والدلجة" -بضم الدال وإسكان اللام- هكذا الرواية، ويجوز في اللغة فتحها، ويقال: بفتح اللام أيضا، وهي بالضم: سير آخر الليل، (وبالفتح سير الليل)، وأدلج بالتخفيف: سير الليل كله، وبالتشديد: سير آخر الليل، هذا هو الأكثر، وقيل: يقال (فيهما بالتخفيف والتشديد.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده: الدلجة: سير السحر، والدلجة: سير الليل كله، والدلج والدلجة والدلجة -الأخيرة عن ثعلب- الساعة) من آخر الليل. وأدلجوا: ساروا الليل كله، وقيل: الدلج: الليل كله من أوله إلى آخره، وأي ساعة سرت من الليل من أوله إلى آخره فقد أدلجت على مثال أخرجت.
والتفرقة بين أدلجت وادلجت قول جميع أهل اللغة إلا الفارسي، فقد حكى أدلجت وادلجت لغتان في المعنيين جميعا.
[ ص: 86 ] وفي "جامع القزاز": الدلجة والدلجة لغتان بمعنى وهما: سير السحر.
وقال قوم: الدلجة: سير السحر، والدلجة بالفتح سير [أول الليل، كلاهما بمعنى عند أكثر العرب، كما تقول: مضت برهة من الدهر وبرهة، وغلط nindex.php?page=showalam&ids=13145ابن درستويه ثعلبا في تخصيص ادلج بالتشديد بسير أول الليل، وبالتخفيف بسير آخره، قال: وإنما هما عندنا جميعا: سير الليل في كل وقت، من أوله ووسطه وآخره.
خامسها: في معنى الحديث:
ومعناه كالأبواب قبله، أن الدين اسم يقع على الأعمال، والدين والإيمان والإسلام بمعنى، والمراد بالحديث: الحث على ملازمة [ ص: 87 ] الرفق في الأعمال، والاقتصار على ما يطيق العامل ويمكنه المداومة عليه، وأن من شاد الدين وتعمق انقطع وغلبه الدين وقهره.
ثم أكد - صلى الله عليه وسلم - بهذا المعنى فقال: "سددوا") إلى آخره، أي: اغتنموا أوقات نشاطكم وانبعاث نفوسكم للعبادة، وأما الدوام لا تطيقونه، واحرصوا على أوقات النشاط واستعينوا بها على تحصيل السداد والوصول إلى المراد، كما أن المسافر إذا سار الليل والنهار عجز وانقطع عن مقصده، وإذا سار غدوة -وهي أول النهار- وروحة -وهي آخره- ودلجة -وهي آخر الليل- حصل له مقصوده بغير مشقة ظاهرة، وأمكنه الدوام على ذلك.