وقوله: ("أجل أن يحزنه") أي: (من أجل) هو إخبار منه - عليه السلام - عن السبب في ذلك، وهو أن الواحد إذا بقي فردا وتناجوا دونه حزن لذلك إذ لم يسارروه فيها; ولأنه قد يقع في نفسه أن سرهم في مضرته.
[ ص: 150 ] وفي "جامع المختصر": نهى أن يتركوا واحدا اجتناب سوء الظن والحسد والكذب.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: ابن حرب يقول: إنما يكره ذلك في السفر; لأنه مظنة التهمة، فيخاف الثالث أن يكونا قد ساقا إليه غائلة أو مكروها، بخلاف أن يخص جماعة وأما مناجاة جماعة دون جماعة، فالجماعة على جوازه; لأن الناس معه يشركونه فيما أسر عنهم فيزول الحزن، وفي بعض نسخ ابن (الجلاب)، وكذلك يكره أن يتناجى جماعة دون جماعة، وفي بعضها: لا بأس به.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: لا ينبغي ذلك، وحديث فاطمة السالف دال على جوازه، وقيل: إذا (ساررا) دون واحد بإذنه فلا بأس، وقد سلف في الحديث.
[ ص: 151 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه قال: لا يتناجى ثلاثة دون واحد; لأنه قد نهي أن يترك واحد، قال: ولا أرى ذلك، ولو كانوا عشرة (لم) يتركوا واحدا.