قال الجياني: كذا روي هذا الإسناد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن يونس، وفي روايتنا عن أبي علي بن السكن: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، عن عقيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب. قال: والحديث محفوظ ليونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب بهذا السند.
وكذا ذكره مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن يونس، وقال محمد بن يحيى الذهلي في كتاب "علل حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري": حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16442أبو صالح، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، عن عقيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=3503908 "لا يسب ابن آدم الدهر" الحديث.
[ ص: 599 ] وهذه الرواية تقوي ما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن إن كان حفظه.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن سعيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: كلاهما محفوظ. وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة أشهرهما .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: كانت الجاهلية تضيف المصائب والنوائب إلى الدهر الذي هو مر الليل والنهار. وهم في ذلك فرقتان: فرقة لا تؤمن بالله ولا تعرف إلا الدهر الليل والنهار، اللذين هما محل للحوادث وظرف لمساقط الأقدار، تنسب المكاره إليه على أنها من فعله، ولا ترى أن لها مدبرا غيره، وهذه الفرقة هم الدهرية الذين حكى الله عنهم في قوله: وما يهلكنا إلا الدهر [الجاثية: 24]. وفرقة ثانية تعرف الخالق وتنزهه أن تنسب إليه المكاره فتضيفها إلى الدهر والزمان، وعلى هذين الوجهين كانوا يسبون الدهر ويذمونه، فيقول القائل منهم: يا خيبة الدهر ويا بؤس الدهر فقال - عليه السلام - لهم مبطلا ذلك: nindex.php?page=hadith&LINKID=3503908 "لا يسبن أحدكم الدهر".
فالله هو الدهر يريد - والله أعلم - : لا تسبوا الدهر على أنه الفاعل لهذا الصنع بكم، فإن الله هو الفاعل له، فإذا سببتم الذي أنزل بكم المكاره رجع السب إلى الله وانصرف إليه.
ومعنى قوله: "أنا الدهر". أي: أنا ملك الدهر ومصرفه، فحذف اختصارا للفظ واتساعا في المعنى. وبيان هذا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من حديث هشام بن سعد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عنه رفعه: "يقول الله - عز وجل - : أنا الدهر بيدي الليل والنهار (أجده)
وقال النحاس: يجوز فيه نصب الراء من قوله: "فإن الله هو الدهر". والمعنى: فإن الله مقيم الدهر أي: مقيم أبدا لا يزول، ولما قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: كان أهل الجاهلية يرون أن الدهر هو مهلكهم ولا يرونها من الله، كان أبو بكر بن داود يرويه: "أنا الدهر" بفتح الراء منصوبة على الظرف أي: أنا طول الدهر بيدي الأمر. قال: وهو باطل من ثلاثة أوجه:
[ ص: 601 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب وغيره: هذا الحديث مما لا ينبغي لأحد جهل وجهه; وذلك أن أهل الكفر بالله والزنادقة يحتجون به على المسلمين، وتأويله عند أهل السنة ما سلف من قصدهم النسبة إلى الفاعل، والفاعل لها هو الله سبحانه. فقال الله سبحانه: "يسب بنو آدم الدهر" أي: يسبونني، ومعنى الحديث: يظن ابن آدم أن الدهر فعل ذلك. وأنا فاعله، بيدي الليل والنهار. إلى آخره.
وقوله: "ولا تقولوا: خيبة الدهر": يريد ألا يصحح في الجاهلية، وهو من معنى الحديث السالف. قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هو دعاء على الدهر بالخيبة، وهي كلمة هذا أصلها، فصارت تقال لكل مذموم ومن يسبه لما يكون من تغير أصله، فلا بأس; لأن الذم يقع على أصله.