(حديث أبي موسى سلف في الشهادات، وكذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم آخر "صحيحه"، وأخرج الأول عن شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري) .
[ ص: 400 ] والإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه، وهو رباعي غير مهموز، وقيل: المدح بما ليس فيه.
ومعنى الحديث - والله أعلم - النهي أن يفرط في مدح الرجل بما ليس فيه، فيدخله من ذلك الإعجاب، ويظن أنه في الحقيقة بتلك المنزلة، ولذلك قال - عليه السلام - : "قطعتم ظهر الرجل"، حين وصفتموه بما ليس فيه، فربما حمله ذلك على العجب والكبر، وعلى تضييع العمل وترك الازدياد من الفضل، واقتصر على حاله من حصل موصوفا، بما وصف به. وكذلك تأول العلماء في قوله - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=843090 "احثوا التراب في وجوه المداحين" أن المراد به: المداحون الناس في وجوههم
بالباطل وما ليس فيهم.
ولذلك قال عمر - رضي الله عنه - : المدح هو الذبح . ولم يرد به من مدح رجلا بما فيه، فقد مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشعر والخطب والمخاطبة، ولم يحث في وجوه المداحين التراب، ولا أمر بذلك، كقول أبي طالب فيه:
وفي هذا من الفقه: أن من رفع امرأ فوق حقه، وتجاوز به مقداره بما ليس فيه فمتعد آثم; لأن ذلك لو جاز في أحد لكان أولى الخلق به نبينا عليه الصلاة والسلام، ولكن الواجب أن يقصر كل أحد على ما أعطاه الله من منزلة، ولا يعدى به إلى غيرها من غير قطع عليها، ألا ترى قوله - عليه السلام - في حديث الباب: "إن كان أحدكم مادحا أخاه" الحديث.