وهذا الحديث سلف في باب الدواء بالعسل من حديث عياش بن الوليد، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16299عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة به، وقد أسلفناه عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هناك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة به أتم من هذا.
والاستطلاق: إصابة الإسهال، وفيه: أن ما جعل الله فيه من الشفاء من الأدوية قد يتأخر تأثيره في العلة حتى يتم أمره وتنقضي مدته المكتوبة في أم الكتاب.
وقوله: ("صدق الله وكذب بطن أخيك") يدل على أن الكلام لا يحمل على ظاهره، ولو حمل على ظاهره لبرئ المريض عند أول شربة للعسل، فلما لم يبرأ إلا بعد تكرر شربه له دل على أن الألفاظ مفتقرة
[ ص: 443 ] إلى معرفة معانيها، وليست على ظواهرها، وقد أسلفنا هذا أيضا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : هذا الحديث مما يحسب كثير من الناس أنه مخالف لمذهب الطب، وذلك أن العسل مسهل .
(قلت) : وقد أسلفنا الجواب عن ذلك واضحا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : وعندي أن من عرف شيئا من الطب ومعانيه عرف صواب هذا التدبير، وذلك أن استطلاق بطن هذا الرجل من هيضة حدثت له من الامتلاء وسوء (الهضم) ، والأطباء كلهم يأمرون صاحب الهيضة بأن يترك الطبيعة وسومها لا يمسكها، وربما أمدته بقوة مسهلة حتى يستفرغ تلك الفضول.
فإذا فرغت تلك الأوعية من تلك الفضول أمسكت من ذاتها، وربما عولجت بالأشياء القابضة والمقوية إذا خافوا سقوط القوى، فخرج (الأصل) في هذا على مذهب الطب مستقيما حتى أمر الشارع بأن تمد الطبيعة بالعسل; لتزداد استفراغا، حتى إذا فرغت تلك الفضول وتنقت منها و(فنيت) وأمسكت، وقد يكون ذلك أيضا من ناحية التبرك تصديقا لقوله: فيه شفاء للناس [النحل: 69] وما يصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشخص بعينه من الدواء، فقد يكون ذلك بدعائه وبركته ولا يكون ذلك حكما عاما .
وقال أبو عبد الملك: يجوز أن تكون شكوى أخيه من برد أو فضل بلغم، وتقدم ذكره فلا (عائد) من إعادته.