ثم ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - النار، فتعوذ منها وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار، فتعوذ منها وأشاح بوجهه - قال شعبة: أما مرتين فلا أشك - ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة .
الشرح:
الكلام الطيب مندوب إليه، وهو من جليل أفعال البر; لأنه - عليه السلام - جعله كالصدقة بالمال، فوجه تشبيهه الكلمة الطيبة بالصدقة بالمال هو أن الصدقة بالمال تحيا بها نفس المتصدق عليه ويفرح بها. والكلمة الطيبة يفرح بها المؤمن ويحسن موقعها من قلبه فأشبهتها من هذه الجهة. ألا ترى أنها تذهب الشحناء و (تجلي) السخيمة، كما قال تعالى: ادفع بالتي هي أحسن الآية [فصلت: 34]، وقد يكون هذا الدفع بالقول كما يكون بالفعل .
[ ص: 334 ] فصل:
معنى (أشاح بوجهه): صرف بوجهه عن الشيء، فعل الحذر منه الكاره له، كأنه - عليه السلام - كان يراها ويحذر ريح سعيرها، فنحى وجهه عنها.
قال صاحب "العين": أشاح بوجهه عن الشيء إذا نحاه ورجل مشيح وشائح، أي: حازم حذر .