5667 6013 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16665عمر بن حفص، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15730أبي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله، nindex.php?page=hadith&LINKID=655554عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من لا يرحم لا يرحم". [ 7376 - مسلم: 2319 - فتح: 10 \ 438]
ذكر فيه أحاديث:
أحدها:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة - واسمه عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي - عن أبي سليمان مالك بن الحويرث قال: أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة متقاربون.
الحديث سلف، وموضع الحاجة منه: (وكان رحيما رفيقا).
وقوله: (ونحن شببة) أي: (أخيار) ، شببة وشبان وشباب كل ذلك جمع شاب.
وقوله: (وسألنا عن من تركنا في أهلنا) فيه هجرة بعض الحي لقوله تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم الآية [التوبة: 122].
وقوله: ("ارجعوا إلى أهليكم") فيه أن من هاجر قبل الفتح من غير أهل مكة يرجع إلى أهله.
وفي هذه الأحاديث: الحض على استعمال الرحمة للخلق كلهم، كافرهم ومؤمنهم ولجميع البهائم، والرفق بها، وإن ذلك مما يغفر الله به الذنوب، ويكفر به الخطايا، فينبغي لكل مؤمن عاقل أن يرغب في الأخذ بحظه من الرحمة ويستعملها في أبناء جنسه، وفي كل حيوان، فلم يخلقه الله عبثا، وكل أحد مسئول عما استرعاه وملكه من إنسان أو بهيمة لا يقدر على النطق وتبيين ما بها من الضر، وكذلك ينبغي أن يرحم كل بهيمة، وإن كانت في غير ملكه، ألا ترى أن الذي سقى الكلب الذي وجده بالفلاة لم يكن له ملكا فغفر الله له بتكلفه النزول في البئر وإخراجه الماء وسقيه، ومثله الإطعام، ألا ترى قوله: ("ما من مسلم غرس .. ") إلى آخره، وفي معنى ذلك: التخفيف عنها في أحمالها وتكليفها ما تطيق حمله فذلك من رحمتها، والإحسان إليها، ومن ذلك ترك التعدي في ضربها وأذاها وتسخيرها في الليل وفي غير أوقات السخرة، فقد نهينا في العبيد أن نكلفهم الخدمة ليلا، فإن لهم الليل ولمواليهم النهار، وجميع البهائم داخلون في هذا المعنى.
وفي قوله: ("ما من مسلم غرس") إلى آخره، دليل على أن ما ذهب من مال المسلم بغير علمه أنه يؤجر عليه.
[ ص: 316 ] وأما إنكاره عليه الصلاة والسلام على الأعرابي ما قاله بقوله: ("لقد حجرت واسعا") ولم يعجبه دعاؤه لنفسه وحده فلأنه بخل برحمة الله على خلقه، وقد أثنى الله على من فعل خلاف ذلك بقوله: والذين جاءوا من بعدهم [الحشر: 10] الآية، وأخبر تعالى أن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض.
فينبغي للمؤمن الاقتداء بالملائكة والصالحين من المؤمنين ليكون من جملة من أثنى الله عليه ورضي بفعله، فلم يخص نفسه بالدعاء دون إخوانه المؤمنين حرصا على شمول الخير لجميعهم.