[ ص: 366 ] (وهذا الحديث سلف في الحج) ، قال المفسرون في الآية المذكورة معنى لا يسخر : لا يطعن بعضهم على بعض، أي: لا يستهزئ قوم بقوم. عسى أن يكونوا خيرا منهم عند الله، ومن هذا المعنى نهيه - عليه السلام - أن تضحك مما يخرج من الأنفس أي: من الإحداث; لأن الله سوى بين خلقه الأنبياء وغيرهم في ذلك، فقال في مريم وعيسى عليهما السلام: كانا يأكلان الطعام [المائدة: 75] كناية عن الغائط، ومن المحال أن يضحك أحد من غيره أو بغيره بما يأتي هو بمثله ولا ينفك منه، وقد حرم الله عرض المؤمن، كما حرم دمه وماله، فلا يحل الهزء ولا السخرية بأحد، وأصل هذا إعجاب المرء بنفسه وازدراء غيره، وكان يقال: من العجب أن ترى لنفسك الفضل على الناس وتمقتهم ولا تمقت نفسك.