544 545 ص: وكان مما احتجوا به في ذلك ما حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14356ربيع المؤذن ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد، قال: نا محمد بن ثابت العبدي .
ش: أي كان من الذي احتج به هؤلاء الآخرون فيما ذهبوا إليه: بحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الذي يأتي الآن، وأخرجه من طريقين:
الأول: عن nindex.php?page=showalam&ids=14356ربيع بن سليمان المؤذن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى ، عن محمد بن ثابت العبدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع .
والثاني: عن حسين بن نصر بن المعارك وسليمان بن شعيب، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=17309يحيى بن حسان التنيسي ، عن محمد بن ثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع. وهؤلاء كلهم ثقات.
فإن قيل: nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ضعف هذا الحديث، وقال: محمد بن ثابت العبدي ضعيف لا يحتج بحديثه.
[ ص: 194 ] قلت: لا يلتفت إلى ما قاله؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وغيرهما وثقوه ، وروى له nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، وإنما ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم؛ لأن الحديث حجة عليه؛ لأنه لا يرى إلا أن التيمم ضربة واحدة إلى الكوعين.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في "سننه" : وقال: نا عبد الله [1\ق140- ب] بن محمد بن عبد العزيز إملاء، نا nindex.php?page=showalam&ids=14430أبو الربيع الزهراني، نا محمد بن ثابت العبدي، نا nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، قال: "انطلقت مع nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ... " إلى آخره نحوه سواء.
قوله: "في سكة" بكسر السين، وهي الزقاق، وجمعها سكك، والسكة: الطريقة المصطفة من النخل، والسكة: الحديدة التي يحرث بها، وسكة الدراهم: هي المنقوشة.
قوله: "وقد خرج من غائط" جملة فعلية وقعت حالا والغائط اسم للمكان المطمئن من الأرض الواسع، ثم يكنى به عن الحدث.
والجمع: غوط، وأغواط، وغيطان.
قوله: "أن يتوارى" أي: أن يغيب.
قوله: "أما إنه" بفتح الهمزة والتخفيف، وهي حرف استفتاح بمنزلة: "ألا" هنا، وتكون بمعنى "حقا" وقيل: اسم بمعنى "حقا" والضمير في "إنه" للشأن.
ويستفاد منه أحكام:
الأول: أن من سلم عليه وهو محدث ينبغي له ألا يرد السلام إلا بعد التيمم وإن كان في المصر، على ما ذهب إليه هؤلاء الطائفة، والجواب عنه للجمهور أنه كان من
[ ص: 195 ] النبي - عليه السلام - للفضيلة والاستحباب، وذلك لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى كما جاء في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، قال: قال رسول الله - عليه السلام -: nindex.php?page=hadith&LINKID=909596 "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم" . ولم ير - عليه السلام - أن يذكر الله في تلك الحالة وهذا هو اللائق بحاله وفعله - عليه السلام -.
والثاني: أن فيه تعليما للأمة ألا يسلموا على الرجل وهو يبول أو يتغوط كما ورد في حديث آخر عن ابن عمر أنه قال: "مر رجل على النبي - عليه السلام - وهو يبول فسلم عليه، فلم يرد عليه ".
الثالث: يفهم منه أنه رد السلام واجب، وأنه لا يسقط بالتأخير، ولا يأثم به الرجل إذا كان عن عذر.
الرابع: فيه استحباب استعطاف خاطر الرجل إذا توهم منه أنه قد قصر في حقه؛ تطبيبا لخاطره وإبداء عذره إياه.
الخامس: فيه بيان أن التيمم ضربتان، ضربة للوجه، وضربة لليدين.