وجاء في بعض طرقه أنه - عليه السلام - استحيا أن يقول للذين أطالوا الحديث في بيته: قوموا، ويخرجهم من بيته; لأنه - عليه السلام - كان على خلق عظيم، وكان أشد الناس حياء فيما لم يؤمر فيه ولم ينه، فإذا أمره الله لم يستحي من إنفاذ أمر الله والصدع به وكان جلوسهم عنده بعد ما طعموا للحديث أذى له ولأهله. قال تعالى: إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم الآية فقد حرم الله -عز وجل- أذى رسوله فأنزل الله من أجل ذلك الآية.
[ ص: 124 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة بإسناد ضعيف عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - أنه - عليه السلام - ما جلس إليه أحد فقام حتى يقوم، وذكر عن عبد الله بن سلام، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بن أبي الحسن، وأبي مجلز، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير، مثله.
وفيه: أن من أطال الجلوس في دار غيره حتى كره ذلك من فعله، فإن لصاحب الدار أن يقوم بغير إذنه ويظهر التثاقل عليه في ذلك حتى يفطن له، وأنه إذا أقام فإن للداخل القيام منه، وأنه لا يجوز له الجلوس فيه بعده إلا أن يأذن له في ذلك صاحب المنزل.