واعترض nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي فقال: هذا الحديث في الباب قبله أدخل مما هنا، ولعل أبا عبد الله أراد أنه كما استقبل القبلة وقلب رداءه دعا حينئذ وليس كذلك، قلت: بلى. وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في باب الاستسقاء في التحويل والجهر، وقال فيهما: فاستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما.
قلت: والدعاء حسن كيفما تيسر وبكل حال; ألا ترى قوله تعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم [آل عمران: 191]. فمدحهم الله ولم يشترط في ذلك حالة دون حالة، ولذلك دعا - عليه السلام - في الحديث الأول في خطبته يوم الجمعة، وهو غير مستقبل القبلة، وفي الاستسقاء استقبلها.
فصل:
في ألفاظ وقعت في الحديث في الباب الأول لا بأس أن ننبه عليها: قوله: (فتغيمت السماء) الغيم: السحاب، يقال: غامت السماء وأغامت وأغيمت وتغيمت بمعنى.
[ ص: 266 ] وقوله: (يسقينا) تقرأ بضم الياء ويجوز فتحها سقى وأسقى بمعنى، وقيل بالفرق كما سلف في موضعه.
وقوله: (ومطرنا) أي: رحمنا، قال الهروي: وكذا أمطرنا هذا قول أهل اللغة، وفي التفسير: أمطر في العذاب ومطرنا في الرحمة. وفي "الصحاح": وقد مطرنا وناس يقولون: مطرت السماء وأمطرت بمعنى. وكذا في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: مطرنا وغرقنا بكسر الراء وقرئ: (ليغرق أهلها) بفتح الياء والراء.
فصل:
وفيه: حجة على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة في التحويل وعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: ينكسه أيضا خلافا nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك، وقال ابن الجلاب: هو بالخيار. وعلل بالتفاؤل بالانتقال من حال إلى حال. وأنكره بعضهم وألزم بتحويل الخاتم وغيره مما يسرع تحويله.
فرع:
إذا تحول الإمام تحول الناس وفاقا nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك، وقال ابن عبد الحكم: يحول الإمام وحده. وكل هذا سلف مبسوطا، وأعدناه لبعده.