وهذا يشبه أن يكون أخذه عن شيخه محمد بن عيسى مذاكرة، وهو ابن الطباع أبو جعفر أخو إسحاق ويوسف، نزل أذنة، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغيره وعنه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=14273والدارمي، خرج له nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه أيضا،
[ ص: 422 ] وعلق له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كما ترى، وكان حافظا مكثرا فقيها. قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود: كان يحفظ نحوا من أربعين ألف حديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم: ثقة مأمون ما رأيت أحفظ منه للأبواب، مات سنة أربع وعشرين ومائتين .
[ ص: 423 ] فإن قلت: فقد وصف - عليه السلام - العتل الجواظ المستكبر أنه من أهل النار، فبين لنا تكبره، على من هو؟ قيل: هو الذي باطنه منطو على التكبر على الله، فهذا كافر لا شك في كفره، وذلك هو الكبر الذي عناه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله، في حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: nindex.php?page=hadith&LINKID=664291 "لا يدخل الجنة من كان في قلبه (مثقال حبة) من كبر".
والعتل: الجافي الغليظ، ومنه قوله تعالى: عتل بعد ذلك زنيم [القلم: 13] قال الفراء: إنه الشديد الخصومة بالباطل . وعلى الأول أهل اللغة.
قيل: الكبر الذي وصفناه هو خلاف خشوع القلب لله، ولا ينكر أن يكون من الكبر ما هو استكبار على غير الله، والذي قلنا من معنى الكبر على الله، فإنه غير خارج من معنى ما روينا عنه، أنه من غمص الناس وازدراء الحق، وذلك أن معتقد الكبر على ربه لا شك أنه للحق مزدر وللناس أشد استحقارا.
ومما يدل على أن المراد بمعنى الآثار في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري، عن يونس، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، عن عمرو بن الحارث أن
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وعلي بن زيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيما يحكيه عن ربه - عز وجل - : nindex.php?page=hadith&LINKID=687923 "الكبرياء ردائي، فمن نازعني ردائي قصمته" فالمستكبر على الله لا شك أنه منازعه رداءه، ومفارق دينه، وحرام عليه جنته، كما قال - عليه السلام - أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=657333 "لا يدخلها إلا نفس مسلمة" ومن لم يخشع لله قلبه فهو عليه مستكبر إذ معنى الخشوع التواضع، وخلافه التكبر والتعظم. فالحق على كل مكلف إشعار قلبه الخشوع بالذلة، والاستكانة له بالعبودية; خوف أليم عقابه. وقد روي عن محمد بن علي أنه قال: ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثله، قل ذلك أو كثر .
فصل:
سلف تفسير العتل، ويأتي تفسيره مع الجواظ في الأيمان والنذور، وفي باب قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم [الأنعام: 109].
[ ص: 425 ] والجواظ: الرجل الجافي الغليظ. وقيل: القصير البطين. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: الجواظ: الجعظري، الكثير اللحم (العظيم) البطن، الغليظ العنق. وقال الجوهري: هو الضخم المختال في مشيته، وكذا عند nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس والهروي، وقال أحمد بن عبيد: هو الجموع المنوع.
فصل:
قوله: ( عطفه : رقبته) عبارة الجوهري: عطفا الرجل: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه، وثنى عني عطفه أي: أعرض .
وقوله: ("كل ضعيف متضاعف") قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: الضعيف في جسمه وماله و (لسانه) ، والمتضاعف: المتواضع. وفي "الصحاح": الضعيف في بدنه، (والمضعف) في ذاته . وقال القزاز: ضعيف في جسمه; لاجتهاده في عبادته، قوي في طاعته وتصرفه.
وقوله: ("لو أقسم على الله لأبره") أي: لو أقسم عليه: لتفعلن ما أحب لأبر قسمه. أي: فعل له ما يكون بفعله قد أبر قسمه.