السبت - بكسر السين - جلود البقر المدبوغة بالقرظ تتخذ منها [ ص: 32 ] النعال، سميت بذلك لأن شعرها سبت عنها. أي: حلق وأزيل; وقيل: لأنها أسبتت بالدباغ أي: لانت. قال أبو سليمان: قيل: إنما قيل لها ذلك، لأنها سبت ما عليها من الشعر .
قال ابن التين: فيحتمل على قوله أن تكون السبت مفتوحة; لأن السبت بالفتح الحلق.
[ ص: 34 ] الحسنة، ولو كان لباسهما في المقابر لا يجوز لبين الشارع ذلك لأمته، وقد يجوز أن يأمره بخلعهما لأذى كان فيهما، ولغير ذلك، يوضحه قوله - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=651285 "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم" قاله nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي، قال: وثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى في نعليه، فلما كان دخول المسجد بالنعال غير مكروه، وكانت الصلاة بهما غير مكروهة كان المشي بها بين القبور أحرى بعدمها .
قال ابن التين: قيل: معناه: يصفر لحيته، وقيل: ثيابه، وقال: من تأوله بصفرة الثياب قال: إن مالكا قال: لم يصبغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يأمر بشيء من زعفران ومشق فيصبغ به ثوبه فيلبسه، قال nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق: وربما رأيت معمرا يلبسه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: والصفرة أبهج الألوان (إلى النفوس) ، كذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أحسن الألوان كلها الصفرة، وتلا قوله: صفراء فاقع لونها تسر الناظرين [البقرة: 69].
فصل:
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: وقد يمكن أن يستدل بلباسه - عليه السلام - النعال السبتية على أن الدباغ لا تأثير له في شعر الميتة، وأن الشعر ينجس بموت الحيوان، فكذلك اختار لباس ما لا شعر له إذ كانت النعال تكون من جلود الميتات المدبوغة والمذكيات المذبوحة ، ومذهب مالك خلاف هذا، وأن الشعر لا تحل فيه الروح ولا ينجس بالموت.
فصل:
وقوله: (رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانين). يريد: الركن الأسود واليماني، وهذا مذهب الفقهاء ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير يمس سائر الأركان، والأول هو القوي للاتباع، واليمانين بتخفيف الياء.
[ ص: 36 ] قال الهروي: يقال: رجل يمان، والأصل يماني، فخففوا ياء النسبة، كقولهم تهامون، والسعدون، والأشعرون.
وفي "الموطأ": أن عبد الرحمن بن عبد يغوث كان أبيض الشعر يحمر لحيته ورأسه، (قال) : إن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - أقسمت علي لأصبغن وأخبرتني أن أبا بكر كان يصبغ.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يصبغ ولو صبغ لأرسلت بذلك nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة إلى عبد الرحمن، وكل ذلك واسع إن شاء صبغ أو ترك.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: في صبغه بالسواد لم أسمع في ذلك شيئا (معلوما) وغيره من الصبغ أحب إلي، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي.
وقيل: يصبغ به، و (قيل) : لا يغير شعره بسواد ولا غيره، وقيل: إن من كثر شيبه كأبي قحافة غيره، ومن قل لم يغيره، وهذا معنى الخبرين الواردين.
[ ص: 37 ] فصل:
وقوله: (حتى تنبعث به راحلته). هو قول nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب، وأصح قولي nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي.
ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: تهل عند الاستواء قائمة، وقيل: معنى: (حتى تنبعث). أي: تنبعث من الأرض إلى القيام.