هذا الحديث سلف في الجهاد ، وأبو العباس هو الشاعر كما صرح به هناك، واسمه السائب بن فروخ المكي (الأعمى) ، روى له الجماعة، وحبيب هو ابن أبي ثابت كما صرح به هناك، وهذا موافق لحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: أن بر الوالدين أفضل من الجهاد ; لأنه رتب ذلك بـ (ثم) الدالة على الرتبة، وهذا إنما يكون في وقت قوة الإسلام، وعليه أهل العلم إذا كان الجهاد من فروض الكفاية، فأما إذا قوي أهل الشرك وضعف المسلمون - معاذ الله - فالجهاد متعين على كل نفس ولا يجوز التخلف عنه، وإن منع منه الأبوان.
اختلف في الوالدين المشركين، فكان nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري يقول: لا تغز إلا بإذنهما. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: له أن يغزو بغير إذنهما. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر: والأجداد (آباء) ، والجدات أمهات، فلا يغزو المرء إلا بإذنهم، ولا أعلم دلالة توجب ذلك لغيرهم من الإخوة وسائر القرابات. وكان nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس يرى السعي على الأخوات أفضل من الجهاد في سبيل الله.
ومعنى ("فجاهد"): أي في طاعتهما وإبرارهما، فأما إذا أذنا له في ذلك جاهد، وذلك لأن فرض الجهاد على الكفاية، وطاعتهما فرض عين، وذكر أنه - عليه السلام - قال: "أهل الأعراف قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم من النار قتلهم في سبيل الله" .