513 538 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16665عمر بن حفص قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15730أبي، قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=650505 " أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم".
[ ص: 143 ] وحديث أبي ذر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد من أفراده.
ومتابعة سفيان خرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صفة (النار) عن nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان بن سعيد. ومتابعة يحيى بن سعيد خرجها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن ابن خلاد، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573بندار، عنه. ورواه الخلال عن nindex.php?page=showalam&ids=15371الميموني، عن أحمد، عن يحيى، ولفظه: "فوح جهنم". قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: ما أعرف أحدا قاله بالواو غير nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش.
وتابعه أيضا أبو خالد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي nindex.php?page=showalam&ids=12180وأبو نعيم.
nindex.php?page=showalam&ids=12156وأبو معاوية محمد بن خازم وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه: عن nindex.php?page=showalam&ids=16845كريب عنه.
ولما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: وفي الباب عن [ ص: 144 ] nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، والمغيرة، والقاسم بن صفوان عن أبيه، وأبي موسى، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ولا يصح.
قلت: nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، وعمرو بن عبسة، وعبد الرحمن بن علقمة الثقفي، ورجل من الصحابة. ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15371الميموني عن أحمد، وقال: أحسبه غلطا من nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر. وصرح nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني بغلطه وقال: الرجل نراه nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وصفوان بن عسال. ذكره صاحب "مسند الفردوس".
الوجه الثاني:
"اشتد": افتعل من الشدة والقوة، أي: إذا قوي الحر. وأصل اشتد: اشتدد، فسكنت الدال الأولى، وأدغمت في الثانية.
و"أبردوا" أي: افعلوها في وقت البرد، وهو الزمان الذي يتبين فيه شدة انكسار الحر؛ لأن شدة الحر تذهب الخشوع. قال ابن التين: "أبردوا" أي: ادخلوا في وقت الإبراد، مثل: أظلم دخل في الظلام، وأمسى دخل في المساء، وهذا بخلاف: "الحمى من فيح جهنم،
[ ص: 145 ] فأبردوها عنكم"، تقرأ بوصل الألف؛ لأنه ثلاثي من برد.
وقوله: ("عن الصلاة") قيل: (عن) بمعنى (في) هنا، وقد جاءت في بعض طرقه: "أبردوا بالصلاة". و (عن) تأتي بمعنى الباء، يقال: رميت عن القوس، أي: به كما تأتي الباء بمعنى: (عن) في قوله تعالى: الرحمن فاسأل به خبيرا [الفرقان: 59]، أي: عنه، ومنع بعض أئمة اللغة: رميت بالقوس، ونقل جماعة جوازه. وقيل: زائدة، أي: أبردوا الصلاة. يقال: أبرد الرجل كذا إذا فعله في وقت النهار، وهو اختيار nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في "قبسه".
ثالثها:
"فيح" بفتح الفاء وإسكان الياء، ثم حاء مهملة، وروي بالواو كما سلف، ومعناه أن شدة الحر - غليانه - تشبه نار جهنم فاحذروه واجتنبوا ضرره.
وقال الجوهري: يقال: فاح الطيب إذا تضوع ولا يقال: فاحت ريح خبيثة، كذا قال. وليتأمل هذا الحديث مع كلامه.
رابعها:
الحر والحرور: الوهج ليلا كان أو نهارا، بخلاف السموم فإنه [ ص: 146 ] لا يكون إلا نهارا، ويحتمل كما قال القاضي: أن يكون الحرور أشد من الحر، كما أن الزمهرير أشد من البرد.
خامسها:
"جهنم" مؤنثة أعجمي. وقيل: عربي مأخوذ من قول العرب بئر جهنام، إذا كانت بعيدة القعر، وهذا الاسم أصله الطبقة العليا ويستعمل في غيرها.
سادسها:
الذي يقتضيه مذهب أهل السنة، وظاهر الحديث: أن شدة الحر من فيح جهنم حقيقة لا استعارة وتشبيها وتقريبا، فإنها مخلوقة موجودة، وقد اشتكت النار إلى ربها، كما سلف وسيأتي الكلام عليه.
[ ص: 147 ] وظاهر الحديث منها اشتراط شدة الحر فقط، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب فقال: يبرد بالعصر أيضا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: تؤخر العشاء في الصيف دون الشتاء. وعكس nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب لقصر الليل في الصيف وطوله في الشتاء، وظاهر الحديث عدم الإبراد في الشتاء والأيام غير الشديدة البرد مطلقا، وخالف في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك كما ستعلمه.
[ ص: 148 ] ثامنها:
اختلف في مقدار وقته فقيل: أن تؤخر الصلاة عن أول الوقت مقدار ما يظهر للحيطان ظل، ولا يحتاج إلى المشي في الشمس، وظاهر النص أن المعتبر أن ينصرف منها قبل آخر الوقت، ويؤيده حديث أبي ذر: (حتى رأينا فيء التلول). وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: إنه تأخير الظهر إلى أن يصير الفيء ذراعا. وسوى في ذلك بين الصيف والشتاء، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب في "مدونته" لا يؤخر الظهر إلى آخر وقتها.
وقال ابن بزيزة: ذكر أهل النقل عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه يكره أن يصلي الظهر في أول الوقت، وكان يقول: هي صلاة الخوارج وأهل الأهواء. وأجاز ابن عبد الحكم التأخير إلى آخر الوقت. وحكى أبو الفرج عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: أول الوقت أفضل في كل صلاة إلا الظهر في شدة الحر.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة والكوفيين nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحاق: يؤخرها حتى يبرد بها.
وحكى الزناتي المالكي أنه هل ينتهي إلى نصف القامة، أو إلى ثلثها، أو إلى ثلاثة أرباعها، أو إلى مقدار أربع ركعات، فيه أربعة أقوال.
ونزلها nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري على أحوال.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في "قبسه": ليس للإبراد تحديد في الشريعة،
[ ص: 149 ] إلا ما ورد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أي: في nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بإسناد صحيح.
ولا مبالاة بتضعيف عبد الحق له: كان يصلي الظهر في الصيف في ثلاثة أقدام إلى (خمسة أقدام)، وفي الشتاء في خمسة أقدام إلى (سبعة) أقدام. وذلك بعد طرح ظل الزوال.
أما أنه وردت فيه إشارة واحدة، وهي: كنا نصلي الجمعة، وليس للحيطان ظل. فلعل الإبراد كان ريثما يكون للجدار ظل يأوي إليه المجتاز.
تاسعها:
اختلف الفقهاء في الإبراد بالصلاة: فمنهم من لم يره، وتأول [ ص: 150 ] الحديث على إيقاعها في برد الوقت، وهو أوله، والجمهور من الصحابة والعلماء على القول به.
ثم اختلفوا فقيل: إنه عزيمة، واختلف عليه. فقيل: سنة، وهو الأصح. وقيل: واجب تعويلا على صيغة الأمر، حكاه القاضي.
وقيل: رخصة، ونص عليه في nindex.php?page=showalam&ids=13920البويطي، وصححه الشيخ أبو علي من الشافعية.
وأغرب النووي فوصفه في "الروضة" بالشذوذ، لكنه لم يحكه قولا.
إن قلنا: رخصة لم يسن له؛ إذ لا مشقة عليه في التعجيل.
[ ص: 151 ] وإن قلنا: سنة أبرد - وهو الأقرب - لورود الأمر به مع ما اقترن به من العلة من أن شدة الحر من فيح جهنم، وذلك مناسب للتأخير، والأحاديث الدالة على التعجيل، وفضيلته عامة أو مطلقة وهذا خاص، فلا منافاة مع صيغة الأمر ومناسبة العلة، يقول من قال: التعجيل أفضل؛ لأنه أكثر مشقة، فإن مراتب الثواب، إنما يرجع فيها إلى النصوص.
وقد ترجح بعض العبادات الحقيقة على ما هو أشق منها بحسب المصالح المتعلقة بها.
والجواب عن تعليل الجمهور: بأنه قد يحصل التأذي بحر المسجد عند انتظار الإمام، لكن قد ثبت في "الصحيح" أنهم كانوا يرجعون من صلاة الجمعة وليس للحيطان ظل يستظلون به من شدة التبكير لها أول الوقت، فدل على عدم الإبراد. والمراد بالصلاة هنا: الظهر، كما ساقه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد.
أحدها: بالنسخ، فإنه كان بمكة، وحديث الإبراد بالمدينة، فإنه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.
قال الخلال في "علله" عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: آخر الأمرين من النبي - صلى الله عليه وسلم - الإبراد، وإليه مال أبو بكر الأثرم في "ناسخه" nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي.
[ ص: 153 ] ثانيها: حمله على الأفضل، وحمل حديث الإبراد على الرخصة والتخفيف في التأخير.
ثالثها: أن الإبراد سنة للأمر به والتعليل، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=211خباب على أنهم طلبوا تأخيرا زائدا على قدر الإبراد، وهو المختار، على أنه قد قيل: إن معنى: (لم يشكنا): لم يحوجنا إلى الشكوى، كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر
الثاني عشر:
قوله في حديث أبي ذر: أذن مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم -. جاء في بعض طرقه: أذن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال. أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة. وفي أخرى له: فأراد أن يؤذن، فقال: "مه يا nindex.php?page=showalam&ids=115بلال". وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب بعده: فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فقال: "أبرد" ثم أراد أن يؤذن، فقال له: "أبرد"... الحديث.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: في هذا كالدلالة على أن الأمر بالإبراد كان بعد التأذين.
الثالث عشر:
التلول: جمع تل، وهو كل بارز على وجه الأرض من تراب أو رمل. ولا يصير لها فيء عادة إلا بعد الزوال بكثير، وأما الظل فيطلق على ما قبله أيضا، وقد أوضحت ذلك في "لغات المنهاج".
[ ص: 154 ] وظل التلول لا يظهر إلا بعد تمكن الفيء واستطالته جدا، بخلاف الأشياء المنتصبة التي يظهر ظلها سريعا.
الرابع عشر:
شكوى النار إلى ربها يحتمل أن تكون بلسان الحال، وأن تكون بلسان المقال، عندما يخلق الرب فيها ذلك، وهو من قسم الجائزات، والقدرة صالحة، وإذا خلق لهدهد سليمان ما خلق من العلم والإدراك كما أخبر الجليل جل جلاله في كتابه كان ذلك جائزا في غيرها.
قال الله تعالى عنها: وتقول هل من مزيد [ق: 30] أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ، ويقال: إنها والجنة أشجع المخلوقات، وورد أن الجنة إذا سألها عبد أمنت على دعائه، وكذا النار، ولا منافاة في الجمع بين الحر والبرد في النار؛ لأن النار عبارة عن جحيم، وفي بعض زواياها نار، وفي أخرى الزمهرير، وقد ورد أن جهنم تقاد بسبعين ألف زمام.
وأنها تخاطب المؤمن بقولها: "جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي".
[ ص: 155 ] وقولها: "أكل بعضي بعضا". هو من شدتها كادت تحرق نفسها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: خلق الله النار على أربعة: فنار تأكل وتشرب، ونار لا تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار عكسه.
فالأولى: التي خلقت منها الملائكة.
والثانية: التي في الحجارة، وقيل: التي رفعت لموسى - صلى الله عليه وسلم - ليلة المناجاة.
والثالثة: التي في البحر، وقيل: التي خلقت منها الشمس.
والرابعة: نار الدنيا ونار جهنم تأكل لحومهم وعظامهم، ولا تشرب دموعهم ولا دماءهم بل يسيل ذلك إلى عين الخبال، فيشرب ذلك أهل النار ويزدادون بذلك عذابا.
[ ص: 156 ] وقال: قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: ضربت بالماء سبعين مرة، ولولا ذلك ما انتفع بها الخلائق، وإنما خلقها الله؛ لأنها من تمام الدنيوية، وفيها تذكرة لنار الآخرة وتخويف من عذابها، نسأل الله العافية منها ومن سائر البلايا.
فائدة: الزمهرير: قيل: هو شدة البرد، ويطلق على القمر أيضا، قيل في قوله تعالى: لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا [الإنسان: 13]، أنه القمر؛ لأنهما عبدا من دون الله، وورد أنهما يكوران في النار يوم القيامة، وهو ضعيف. لا كما قد وقع في بعض نسخ الأطراف.
وقوله: ("بنفسين"): النفس بفتح النون والفاء: واحد الأنفاس.