هذا الحديث سلف في الإيمان، ومعنى: ("أحب إليه مما سواهما") أي: أنه يحبهما أشد من نفسه ومن جميع الخلق، وصفة التحاب في الله أن يكون كل واحد منهما لصاحبه في تواصلهما وتحابهما بمنزلة نفسه في كل ما نابه، كما روى nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مثل المؤمنين كمثل الجسد، إذا اشتكى منه شيئا تداعى له سائر الجسد" ، وكقوله - عليه السلام - : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" سلف قريبا ، وروى شريك بن أبي نمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=940145 "المؤمن مرآة المؤمن" .
[ ص: 363 ] ورواه عبد الله بن أبي رافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا بزيادة: "إذا رأى فيه عيبا، أصلحه" .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: فالأخ المؤاخي في الله كالذي وصف به الشارع المؤمن للمؤمن في أن كل واحد منهما لصاحبه بمنزلة الجسد الواحد; لأن ما سر أحدهما سر الآخر، وما ساء أحدهما ساء الآخر، وأن كل واحد منهما عون لصاحبه في أمر الدنيا والآخرة كالبنيان، وكالمرآة له في توقيفه إياه على عيوبه ونصيحته له في المشهد والمغيب، وتعريفه إياه من خطئه وما فيه صلاحه ما يخفى عليه. وهذا النوع في زماننا هذا أعز من الكبريت الأحمر، وقد قيل هذا قبل هذا الزمان، كان
يونس بن عبيد يقول: ما أنت بواجد شيئا أجل من أخ في الله أو درهم طيب .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء أن قل لفلان الزاهد: أما زهدك في الدنيا فتعجلت به راحة نفسك وأما انقطاعك إلي فقد تعززت بي فماذا عملت فيما لي عليك؟ قال: يا رب، وما لك علي؟ قال: هل واليت لي وليا، وعاديت (في) عدوا .