("ينسأ") مهموز أي: يؤخر، والأثر هنا الأجل، وسمي الأجل أثرا; لأنه تابع للحياة وسابقها، ولعل معناه: إن مدة عمره، وإن قصرت يكون مثل من عاش زمانا لا يصل رحمه، لما أعطى الله نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام لما تقاصرت أعمار أمته، وإن حملته على ظاهره احتجت إلى تأويل قوله تعالى: فإذا جاء أجلهم [الأعراف: 34] وقوله - عليه السلام - أن ابن آدم يكتب في بطن أمه أثره (أي) أجله ورزقه .
[ ص: 268 ] وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار أنه قال لما طعن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: لو دعا الله لزاد في عمره، فأنكر ذلك عليه المسلمون واحتجوا بالآية السالفة، وأن الله يقول: وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب [فاطر: 11] وقيل: إنه يحكم أن عمر الإنسان مائة سنة إن أطاع، وتسعين إن عصى، فأيهما بلغ فهو في كتابه ، فعلى هذا يكون الحديث على ظاهره; لأن صلة الرحم من الطاعة.
وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أنه إن فعل ذلك به جزاء له على ما كان له من العمل الذي يرضاه فإنه غير زائد في علم الله شيئا لم يكن به عالما قبل تكوينه، ولا ناقص منه شيئا، بل لم يزل عالما بما في العبد فاعل وبالزيادة التي هو زائد في عمره بصلة رحمه، والنقص الذي هو بقطع رحمه من عمره ناقص قبل خلقه، لا يعزب عنه شيء من ذلك ، وقد سلف ذلك في كتاب البيوع في باب: من أحب البسط في الرزق.
فصل: فيما جاء في فضلها.
روى nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني في "ترغيبه" من حديث عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن سهيل، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا: "بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق" ثم قال: اختلف على عثمان
[ ص: 269 ] فيه، فرواه السري بن مسكين، عنه، عن nindex.php?page=showalam&ids=17195أبي سهيل بن مالك، عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.
ورواه داود بن المحبر، عن عباد عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد ببعض معناه ، ورواه حماد، عن رجل غير مسمى، عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس (يرويان) مسندا عن التوراة: "ابن آدم (اتق ربك) بر أبويك وبر والدتك وصل رحمك أمد لك في عمرك" الحديث .
[ ص: 270 ] وروى أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث في "سننه" من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن علي بن حسين، عن أبيه، عن علي - رضي الله عنه - مرفوعا: "الصدقة بعشر، والصلة بثمانية عشر، وصلة الإخوان بعشرين، وصلة الرحم بأربعة وعشرين".
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس نحوه من قولهما . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر بن رئاب nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس مرفوعا ، ومن حديث عكرمة بن إبراهيم عن زائدة بن أبي الزناد، ثنا موسى بن الصباح، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو يرفعه: "إن الإنسان ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد
[ ص: 272 ] الله في عمره ثلاثين سنة، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فينقص الله عمره حتى لا يبقى فيه إلا ثلاثة أيام" قال أبو موسى: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا بهذا الإسناد.
وعن علي مرفوعا: "من ضمن لي واحدة أضمن له أربعا: يصل رحمه يحبه أهله، ويوسع له في رزقه، ويزاد في عمره، ويدخله الله الجنة" حديث حسن من رواية أهل البيت، وروي عنه بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=651925 "من سره أن يبسط له في رزقه ويمد له في عمره فليصل رحمه" رواه غير واحد عن عبد المجيد بن أبي رواد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، عن nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي - رضي الله عنه - ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق
[ ص: 273 ] السبيعي [عن حبيب] عن عاصم ، وقيل: عن أبي إسحاق عن عاصم نفسه .
وفي حديث الفرج بن فضالة، ثنا هلال بن جبلة عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=77عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في صفة بالمدينة فقال: "إنى رأيت البارحة عجبا رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه رد ملك الموت عنه"، وذكر حديثا طويلا ، حديث حسن جدا (ورواه عن
[ ص: 274 ] سعيد أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16667عمر بن ذر) وعلي بن زيد بن جدعان .
قلت: ورواه أبو زكريا في "تاريخ الموصل" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب مختصرا.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في "نوادره" من حديث عبد الرحمن بن عبد الله، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب .
[ ص: 275 ] ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم في تاريخ بلده من حديث يحيى بن سعيد عنه بنحوه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12665أبو القاسم الجوزي: ويعارضه حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وحذيفة بن أسيد "ثم يؤمر بأربع" منها "أجله" "فلا يزاد عليها ولا ينقص" .
والجمع بينهما أن الله إذا أراد أن يخلق (النسمة) (قال) : فإن كان منها الدعاء رد عنها كذا وكذا وإلا نزل بها كذا وكذا، وكذلك أجلها إن برت والديها فكذا وإلا فكذا، ويكون ذلك مما يثبت في الصحيفة التي لا يزاد على ما فيها ولا ينقص، ومثل ذلك ما في الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=31603 "لا يرد القضاء إلا الدعاء" .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11903أبو الليث السمرقندي في "تنبيهه": اختلفوا في زيادة العمر، فقالوا: هو أن يكتب ثوابه بعد موته فكأنه زيد في عمره، وقال غيره: هو أن يرزق السهر من غير أرق فيعمل بطاعة الله فيها، وقيل: إنه في علم الله كذا إن فعل كذا، وفي اللوح المحفوظ كذا وكذا فإن فعل ما في علم الله زيادة على ما في اللوح وإلا فلا.
ورواه ابن منده في "الأحوال والأمن من الأهوال" بإسناده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير بن عبد الحميد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا قال - عليه السلام - : "فذلك زيادة العمر".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: المراد: الزيادة في العمر من سعة الرزق وصحة البدن، فإن الغنى يسمى حياة والفقر موتا.
وقيل: هو أن يكتب أجله مائة سنة، ويجعل تزكيته بعمر ثمانين فإذا وصل رحمه زاده الله في تزكيته فعاش عشرين سنة أخرى. وقيل: هو أن يبارك في أجله بتوفيق صاحبه لفعل الخير وبلوغ الأغراض فينال في قصر عمره ما لا يناله غيره في طويله.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13428ابن فورك: معناه نفي الآفات والزيادة في الفهم والعقل .