[ ص: 191 ] وقال بعضهم: إنه لم يزل في الترقي، فإذا ترقى إلى حال، رأى ما قبلها دونه، استغفر منه، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين. وما ألطفه، ومثله المراد به عن الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه على الدوام عليه، أو همه بسبب أمته، وما اطلع عليه من أحوالها بعد، أو سببه اشتغاله بالنظر في مصالح الأمة عن عظيم مقامه، أو شكرا لما أولى. ولا شك أن أولى العباد بالاجتهاد في العبادة الأنبياء; لما حباهم به من معرفته، فهم دائبون في شكره معترفون له بالتقصير ولا يدلون عليه بالأعمال; مستكنون خاشعون، قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة - رضي الله عنه -فيما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول عنه-: ما رأيت أحدا أكثر استغفارا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول: ما رأيت (أحدا) أكثر استغفارا من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة. وكان nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول كثير الاستغفار nindex.php?page=hadith&LINKID=944145وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين مرة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز: رأيت أبي في النوم كأنه في بستان فقلت له: أي عملك وجدت أفضل؟ قال: الاستغفار.
[ ص: 193 ] وروى أبو عثمان عن سلمان - رضي الله عنه - قال: إذا كان العبد يدعو الله في الرخاء فنزل به البلاء فدعا، قالت الملائكة: صوت معروف من امرئ ضعيف فيشفعون له. وإذا كان لا يكثر من الدعاء في الرخاء فنزل به البلاء فدعا، قالت الملائكة: صوت منكر من امرئ ضعيف فلا يشفعون له.
ولم يزد ابن التين في شرح هذا الحديث على أن قال: في بعض الأثر عنه - عليه السلام - "من استغفر الله تعالى سبعين مرة غفر له سبعمائة خطيئة"، وأي عبد أو أمة تذنب كل يوم سبعمائة ذنب؟
فائدة:
فوائد الاستغفار: محو الذنوب، وستر العيوب، وإدرار الرزق، وسلامة الخلق، والعصمة في المال، وحصول الآمال، وجريان البركة في الأموال، وقرب المنزلة من الديان، (فالثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور; ليزول الأثر; وتنشرح الصدور).