5718 6065 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=655605أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام". [ 6076 - مسلم: 2559 - فتح: 10 \ 481].
[ ص: 410 ] فدل ذلك أن أمره ونهيه في هذا الحديث على الوجوب، وقال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء: ألا أخبركم بخير لكم من الصدقة والصيام صلاح ذات البين، وإن البغضة هي الحالقة ; لأن في تباغضهم افتراق كلمتهم وتشتت أمرهم، وفي ذلك ظهور عدوهم عليهم ودروس دينهم.
وفيه: النهي عن الحسد على النعم، وقد نهى الله عباده المؤمنين عن أن يتمنوا ما فضل الله به بعضهم على بعض، وأمرهم أن يسألوه من فضله. وسنزيد فيه في باب النهي - إن شاء الله - وقد أجاز الشارع الحسد في الخير كما مضى، ويأتي.
وفيه: النهي عن التجسس وهو البحث عن بواطن الأمور للناس، وأكثر ما يقال ذلك في الشر. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي nindex.php?page=showalam&ids=12112وأبو عمرو الشيباني: الجاسوس: صاحب الشر، والناموس: صاحب الخير.
قال الخطابي: وأما (بالحاء) فقيل كالجيم، وبه قرأ الحسن الآية، ومنهم من فرق بينهما فقيل: بالجيم البحث عن عورات المسلمين، (وبالحاء: الاستماع لحديث القوم. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير) ، وقيل: بالحاء أن تطلب لنفسك، وبالجيم: أن تكون رسولا لغيرك، قاله أبو عمرو .
وقال ابن وهب: بالجيم إذا تخبرها من غيره، وبالحاء إذا تولاها بنفسه، وقيل: اشتقاقه من الحواس; ليدرك ذلك بها، وقيل: بالجيم: في الشر خاصة، وبالحاء فيه وفي الخير.
[ ص: 411 ] وقد فسر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في بعض الروايات الجيم بأنه البحث، وهو في معنى ما سلف، وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ذكر الجاسوس، وفسره من رواية الحموي بأنه: البحث عن الخير، وقيل: عن العدو، وقال ابن الأنباري: إنما سبق أحدهما على الآخر لاختلاف اللفظ; كقولهم بعدا أو سحقا. قيل: وقد يكون الخير بالعين.
فصل:
معنى: "لا تدابروا": لا تهاجروا، وهو أن يولي كل واحد منهما صاحبه دبره، وقيل: لا يتكلم أحد في غيبة أحد بما يسوءه، وقال الهروي: التدابر: التقاطع يقال: تدابر القوم، أي: أدبر كل واحد عن صاحبه .
وقال صاحب "العين": دابرت الرجل: عاديته، ومنه قولهم: جعلته دبر أذني أي: خلفها .