والمستحب للقادم أن يعجل الطواف ولا يشتغل بشيء آخر حتى يطوف إلا أن يدخل المسجد والإمام في المكتوبة فيصليها أولا، أو يخاف فوت فريضة أو سنة مؤكدة فيقدمها ثم يطوف، وكذا المرأة الشريفة التي لا تبرز للرجال أو الجميلة تؤخر الطواف إلى الليل; وإنما [ ص: 318 ] يستحب طواف القدوم لغير المعتمر المحض، فأما المعتمر فإذا طاف للعمرة أجزأه ذلك عن طواف القدوم; لأنه تحية البقعة فهو كما إذا دخل المسجد وصلى الفريضة أجزأه ذلك عن التحية، والحاج والقارن إن قدما الوقوف على دخول مكة فليس في حقهما طواف قدوم أيضا بل هو مخصوص بما إذا قدما مكة قبل الدخول.
وحديث عطاء مرسل، لكنه ورد مقصوده مسندا في سائر الروايات ففي الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=659181أن أول شيء بدأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت. وتمام الحديث ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن أحمد بن عيسى، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651533قد حج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتني nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن أول شيء بدأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة، ثم حج nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مثل ذلك، ثم حج nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف ثم لم تكن عمرة، ثم nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر، ثم حججت مع أبى nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك ثم لا تكون عمرة، ثم آخر من رأيت فعل ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ثم لم ينقضها عمرة، وهذا nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عندهم فلا يسألونه ولا أحد ممن مضى ما كانوا يبدءون بشيء حين يضعون أقدامهم من الطواف بالبيت ثم لا يحلون، وقد رأيت أمي وخالتي حين [ ص: 319 ] تقدمان لا تبدآن بشيء أول من البيت تطوفان به، ثم إنهما لا تحلان، وقد أخبرتني أمي أنها أهلت وأختها nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير وفلان وفلان بعمرة فلما مسحوا الركن حلوا.
ففيه مع حكايته فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - إطباق الصحابة بعده على رعاية طواف القدوم; وأما بقية مقصود الحديث فقد زعم بعضهم أن المحرم بالحج إذا طاف بالبيت وسعى يحل; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه بعدما طافوا بالبيت وبين الجبلين: nindex.php?page=hadith&LINKID=668925من لم يكن معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة وعرض قول هذا القائل على عروة فأنكره قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحلل حتى فرغ من أعمال الحج، وعلى هذا جرت الصحابة بعده، وقد مر فيما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - تأويل أن إحرامهم كان مبهما وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتظر الوحي، وما قيل أنه كان لهم نقض الحج وتحويله عمرة وأن ذلك كان مخصوصا بذلك الوقت. والله أعلم.
وقوله: ثم لم تكن عمرة أي لم يصر النسك عمرة، ويجوز أن يقرأ: عمرة بالرفع ويجعل لم تكن بمعنى لم يحدث، وفي صحيح مسلم: ثم لم يكن غيره بدل ثم لم تكن عمرة أي: لم يكن غير الحج، والله أعلم.
وحيث شرع طواف القدوم فلو أن القادم اشتغل بشيء آخر قبل الطواف لم يفت الطواف، روي أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه كان يأتي منزله قبل أن يطوف بالبيت [ ص: 320 ] .