ويوم التروية قيل: سمي بذلك لأن الناس [يرتوون] فيه الري من الماء بمكة، وقيل: لأنهم يروون فيه عمل حجهم ويتحدثون فيه ويتعرفونه، والتسبيد: عن الأصمعي أنه الحلق واستئصال الشعر، وعن أبي عبيد أنه ترك التدهن وغسل الرأس، وهذا أليق باليوم.
وأما السجود عليه ففيه ما قدمناه موقوفا ومرفوعا، وعن عكرمة [ ص: 325 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد على الحجر . ولا يتأتى السجود على الحجر كما هو تمام السجود وهو مركب في موضعه، فكأن المراد وضع الجبهة والخد عليه، وقد ورد وضع الخد على الركن اليماني في بعض الروايات وحمل ذلك على الأسود لأنهما جميعا يسميان يمانيين.
وفي قصة إسلام nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر: كنت بين الكعبة وأستارها فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين .
والاستلام افتعال من السلام وهو التحية كأنه تحيته بذلك، ويذكر أن أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا; لأن الناس يحيونه، وقيل: هو افتعال من السلام -بكسر السين- وهي الحجارة، والمراد: [ ص: 326 ] لمسه كما يقال: اكتحل من الكحل، وإذا منعت الزحمة من التقبيل وأمكنه الاستلام فيستلمه ويقبل يده بعد الاستلام كما رواه عطاء عن غير واحد من الصحابة، وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=686453رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر استلم الحجر بيده وقبل يده وقال: ما تركته منذ رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله.