وأما قوله: ("يا أبا هر") فليس من باب الترخيم - كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال وغيره - وإنما هو نقل اللفظ من التصغير والتأنيث إلى التكبير والتذكير; لأن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتصغير هرة كانت له، فخاطبه باسمها مذكرا مكبرا، فهو وإن كان نقصانا من اللفظ، ففيه زيادة في المعنى، (ويجوز أن يكون لما حذفت الهاء في آخره
[ ص: 622 ] صار مرخما; لأن الأصل: يا أبا هرة، وهريرة تصغيرها. وذكر ابن عساكر: أنه كان يكره تصغيره ويقول: كناني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي هر. والذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وأبو عمر وغيرهما أنه - عليه السلام - كناه nindex.php?page=showalam&ids=3بأبي هريرة، وقيل: كناه والده بذلك) .
والهر: السنور، وجمعه: هررة، مثل: قرد وقردة.
وأما قوله: "يا عائش" و"يا أنجش" من باب النداء المرخم.
والترخيم: نقصان أواخر الأسماء، تفعل ذلك العرب على وجه التخفيف، ولا يرخم ما ليس منادى إلا في ضرورة الشعر. ولا يرخم من الأسماء ما كان على ثلاثة أحرف ساكن الوسط مثل: عمرو وفلس، لأن الثلاثة أقل (الأصول) ، إلا ما كان في آخره هاء التأنيث; فإنه يرخم، قلت حروفه أو كثرت. واختلف فيما إذا كان وسطه متحركا مثل: عمر وجمل، فمنع البصريون تصريفه، وأجازه الكوفيون، ويجوز في عائش وأنجش ضم الشين وفتحها، وكذا يا مال أقبل، ويا حار (للحارث) ، وفي ترخيم جعفر يا جعف أقبل، فتحذف الراء ويدع ما قبلها على حركته، وقرأ الأعمش: (ونادوا يا مال) ووجه ترخيمهم أنهم ذهبت قواهم، ولم تبلغ شكواهم، فضعفوا عن تتميم نداء مالك خازن النار.
وترخيم ما فيه تاء التأنيث مثل عائشة وفاطمة أكثر من غيره; لأن تاء التأنيث يلحقها الحذف، بدليل سقوطها من التكسير والنسب.
[ ص: 623 ] فصل:
وقوله: (كانت أم سليم في الثقل). وهو بتحريك الثاء والقاف، وهو متاع المسافر، وروي بكسر الثاء، قال ابن التين: والأول هو الذي قرأناه.