5765 6116 - حدثني nindex.php?page=showalam&ids=14424يحيى بن يوسف، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر - هو ابن عياش - عن nindex.php?page=showalam&ids=11983أبي حصين، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ، nindex.php?page=hadith&LINKID=655651أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أوصني. قال: " لا تغضب". فردد مرارا، قال: "لا تغضب". [فتح: 10 \ 519].
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد: هذا هو ابن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن لحي، واسمه ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا الخزاعي الكوفي أبو مطرف، أمير التوابين، قتل بالجزيرة بعين الوردة في شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وكان أميرا على أربعة آلاف يطلبون بدم nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين ابن علي، أخرجوا له، وذكروه في الصحابة، وكان اسمه في الجاهلية: يسارا، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سليمان، وكان خيرا عابدا، نزل الكوفة، وهو من الأفراد ليس في الصحابة سليمان بن صرد سواه.
واختلف في كبير الإثم: فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: إنه الشرك. وقال الحسن: كل ما وعد الله عليه النار. وقيل: في اللغة (ما أوعد) بدل (ما وعد). وقام الإجماع على أنه من الكبائر كالخمر.
[ ص: 488 ] والكظم في اللغة: حبس الغيظ، يقال: كظم البعير على جرته إذا رددها في حلقه .
والصرعة - بضم الصاد وفتح الراء - : الذي يصرع الرجال ، والهاء للمبالغة مثل ضحكة ولعبة.
قال ابن التين: وكذا قرأناه، وضبط في الكتب بإسكان الراء وليس بشيء; لأنه بالسكون: الضعيف المصروع، وليس مراده هنا، وإنما يريد من يغلب الناس ويصرعهم. وضبط في بعضها بفتح الصاد وليس بشيء أيضا.
وقوله: (إني لست بمجنون). إما أن يكون منافقا أو نفر من كلام أصحابه دون كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله: ("لا تغضب") معناه: أن يحذر أسباب الغضب، ولا يتعرض للأمور الجالبة للضرر فيغضبه.
فأما نفس الغضب فطبع لا يمكن إزالته من الجبلة. وقيل معناه: لا تفعل ما يأمرك به الغضب وقيل: أعظم أسباب الغضب الكبر عندما يخالف أمرا يريده، فيحمله الكبر على الغضب لذلك، فإذا تواضع ذهبت عنه غيرة النفس. فسلم بإذن الله تعالى من شره.
[ ص: 489 ] وجمع له - عليه السلام - في قوله: ("لا تغضب") جوامع خير الدنيا والآخرة; لأن الغضب يئول إلى التقاطع، ومنع ذي الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي فينقص لذلك دينه.
[ ص: 490 ] وقد روى (معاذ بن جبل) - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله - عز وجل - على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور يشاء". (أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من رواية معاذ بن أنس بإسناد ضعيف . وأخرجه من وجه آخر بهذه الطريق nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال: حسن غريب) .
وأراد - عليه السلام - بقوله: ("ليس الشديد بالصرعة") أن الذي يقوى على ملك نفسه عند الغضب، ويردها عنه هو القوي الشديد، والنهاية في الشدة; لغلبته هواه المردي الذي زينه له الشيطان المغوي، فدل هذا على أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو; لأن النبي - عليه السلام - جعل للذي يملك نفسه عند الغضب من القوة، والشدة ما ليس للذي يغلب الناس; من هذا الحديث قال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري حين سئل أي الجهاد أفضل؟ فقال: جهادك نفسك وهواك.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد أن الاستعاذة بالله من الشيطان تذهب الغضب; وذلك أن الشيطان هو الذي يزين للإنسان الغضب، وكل ما لا تحمد عاقبته; ليرديه ويغويه ويبعده من رضا الله تعالى، فالاستعاذة بالله منه من أقوى السلاح على دفع كيده.