أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد فمن وجوه:
الأول:
هذا الحديث أخرجه هنا معلقا فإن بينه وبين nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك واسطة; لأنه لم يسمع منه، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي في بعض النسخ.
فقال أبو ذر: (أنا) النضروي، ثنا الحسين بن إدريس، (ثنا) هشام بن (خالد)، (ثنا) nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم، (ثنا) nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، فذكره.
وأسنده nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي، عن أحمد بن المعلى بن يزيد، عن صفوان بن صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بزيادة فيه فقال: أخبرني الحسن بن سفيان، (ثنا) حميد بن قتيبة الأسدي قال: قرأت على عبد الله بن نافع الصائغ، أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا أخبره قال: (وأخبرني) عبد الله بن محمد بن مسلم، أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير، نا nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب، أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس -واللفظ لابن نافع- [ ص: 105 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=671173 "إذا أسلم العبد كتب الله له كل حسنة قدمها ومحا عنه كل سيئة زلفها، ثم قيل له: ائتنف العمل، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة، والسيئة بمثلها إلا أن يغفر الله"
أنبأنا به (غير واحد منهم) شيخنا قطب الدين الحلبي، أنبأنا محمد بن عبد المنعم المؤدب، أنبأنا أبو بكر بن باقا (أنبأنا) يحيى بن ثابت، أنبأنا أبو بكر أحمد البرقاني، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي فذكره.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: هذا الحديث أسقط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعضه، وهو حديث مشهور من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في غير "الموطأ" ونصه: nindex.php?page=hadith&LINKID=671173 "إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله له بكل حسنة كان زلفها ومحا عنه كل سيئة كان زلفها" وذكر باقيه بمعناه، قال: وذكره nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في "غرائب حديث nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك " من تسعة طرق، وأثبت فيها كل ما أسقطه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في كتاب "غرائب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ": اتفق هؤلاء التسعة: nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، والوليد بن مسلم، وطلحة بن يحيى، ورزين بن شعيب، وإسحاق الفروي، وسعيد الزبيري، وعبد الله بن نافع، وإبراهيم بن المختار، وعبد العزيز بن يحيى، فرووه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن زيد، عن عطاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، وخالفهم nindex.php?page=showalam&ids=17126معن بن عيسى فرواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن زيد، عن عطاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
الوجه الثاني: (في) التعريف برجاله: وقد سلف.
الثالث: في ألفاظه وأحكامه:
قوله: ("زلفها") هو بتشديد اللام كما ضبطه النووي، يقال: زلفه يزلفه تزليفا إذا قدمه، وأزلفه إزلافا مثله، ويقع في بعض النسخ: أزلفها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده: زلف الشيء وزلفه: قدمه. عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي، وأزلف الشيء: قربه.
وفي "الجامع": الزلفة تكون القربة من الخير والشر، وفي "الصحاح": الزلف: التقدم عن أبي عبيد. وتزلفوا وازدلفوا أي: تقدموا، وفي "الجمهرة": الزليف -بياء مثناة تحت قبل الفاء- ثم [ ص: 107 ] فسره بالتقدم من موضع إلى موضع. قلت: فمعنى أزلفها هنا: اكتسبها وقدمها وقربها قربة إلى الله تعالى، وازدلفت مثل أزلفت، وازدلفت القوم: (جمعتهم)، ومنه سميت المزدلفة; لجمعها الناس، وقيل: لقرب أهلها من منازلهم.
قال أهل اللغة: هذا من باب ما جاء على فعل وأفعل لاختلاف معنى. وقوله تعالى: عندنا زلفى [سبأ: 37] فهي هنا اسم مصدر كأنه قال: ازدلافا، وأما زلف زلفى ثلاثيا فبمعنى: تقدم، والزلفة والزلفى: القربى والمنزلة.
وقوله: ("فحسن إسلامه") أي: أسلم إسلاما محققا بريئا من الشكوك، ولا يشترط في تكفير سيئات زمن الكفر وكتب حسناته أن يكثر من الطاعات في الإسلام، ويلازم المراقبة والإخلاص في أفعاله كما (سلف).
ثم اعلم أن هذا الحديث مع حديث nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام السالف مما اختلف في معناه، فقال nindex.php?page=showalam&ids=15140أبو عبد الله المازري ثم القاضي وغيرهما: [ ص: 108 ] الجاري على القواعد والأصول أنه لا يصح من الكافر (التقرب فلا يثاب على طاعة)، ويصح أن يكون مطيعا غير متقرب (كنظيره) في الإيمان; فإنه مطيع (فيه) من حيث إنه موافق للأمر، والطاعة عندنا موافقة الأمر، ولا يكون متقربا; لأن من شرط التقرب أن يكون عارفا بالمتقرب إليه، فيتأول حديث حكيم على أنه اكتسب أخلاقا جميلة ينتفع بها في الإسلام أو أنه حصل له ثناء جميل، أو أنه يزاد في حسناته في الإسلام بسبب ذلك، أو أنه سبب لهدايته إلى الإسلام.
ودليله حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد السالف فهو نص صريح فيه، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ظاهر فيه، وهذا أمر لا يحيله العقل، وقد (ورد) الشرع به فوجب قبوله.
وأما دعوى: كونه مخالفا للأصول فغير مقبولة، وأما قول الفقهاء: لا تصح العبادة من كافر ولو أسلم لم يعتد بها، فمرادهم: لا يعتد بها في [ ص: 109 ] أحكام الدنيا وليس فيه تعرض لثواب الكافر، فإن أقدم قائل على التصريح بأنه إذا أسلم لا يثاب عليها في الآخرة فهو مجازف، فيرد قوله بهذه السنة الصحيحة، وقد يعتد ببعض أفعال الكافر في الدنيا، فقد قال الفقهاء: إذا لزمه كفارة ظهار وغيرها فكفر في حال كفره أجزأه ذلك، وإذا أسلم لا يلزمه إعادتها.
ثم حديث الباب حجة لمذهب أهل الحق أن أصحاب المعاصي لا يقطع عليهم بالنار، بل هم في المشيئة، ومناسبة التبويب زيادة الحسن على الإسلام واختلاف أحواله بالنسبة إلى الأعمال.
وأما الحديث الثاني: وهو حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
فالكلام عليه من وجوه:
أحدها:
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مطولا عن محمد بن رافع عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق به.
ثانيها: في التعريف برجاله غير (ما) سلف.
[ ص: 110 ] أما همام فهو أبو عقبة همام بن منبه بن كامل بن سيج، بسين مهملة مفتوحة، ثم ياء مثناة تحت ساكنة، وقيل: بكسر السين وفتح الياء ثم جيم، اليماني الصنعاني الذماري، بكسر الذال المعجمة، ويقال: بفتحها، وذمار على مرحلتين من صنعاء، الأبناوي، بفتح الهمزة ثم باء موحدة ساكنة ثم نون ثم ألف ثم واو.
قال أبو علي الغساني: نسبة إلى الأبناء وهم قوم باليمن من (ولد) الفرس الذين جهزهم كسرى مع سيف بن ذي يزن إلى ملك الحبشة باليمن، فغلبوا الحبشة وأقاموا باليمن، فولدهم يقال لهم: الأبناء.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم بن حبان: كل من ولد باليمن من أولاد الفرس وليس من العرب يقال له: أبناوي وهم الأبناء.
nindex.php?page=showalam&ids=17258وهمام هذا أخو nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه وهو أكبر من nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب، سمع nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبا هريرة، وعنه أخوه وآخرون، وهو ثقة مات سنة إحدى، وقيل: اثنتين وثلاثين ومائة.
(فائدة):
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه من الأفراد وإن كان في الصحابة والتابعين من يشترك معه في الاسم دون الأب.
[ ص: 111 ] فائدة أخرى:
لا يلتفت إلى تضعيف الفلاس له فإنه من فرسان الصحيحين).
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق فهو أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم اليماني الصنعاني. سمع خلقا من الأعلام: nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا وغيره، وعنه خلق من الأئمة والحفاظ: أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين وغيرهما. وأحواله ومناقبه مشهورة، مات سنة إحدى عشرة ومائتين. قال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر: خليق أن تضرب إليه أكباد الإبل، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: ما رأيت أحسن منه.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي: فنقل عن nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين أنه ليس بقوي، وعن nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين أنه قيل له: تركت حديث nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق؟ فقال: لو ارتد ما تركته.
ونسبه العباس بن عبد العظيم إلى الكذب وأن nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أصدق منه، قال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي: ونسب إلى التشييع، وقد روى أحاديث في [ ص: 112 ] فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم مما لم يوافقه عليها أحد من الثقات، فهذا أعظم ما ذموه به من روايته للمناكير، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في "ضعفائه": فيه نظر لمن كتب عنه بآخره.
وزاد بعضهم عن nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : كتبت عنه أحاديث مناكير، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "تاريخه الكبير": ما حدث به nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق من كتابه فهو أصح.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور فهو أبو يعقوب إسحاق (خ، م، ت، س، ق) بن منصور بن بهرام -بكسر الموحدة- الكوسج من أهل مرو سكن نيسابور، ورحل إلى الحجاز والعراق والشام وسمع الأعلام منهم nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وبقية الجماعة إلا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبا داود، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي أيضا عن رجل عنه في آخر "جامعه".
قال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : ثقة مأمون، أحد الأئمة من أصحاب الحديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ثقة ثبت. وقال الخطيب: كان فقيها عالما، وهو الذي دون عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وابن راهويه المسائل. مات في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين.
فقوله: "إلى أضعاف كثيرة" دال على الزيادة على (سبعمائة).
وفي كتاب "العلم" لأبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل: (نا) nindex.php?page=showalam&ids=16131شيبان الأيلي، (نا) سويد بن حاتم، نا أبو العوام الجزار، عن nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=943802 "إن الله تعالى يعطي بالحسنة ألفي ألف حسنة".