ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت: في قصة أفلح. وفيه: "إنه عمك، تربت يمينك". وقد سلف.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - في صفية لما حاضت: "عقرى حلقى" لغة قريش. وسلف في الحج. قال nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت: يقال تربت يداه; إذا افتقر . ولم يدع عليه بذهاب ماله، وإنما أراد المثل ليرى المأمور بذلك الحد، وأنه وإن خالفه فقد أساء.
[ ص: 565 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي في قوله: "تربت يمينك" وتربت يداك: معناه (الاستحباب) كما تقول: انج، ثكلتك أمك. وأنت لا تريد أن تثكل.
وقال أبو عمرو: أصابها التراب ولم يدع بالفقر عليها.
وقال أبو زيد: ترب إذا افتقر، وإنما أراد بهذا أي: في يده التراب.
قال النحاس: أي: ليس يحصل في يده غيره. ويقال: ترب الرجل: إذا افتقر، وأترب إذا استغنى. وقال ابن كيسان: المثل جرى على أنه إن فاتك ما أغريتك به افتقرت إليه يداك. فكأنه قال: تربت يداك إن فاتك. وهذا من الاختصار الذي عرف معناه.
وقال غيره: هي كلمة لا يراد بها الدعاء، وإنما تستعمل في المدح كما قالوا للشاعر إذا أجاد: قاتله الله، لقد أجاد. وكما قالوا: "ويل أمه مسعر حرب" . وهو يتعجب منه ويمدحه، ولكنه دعا على أمه بالويل، وهو لا يريد الدعاء عليها من غضب، وهذا كلامهم، وهو مثل: تربت يمينك، والأظهر أنها كلمة جرت على ألسنتهم لا يريدون بها الدعاء كما سلف، وأبعد من قال: تربت: استغنت.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هو خطأ، قال: ومعناه هنا: افتقرت من العلم.
واختلف أهل اللغة أيضا في تأويل قوله: "عقرى حلقى"، فقال صاحب "العين": يقال للمرأة ذلك، أي: مشئومة، ويقال: هو دعاء عليها، يريد: حلقها الله وعقرها .
[ ص: 566 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14962أبو علي القالي: عقرى من العقر دعاء على الإنسان، وعقرا أيضا، وحلقى: من حلق الرأس وحلقا أيضا.
وقال ابن قتيبة: "عقرى حلقى" أي: عقرها الله وأصابها بوجع في حلقها .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد في "أمثاله": ومن الدعاء قولهم: (عقرى حلقى) . وأهل الحديث يقولون: عقرى حلقى، وعقرا حلقا، وقال في "غريب الحديث": عقرى حلقى وعقرا حلقا . وكذا ذكره القزاز بالتنوين مصدرين وعدمه، وعبارة ابن التين: "عقرى حلقى". أي: مشئومة مؤذية، معناه: عقرها الله وأصابها وجع في حلقها. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: يقال لما يتعجب منه ذلك. وقيل معناه: عقرك الله عقرا، وحلقك كما يحلق الشعر. وقال الداودي: (جرى ذلك على ألسنتهم) .
فصل:
في الحديث الأول تحريم لبن الفحل وهو قول أكثر العلماء، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - أنها لم تأخذ به.
وقوله: "فانفري" ظاهر أن طواف الوداع ليس بواجب عليها، ونقل ابن التين عن فقهاء الأمصار أن طواف الوداع مستحب.