ش: أي هذا باب في بيان أحكام الاستنجاء بالعظام، وفي بعض النسخ: باب: الاستجمار بالعظام، وكلاهما بمعنى واحد.
وفي "المطالع": الاستنجاء إزالة النجو، وهو الأذى الباقي في فم المخرج، وأكثر ما يستعمل في الماء، وقد يستعمل في الأحجار. وأصله من النجو، وهو القشر والإزالة، وقيل: من النجوة، وهو: ما ارتفع من الأرض لاستتارهم به، وقيل: لارتفاعهم وتجانبهم عن الأرض عند ذلك، وقال الأزهري عن شمر: الاستنجاء بالحجارة بالحجارة مأخوذ من نجوت الشجرة وأنجيتها، واستنجيتها، إذا قطعتها؛ كأنه يقطع الأذى عنه بالماء أو بحجر يتمسح به، قال: ويقال: استنجيت العقب إذا أخلصته من اللحم ونقيته منه، وأنشد ابن الأعرابي:
فتبازت فتبازخت لها جلسة الأعسر يستنجي الوتر
قلت: ذكر الجوهري هذا الشعر ونسبه إلى عبد الرحمن بن حسان، والظاهر أنه لغيره، حكي في "العباب": قال أبو عمر الزاهد: كان شاعرا يلزم باب nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية -رضي الله عنه- وهو خليفة، فأبطأت عليه الجائزة، وكانت له جارية يقال لها: صولة يعني لهذا الشاعر، قال: فدفع إليها الشاعر يوما رقعة، فقال: توصلينها إليه. قال: فجاءت فدفعت إليه، فأخذها فقرأها، وهي قائمة، ثم قال لها معاوية: إن كان مثله إلا كاذبا، فقالت: حاشاه مثله لا يكذب، فقال لها معاوية: إن كان مثله لا يكذب، فقد هتك الله سترك، قالت: وأي شيء فيها، فأنشدها:
سائلوا صولة هل نبهتها بعد ما نامت بعرد ذي عجر [ ص: 514 ] فتبازت فتبازخت لها جلسة الأعسر يستنجي الوتر
وقال الجوهري: استنجى مسح موضع النجو أو غسله، واستنجى الوتر: أي مد القوس، وقال الشاعر...، ثم أنشد هذا البيت، ثم قال: وأصله الذي يتخذ الأوتار للقيسي؛ لأنه يخرج ما في المصارين من النجو، وهو ما يخرج من البطن.
قلت: العرد، بفتح العين وسكون الراء المهملتين، الذكر إذا انتشر وانتصب، والعجر - بضم العين المهملة وفتح الجيم -: جمع عجرة، وهي العقدة في الخشب، وأراد به ها هنا الذكر الذي له طيات كالعقد.
قوله: "فتبازت" أي: رفعت مؤخرتها لإتيان الرجل إليها، وأصله من البزي، بالزاي المعجمة، وهو أن يستأخر العجز ويستقدم الصدر.
قوله: "فتبازخت" أي: تطامنت، وأصله من البزخ بالمعجمتين، وهو خروج الصدر ودخول الظهر، ومنه رجل أبزخ.