5742 6093 - حدثنا محمد بن محبوب، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس.
[ ص: 450 ] فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالا، يمطر ما حوالينا، ولا يمطر منها شيء، يريهم الله كرامة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وإجابة دعوته. [انظر: 932 - مسلم: 897 - فتح: 10 \ 504]
وقالت فاطمة - رضي الله عنها - : أسر إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فضحكت. سلف مسندا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - : إن الله - عز وجل - هو أضحك وأبكى.
ثم ذكر في الباب أحاديث كثيرة فيها:
أنه - عليه السلام - ضحك، وفي بعضها أنه تبسم، منها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - في قصة رفاعة، وما يزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التبسم. وفيه: وابن سعيد بن العاصي جالس بباب الحجرة ليؤذن له، هو خالد بن سعيد، وفي نسخة أبي محمد، عن أبي أحمد: وسعيد بن العاصي، والصواب الأول.
ومنها: حديث (أبي العباس) عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في استئذانه وأنه دخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك.
ومنها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر لما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالطائف، وفي آخره فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي: حدثنا سفيان بالخبر كله، وأبو العباس اسمه: السائب بن فروخ، الشاعر المكي الأعمى. nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر هو ابن الخطاب.
[ ص: 451 ] وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن أبي العباس، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، يعني: ابن العاص ، كذا قاله خلف الواسطي.
هو في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، وفي (مسلم) : ابن عمرو. قال nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي: ابن العاصي أشبه; لأن السائب قد روى عنه عدة أحاديث، وليس عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر سوى هذا الحديث على الخلاف المذكور .
ومنها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - في الذي وقع على أهله في رمضان، أنه - عليه السلام - ضحك حتى بدت نواجذه.
و (النواجذ) آخر الأسنان وهي أسنان الحلم عند العرب.
ومنها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في قصة البرد، وفيه: فضحك.
ومنها: حديث جرير: ولا رآني إلا تبسم في وجهي.
ومنها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة، عن أم سليم : "نعم إذا رأت الماء" فضحكت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة فقالت: أتحتلم المرأة؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "فبم شبه الولد؟ ".
ومنها: ثنا محمد بن محبوب: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - .
[ ص: 452 ] وقال لي nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في قصة الاستسقاء nindex.php?page=hadith&LINKID=650881 "اللهم حوالينا ولا علينا" وفيه: فضحك.
ومحمد بن محبوب هذا هو محمد بن الحسن، ولقب الحسن: محبوب بن هلال بن أبي زينب أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله القرشي البناني البصري، روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070 (البخاري nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود) ، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين (ويقال: سنة اثنين وعشرين) ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=15397 [النسائي] عن رجل عنه .
فإن قلت: إن حديث النواجذ خلاف ما حكته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنها لم تره مستجمعا ضاحكا حتى تبدو لهواته، ولا تبدو النواجذ - على ما قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة - إلا عند الاستغراق في الضحك وظهور اللهوات. قيل: ليس هذا بخلاف; لأن أبا هريرة شهد ما لم تشهد عائشة وأثبت ما ليس في خبرها والمثبت أولى، وذلك زيادة يجب الأخذ بها. وليس في قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قطع منها أنه لم يضحك قط حتى تبدو (لهواته) في وقت من الأوقات. وإنما أخبرت بما رأت، كما أخبر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة بما رأى، وذلك إخبار عن وقتين مختلفين.
ووجه تأويل هذه الآثار - والله أعلم - أنه كان - عليه السلام - في أكثر أحواله يتبسم، وكان أيضا يضحك في أحوال أخر ضحكا أعلى من التبسم، وأقل من الاستغراق الذي تبدو فيه اللهوات هذا كان شأنه - عليه السلام - ،
[ ص: 453 ] وكان في النادر عند إفراط تعجبه ربما ضحك حتى تبدو نواجذه، ويجري على عادة البشر في ذلك; لأنه - عليه السلام - قد قال: "إنما أنا بشر" فبين لأمته بضحكه الذي بدت فيه نواجذه أنه غير محرم على أمته.
وبان بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن التبسم والاقتصار في الضحك هو الذي ينبغي لأمته فعله والاقتداء به فيه للزومه - عليه السلام - له في أكثر أحواله.
وفيه وجه آخر: من الناس من يسمي الأنياب والضواحك نواجذ، واستشهد بقول الشاعر لبيد:
وإذا الأسنة أسرعت لنحورها أبرزن حد نواجذ الأنياب
فتكون النواجذ: الأنياب على معنى إضافة الشيء إلى نفسه، وذلك جائز إذا اختلف اللفظان، ومن إضافة الشيء إلى نفسه قوله تعالى: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16] و وحب الحصيد ، وقولهم: مسجد الجامع. وقول رؤبة:
إذا استعيرت من جفون الأغماد
والجفون: هي الأغماد، وإضافة الشيء إلى نفسه مذهب الكوفيين، وقد وجدنا النواجذ يعبر بها عنها بالأنياب. وفي حديث المجامع في رمضان كما سلف، ووقع في الصيام: (حتى بدت أنيابه) فارتفع اللبس بذلك، وزال الاختلاف بين الأحاديث.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: وهذا الوجه أولى، وهذا الباب يرد ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري: أنه كان لا يضحك. وروى جعفر عن أسماء قالت: ما رأيت الحسن في جماعة ولا في أهله ولا وحده ضاحكا قط
[ ص: 454 ] إلا متبسما. ولا أحد زهد كزهد سيد الخلق، وقد ثبت عنه أنه ضحك. وكان nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين يضحك، ويحتج على الحسن بقول الله هو أضحك وأبكى . وكان الصحابة يضحكون، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال: سئل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنه - هل كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال . وفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المهديين الأسوة الحسنة. وأما المكروه من هذا الباب فهو الإكثار من الضحك، كما قال لقمان لابنه: يا بني إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب. فالإكثار منه وملازمته حتى يغلب على صاحبه مذموم منهي عنه، وهو من فعل أهل السفه والبطالة .
فصل: في الإشارة إلى بعض ألفاظ وقعت في هذه الأحاديث:
الذي أسنده إلى فاطمة إنها سيدة نساء أهل الجنة وأول أهله لحوقا به .
و (الهدبة) والهدب: ما على أطراف الثوب، والمراد بالذوق - فيه - : الإيلاج لا الإنزال، وبه قال العلماء كافة. وانفرد سعيد فاكتفى بالعقد كما سلف.
وقوله: (إيه يا nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب). هو بكسر الهمزة (والهاء) إذا استزدت في الحديث، فإن وصلت نونت أي: هات حديثا ما، فإذا سكنته وخففته قلت إيها عنا، إن أردت التبعيد قلت: أيها بفتح الهمزة بمعنى: هيهات. قال ابن التين: وقرأناه بالكسر والتنوين.
[ ص: 455 ] ولعل معنى الحديث عليه: ردها أنت يا ابن الخطاب.
وقوله: ("إلا سلك فجا غير فجك") الفج: الطريق الواسع بين الجبلين، ولم يقيده nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس بذلك، بل قال: إنه الطريق الواسع. فقط .
فصل:
"قافلون": راجعون، والقفول: الرجوع من السفر.
وقوله: (فقال ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا نبرح أو نفتحها). ضبط (نفتحها) بالرفع وصوابه النصب، كما ضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي خطا، ونبه عليه ابن التين; لأن أو إذا كانت بمعنى حتى أو إلا أن تنصب، وقرأ تقاتلونهم أو يسلمون [الفتح: 16] وكذا إذا كانت بمعنى كي، ولا يصح ذلك في هذا الموضع أن تكون بمعنى كي، وإنما هي بمعنى حتى أو إلا. وقد قال امرؤ القيس:
فقلت له: لا تبك (عينك) إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
فصل:
(العرق) - بفتح الراء - : المكتل الممسوح قبل أن يجعل منه الزنبيل، و (الفرق) - بالفاء: مكتل يسع ثلاثة (آصع) بفتح رائه وإسكانها. و (اللابة): الحرة، وهي أرض تركبها حجارة سود، وهما حرتان تكتنفان المدينة.
ومعنى: (بدت نواجذه): ظهرت، واختلف في عدد النواجذ
[ ص: 456 ] وتعيينها: فقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: هي الأضراس، فهي على هذا عشرون. وقيل: هي أربع. ثم اختلفوا فقيل: الأنياب. وقد سلف رواية: "حتى بدت أنيابه" وقيل: المضاحك، وهي السن التي تلاصق الأنياب من داخل الفم، وهي نيبان من اليمين: واحدة من فوق، وأخرى من أسفل. ونيبان من الشمال كذلك.
وهذا أشهر الأقوال - كما قاله ابن التين - وهو ظاهر الحديث.
وقال أبو عبد الملك والجوهري: أحد النواجذ: ناجذ، وهو أحد الأضراس، ويسمى ضرس الحلم; لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل.
قال الجوهري: يقال ضحك حتى بدت نواجذه إذا استغرق فيه . ويبعد حمل الحديث على هذا القول.
فصل:
اللهوات: جمع لهاة: وهي المطبقة في أقصى سقف الفم، وتجمع أيضا على لهى ولهيات، قاله الجوهري . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: هي اللحمة (المشرفة) على الحلق، قال: ويقال: بل هو أقصى الحلق . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هي ما دون الحنك إلى ما يلي الحلق وما فوق الأضراس من اللحم.
[ ص: 457 ] فصل:
(قحط المطر): هو بفتح الحاء، وحكى الفراء: كسرها. وأقحط رباعي. ذكره الجوهري .
وقوله: (نشأ السحاب بعضه إلى بعض). قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس والجوهري: نشأ السحاب إذا ارتفع. وقال الهروي: ابتدأ وارتفع .
وقوله: (حتى سالت مثاعب المدينة). أي: تفجرت، والمثعب: بالفتح واحد مثاعب الحياض، وانثعب الماء جرى في المثعب.
وقوله: (ما يقلع) أي: ما يرتفع.
وقوله: (ثم قام ذلك الرجل أو غيره). سلف أنه ذلك الرجل.
وقوله: "حوالينا" هو بفتح اللام، قال الجوهري: لا نقله بالكسر.
وفيه من الفقه الواضح: جواز الاستسقاء في المسجد وعلى المنبر، وجواز الاستصحاء أيضا.