وأصل التيمم من الأم، وهو القصد، تقول: أمه يؤمه أما إذا قصده، ويقال: أم، وتأمم، ويمم، وتيمم، بمعنى واحد.
ذكره أبو محمد في "الكتاب الواعي" وفي "المحكم": وايتمه.
والتيمم أصله من ذلك؛ لأنه يقصد التراب فيتمسح به.
وفي "الجامع" عن nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل: التيمم يجري مجرى التوخي، تقول: تيمم أطيب ما عندك فأطعمنا منه، أي: توخاه وقال الفراء: ولم أسمع: "يممت" بالتخفف، وفي "التهذيب" لأبي منصور: التعمد.
قلت: التيمم في اللغة مطلق القصد.
قال الشاعر:
ولا أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يليني أألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي هو يبتغيني
وفي الشرع: قصد الصعيد الطاهر، واستعماله بصفة مخصوصة لإقامة الخبر.
وإنما لم يقل: كتاب صفة التيمم؛ لأن كتاب الطهارة يشمله، فلا يحتاج إلى ذكر الكتاب، وهو نوع من الطهارة فلا يذكر إلا بالباب.
[ ص: 392 ] ولما فرغ من أحكام الوضوء الذي هو طهارة صغرى، وما يتعلق به، شرع يذكر التيمم الذي هو خلف عنه، والخلف أبدا يلي الأصل.