ش: إسناده حسن جيد، ورجاله ثقات، وحيوة بن شريح التجيبي ، أبو زرعة المصري الفقيه الزاهد العابد .
وعياش بتشديد الياء آخر الحروف، والشين المعجمة ابن عباس، بتشديد الباء الموحدة والسين المهملة، القتباني .
وشييم بكسر الشين المعجمة، ويقال: بضمها، وبفتح الياء آخر الحروف، وياء أخرى مثلها ساكنة، ابن بيتان بفتح الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح التاء المثناة من فوق القتباني المصري .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود: نا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15294المفضل - يعني ابن فضالة المصري - عن عياش بن عباس القتباني أن شييم بن بيتان أخبره، عن شيبان القتباني، "أن مسلمة بن مخلد استعمل nindex.php?page=showalam&ids=15904رويفع بن ثابت على أسفل
[ ص: 518 ] الأرض، قال شيبان: فسرنا معه من كوم شريك إلى علقما - أو من علقما إلى كوم شريك - يريد علقام، فقال رويفع: إن كان أحدنا في زمن رسول الله -عليه السلام- ليأخذ نضو أخيه، على أن له النصف مما يغنم و: [لنا]، النصف وإن كان أحدنا ليطير له النصل والريش، وللآخر القدح. ثم قال لي رسول الله -عليه السلام-: يا رويفع، لعل الحياة... " إلى آخره، مثل ما ذكره النسائي.
قوله: "برجيع دابة": قد ذكرنا أنه العذرة.
قوله: "أو عظم": عطف عليه، والتقدير: أو بعظم.
قوله: "فإن محمدا": جواب قوله: من، ودخلت فيه الفاء لتضمن "من" معنى الشرط.
فانظر إلى هذه التأكيدات: الجملة الاسمية التي تدل على الثبات والاستمرار، ودخول "إن" التي للتأكيد، وتقديم الشأن على الخبر.
فإن قلت: ما الحكمة في هذا الوعيد الشديد؟
قلت: الذي ظهر لي من الأسرار الربانية أن النبي -عليه السلام- وعد الجن ليلة لقيهم إياه في بعض شعاب مكة ، حين سألوه الزاد أن يكون العظم زادا لهم، والروث علفا لدوابهم، وقبلوا ذلك من النبي -عليه السلام-، ثم إن أحدا إذا استنجى بعظم أو روث، يتأذى منه الجن؛ فلذلك أكد الوعيد فيه حتى يجانبوا ذلك ولا يفعلوه.
ولنتكلم في لغات رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود تكثيرا للفائدة.
فقوله: "على أسفل الأرض" أراد به الوجه البحري من مصر .
قوله: "من كوم شريك" هي بلد في طريق إسكندرية، وشريك هذا هو ابن سمي المرادي الغطيفي، وفد على رسول الله -عليه السلام-، وشهد فتح مصر .
[ ص: 519 ] قوله: "إلى علقما" بفتح العين المهملة، وسكون اللام، وفتح القاف، والميم المقصورة، وهي بلدة في طريق إسكندرية، وهي خراب اليوم، وعلقام مثله، إلا أنه بالألف قبل الميم، وهي أيضا بلدة وهي خراب.
قوله: "إن كان أحدنا" أصله إنه كان، وتسمى هذه "إن" المخففة من المثقلة؛ فتدخل على الجملتين، والأكثر كون الفعل ماضيا ناسخا نحو: وإن كانت لكبيرة وأمثال ذلك كثيرة في القرآن.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير: النضو الدابة التي أهزلتها الأسفار، وأنهبت لحمها.
وفي هذا حجة لمن أجاز أن يعطي الرجل فرسه أو بعيره على شطر ما يصيبه المستأجر من الغنيمة، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي، ولم يجوز ذلك أكثر العلماء، وأوجبوا في مثل هذا أجرة المثل.
قوله: "إن كان أحدنا" أي: وإنه كان.
"ليطير له" أي يصيبه في القسمة، يقال: طار لفلان النصف ولفلان الثلث؛ إذا وقع في القسمة ذلك.
قوله: "من عقد لحيته": قيل: كانوا يفعلونه في الحرب، وهو من زي الأعاجم . وقيل: معالجة الشعر لينعقد ويتجعد، وذلك من قبل التوضيع والتأنيث، فلأجل ذلك نهاه -عليه السلام-.
قوله: "أو تقلد وترا" قيل: هي التمائم التي يشدونها بالأوتار، وكانوا يرونها تعصمهم من الآفات وتدفع عنهم المكاره، فأبطل النبي -عليه السلام- ذلك، وقيل: هي الأجراس التي يعلقونها بها. والله أعلم.