6337 - حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15679حبان بن هلال أبو حبيب، حدثنا هارون المقرئ، حدثنا الزبير بن الخريت، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=655862حدث الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك. يعني: لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب. [فتح: 11 \ 138]
ذكر فيه من حديث الزبير بن الخريت -بكسر الخاء المعجمة ثم راء (مهملة) مشددة ثم ياء ثم تاء بعد، أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا- عن عكرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: حدث الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك. يعني: لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب.
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من هذا الوجه وقال: (لا يفعلون ذلك) وهو أشبه بما في الكتاب من قوله: إلا ذلك.
[ ص: 250 ] والملل: السآمة يقال: مله: إذا سئمه.
و (لا ألفينك) أي: لا أجدنك، أي: لا تفعل ذلك، فألفينك فاعله.
وقوله: (تأتي القوم). إلى قوله: (فتملهم). كله مرفوع أيضا معطوف على (فتقطع عليهم حديثهم). قاله ابن التين قال: وضبط في بعض الكتب بنصب (فتملهم) على أنه جواب النهي. وصوبه بعضهم قال: والصواب أنه معطوف على تأتي.
وقوله: (إلا ذلك): أي لا يفعلون إلا كل ما أمرك به من جميع ما ذكرته لك، وقيل: لا يفعلون إلا اجتناب ذلك. والمعنى واحد.
ورواية nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني السالفة: لا يفعلون ذلك. واضحة.
ومراد nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بالسجع المستكثر منه وأكثر دعائه وكلامه سجع، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، قال: وهو كثير في القرآن. قال غيره: وإنما ذلك في متكلف السجع، أما الطبع فلا. وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال قال: إنما نهي عنه في الدعاء -والله أعلم- لأن طلبه فيه تكلف ومشقة، وذلك مانع من الخشوع وإخلاص التضرع لله، وقد جاء في الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=665771 "إن الله لا يقبل من قلب غافل لاه". فطالب السجع في دعائه همته في تزويج الكلام ونسجه، ومن شغل فكره بذلك وكد خاطره بتكلفه فقلبه عن الخشوع غافل لاه; لقوله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه [الأحزاب: 4] ثم قال: فإن قيل: فقد وجد في دعائه نحو ما نهى عنه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وهو قوله: "اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب". وقال في تعويذ حسن أو حسين: "أعيذه من الهامة والسامة وكل عين
[ ص: 251 ] لامة". وإنما المراد ملمة فللمقاربة بين الألفاظ وإتباع الكلمة أخواتها في الوزن. قال: "لامة". قيل: هذا يدل أن نهيه عن السجع إنما أراد به من يتكلفه في حين دعائه فيمنعه من الخشوع كما ذكرنا، وأما إذا تكلم به طبعا من غير مؤنة ولا تكلفة أو حفظه قبل وقت دعائه مسجوعا فلا يدخل في النهي عنه; لأنه لا فرق حينئذ بين المسجوع وغيره; لأنه لا يتكلف صنعته وقت الدعاء، فلا يمنعه ذلك من إخلاص الدعاء والخشوع.
وفيه: أنه ينبغي ألا يحدث بشيء من كان في حديث حتى يفرغ منه.
وفيه: أنه لا ينبغي نشر الحكمة والعلم ولا الحديث بهما من لا يحرص على سماعهما وتعليمهما، فمتى حدث به من يشتهيه ويحرص عليه كان أحرى أن ينتفع به ويحسن موقعه عنده، ومتى حدث به من لا يشتهيه لم يحسن موقعه، وكان ذلك إذلالا للعلم وحطا له، والله قد رفع قدره حين جعله سببا إلى معرفة توحيده وصفاته تعالى، وإلى علم دينه، وما يتعبد به خلقه.