قيل: إن الآية في السلام إذا قال: سلام (عليك) رد عليه: وعليك السلام ورحمة الله وإذا قال: السلام عليك ورحمة الله، رد: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. وقيل: إنها في الهدية.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: يرجع فيها ما لم تقبض. وهو مذهبنا ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة
ومشهور مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك -كما قاله ابن التين- أنها تلزم بالقول، وليس له
رجوع وإنما الحوز شرط في صحتها، واحتج بهذه الآية على من قال:
إذا سلم على جماعة يردون جميعهم، وهم الكوفيون; لأن معناه أن يرد
[ ص: 31 ] واحد منهم مثلما يسلم واحد مثلما ابتدئت به من غير زيادة لقوله: أو ردوها وروى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أنه - عليه السلام - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=708720 "إذا سلم واحد من القوم أجزأ عنهم" وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف مرسل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، واحتجوا بأنه لو رد عنهم (غيرهم) لم يسقط ذلك عنهم، فدل أنه يلزم كل إنسان بعينه، واستدل nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي مع ما سلف بقوله - عليه السلام -: nindex.php?page=hadith&LINKID=664997 "يسلم القليل على الكثير". والرد سلام عند العرب، وبإجماعهم أن الواحد يسلم على الجماعة، ولا يحتاج إلى تكريره على عددهم، وكذلك الرد، وإنكارهم لمرسل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لا وجه له; لأنه (لا) مستند لهم في قولهم، والمصير إليه أولى من المصير إلى رأي يعارضه، وقد عضده ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الأصبهاني في كتابه من حديث عبد الله بن الفضل عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي يرفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=676457 "يجزئ عن الجماعة إذا مرت أن يسلم أحدهم، ويجزي عن القعود أن يرد أحدهم". وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من هذا الوجه، وقال: و"الجلوس" بدل "القعود" وهو هو.
فصل:
وقوله: ("إن الله هو السلام") يريد أنه اسم من أسمائه، قال تعالى: السلام المؤمن [الحشر: 23] فمصداق هذا الحديث القرآن، والأسماء إنما تؤخذ توقيفا من الكتاب والسنة، ولا يجوز أن يسمى الله بغير
[ ص: 32 ] ما سمى به نفسه، ولما كان السلام من أسمائه لم يجز أن يقال: السلام على الله، وجاز أن يقال: السلام عليكم; لأن معناه الله عليكم، والسلام أيضا السلامة; قال تعالى: لهم دار السلام [الأنعام: 127] أي: السلامة، وهي: الجنة، والسلام: التسليم، والسلام: الشجر، وشجر عظام واحدتها سلامة، والسلام: الإسلام، والسلامة: البراءة من العيوب.
فصل:
قد أسلفنا أن الابتداء به سنة، ورده فريضة، وهو إجماع، ومن الدليل على كونه سنة قوله في المتهاجرين: nindex.php?page=hadith&LINKID=655613 "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" وسلف أيضا أن الرد فرض كفاية، وهو داخل في معنى قوله: فحيوا بأحسن منها أو ردوها [النساء: 86]; لأنه رد عليه مثل قوله وشبهوه بالتشميت أي: في كونه سنة كفاية، نعم هو كالجهاد، وطلب العلم، ودفن الموتى. وإن الكوفيين ذهبوا إلى أن الرد فرض عين على كل واحد، قالوا: والسلام خلاف رده، نعم قد يكون من السنن ما يسد الفرض كغسل الجمعة يجزئ عن غسل الجنابة عند جماعة من العلماء، وكغسل اليدين قبل الوضوء يجزئ عن غسلهما مع الذراعين في الوضوء، في قول عطاء.
فصل:
قد أسلفنا أن تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود هذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا مع باقي الأربعة.
[ ص: 33 ] وأخذ به nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والكوفيون، وأخذ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بتشهد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وهو من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، وأخذ nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بتشهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -، وادعوا أنه يجري مجرى التواتر كتعليمه الناس على المنبر بحضرة جماعة من الصحابة وأئمة المسلمين ولم ينكر عليه أحد.
فصل:
التحيات: السلام أو البقاء. والصلوات، قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب: قيل: معناه لا يراد بها غير الله والطيبات طيب القول والأعمال (الراتبة).
فصل:
لم يذكر في هذا الحديث هنا الصلاة على رسول الله فتحزبت المالكية وقالوا: فيه رد على nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12927وابن المواز منهم، قالوا: واحتجاج nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بالآية المراد: مرة في العمر (ولغى) ثم غلط فادعى أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي اختار تشهد nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود والعجب أن الصلاة ثابتة فيه في الحديث الصحيح من طريقين، وفي الذهن أني أسلفت ذلك.