والحائط: البستان، سمي بذلك لأجل الحائط المبني حوله، حوطه عليه، وحيطان: أصله حوطان، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
وقوله: (يضرب به). وفي الباب الآتي: فجعل ينكت في الأرض بعود، وهو بمعنى الأول، إذ هو الضرب بالقضيب فيؤثر فيها، وهو ثلاثي مضموم الكاف، قاله ابن التين: وهذه عادة العرب أخذ المخصرة والعصي والاعتماد عليها عند الكلام والمحافل والخطبة، وهو مأخوذ من أصل كريم ومعدن شريف، ولا ينكرها إلا جاهل، وقد جمع الله تعالى لموسى - عليه السلام - في عصاه من البراهين العظام ما آمن به السحرة المعاندون، واتخذها nindex.php?page=showalam&ids=14430سليمان بن داود لخطبته موعظة وطول
[ ص: 647 ] صلاته، وكان nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود صاحب عصا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنزته، وكان - عليه السلام - يخطب بالقضيب، وكفى بذلك دليلا على شرف حال العصا، وعلى ذلك الخلفاء والخطباء، وذكر أن الشعوبية تنكر على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها على المعاني، وهم طائفة تبغض العرب وتذكر أمثالها وتفضل عليها العجم، وفي استعمال الشارع المخصرة الحجة البالغة على من أنكرها. وسلف عنه - عليه السلام - أنه طاف يستلم الركن بمحجن، وهي عصا محنية الرأس.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: كان عطاء بن يسار يمسك المخصرة يستعين بها، وكانت العصا لا تفارق سليمان بن داود في مصافاته، وقال مالك: كان nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار يمسك المخصرة يستعين بها . والرجل إذا كبر لم يكن مثل الشباب، يتقوى بها عند قيامه، وقد كان الناس إذا جاءهم المطر خرجوا بالعصي يتوكئون عليها، حتى لقد كان الشباب يحبسون عصيهم، وربما أخذ ربيعة العصا من بعض من يجلس إليه حتى يقوم.