ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم، أن nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - جهارا غير سر يقول: "إن آل أبي (فلان) - قال عمرو: في كتاب محمد بن جعفر بياض يعني: الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة - ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين". زاد عنبسة بن عبد الواحد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15581بيان، عن قيس، عن عمرو: nindex.php?page=hadith&LINKID=689217سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ولكن لهم رحم أبلها ببلالها".
الشرح:
في مسلم "ألا إن [آل] أبي فلان" قيل: إن المكني عنه الحكم بن أبي العاص، والبلال: جمع بلل أطلقوا النداوة على الصلة كما أطلقوا اليبس على القطيعة; لأن بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة، ويقع بينهما التجافي والتفرق باليبس، فاستعاروا البلل لذلك، وقال القاضي: ببلالها بكسر الباء . يقال: بللت رحمي بلا وبلالا [ ص: 282 ] وبللا، قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: أي: وصلتها وبدأتها بالصلة، وإنما شبهت قطيعة الرحم بالحرارة تطفئ بالبرد وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: بلالها بالفتح كالملال. وقال الهروي: البلال جمع بلل ، كجمل وجمال.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: أبلها بمعروفها، والبل هو الترطيب والتندية بالمعروف، وشبه صلة الرحم بالمعروف بالشيء اليابس يندى فيرطب، وذلك أن العرب تصف الرجل إذا وصفته باللؤم بجمود الكف، فتقول: ما يندى كفه بخير وإنه لحجر صلد يعني: أنه لا يرجى نائله ولا يطمع في معروفه كما لا يرجى من الحجر الصلد ما يشرب، فإذا وصل الرجل رحمه بمعروفه، قالوا: بل رحمه بلا وبلالا. قال الأعشى:
ووصال رحم قد نضحت بلالها وإنما ذلك تشبيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلة الرجل رحمه بالنار يصب عليها الماء فتطفأ. قال المهلب: فقوله "لكن لهم رحم أبلها ببلالها"، هو الذي أمره الله في كتابه فقال: وصاحبهما في الدنيا معروفا [لقمان: 15] فلما عصوه وعاندوه دعا عليهم فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=847350 "اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف" فلما مسهم الجوع أرسلوا إليه قالوا: يا محمد، إنك بعثت بصلة الرحم، وإن أهلك قد جاعوا، فادع الله لهم، فدعا لهم بعد أن كان دعا عليهم فوصل رحمه فيهم بالدعاء لهم، وذلك مما لا يقدح في دين الله، ألا ترى صنعه - عليه السلام - فيهم إذ غلب عليهم يوم الفتح، كما أطلقهم من الرق الذي كان توجه إليهم فسموا بذلك الطلقاء، ولم ينتهك حريمهم ولا استباح أموالهم ومن عليهم، وهذا كله من
[ ص: 283 ] البلال .
وذكره ابن التين بلفظ: "أبلها ببلائها" قال: وكذا وقع و (بلالها) أجود وأصح، و (بلائها) لا أعرف له وجها.
قال الداودي: وجهه يحتمل ما نال منهم من الأذى، قال: وهذا لا يكون إلا في الكفار، قال تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم [التوبة: 128].
وقال ابن التين: هذا الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي غير ظاهر; لأن البلاء ممدود ولا يقال في ذلك أنه - عليه السلام - قال: لهم رحم أبلها بالأذى وإنما هو بلالها، وقد تفتح الباء - كما قرأناه - وكذا هو في أكثر النسخ، وفي بعضها بالكسر، وكذا ضبطه الجوهري قال: انضحوا الرحم ببلالها، أي: صلوها بصلتها وندوها، ويقال: لا تبلك عندي بلال، مثل قطام . يريد أنه مبني على الكسر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: وقد يتأول ذلك على الشفاعة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القيامة [، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: أتى إليهم من الخير ما ينبغي أن يفعل في الرحم.
وقوله: (وقال عمرو: في كتاب محمد بن جعفر بياض)، إنما نبه عليه; ليعرف أنه ترك الاسم، وقد عرفه وسكت عنه; لئلا يؤذي به المسلم من أبنائهم كما روي أن عمر كان إذا لقي عكرمة بن أبي جهل سب أباه، فقال له - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=664275 "لا تسب الميت تؤذ به الحي" قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي.
(وقال عبد الحق في "جمعه": الصحيح في ضبط هذا الحرف بياض برفع الضاد وأراد أن في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر موضعا أبيض لم يكتب ولا يعرف أيضا في قريش في ذلك الوقت ولا غيرهم بنو بياض إلا بني بياضة في الأنصار.
وقوله - عليه السلام - : ("لكن لهم رحم") دليل على أنهم كانوا من بني عبد مناف أو من غيرهم من قريش) .
وقوله: ("آل أبي") لعله يريد أكثرهم، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: والولاية التي [ ص: 285 ] نفاها ولاية القرب والاختصاص لا الدين . وقوله هذا يخالف ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي; لأن الأذى لأبناء المسلمين (لا يكون) لانتفاء القرابة، وقول nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أقوى وأولى، كما نبه عليه ابن التين.
("وصالح المؤمنين") قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: أبو بكر. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري: الأنبياء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير: أبو بكر وعمر. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: هو علي - رضي الله عنه - .