881 ص: فكان من الحجة لهم في ذلك: أنه قد يجوز أن يكون قوله "فقولوا مثل ما يقول حتى يسكن" أي فقولوا مثل ما ابتدأ به الأذان من التكبير وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حتى يسكت فيكون التكبير والشهادة هما المقصود إليها بقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=650576 "فقولوا مثل ما يقول" وقد قصد إلى ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
حدثنا أحمد بن داود قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12388إبراهيم بن محمد الشافعي قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16432عبد الله بن رجاء عن عباد بن إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب (ح).
[ ص: 111 ] وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن المفضل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام- قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=665917 " إذا تشهد المؤذن فقولوا مثل ما يقول " .
ش: أشار أولا إلى الجواب عما تمسكت به أهل المقالة الأولى في وجوب قول السامع مثل قول المؤذن حتى يسكت، ثم ذكر الأحاديث التي يتمسك بها أهل المقالة الثانية.
وجواب آخر عن أحاديثهم: أنها مخصوصة بأحاديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وأبي رافع nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية -رضي الله عنهم- على ما يأتي إن شاء الله تعالى.
ثم إنه أخرج حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من طريقين صحيحين:
الأول: عن أحمد بن داود المكي ، عن إبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي المكي ابن عم الإمام الشافعي وثقه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره، عن عبد الله بن رجاء المكي ، عن عباد بن إسحاق وهو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني ويسمى باسمين: عباد بن إسحاق ، وعبد الرحمن بن إسحاق ، وكلاهما واحد، روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مستشهدا.
وهو يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
هذا بيان ما احتجت به أهل المقالة الثانية فيما ذهبوا إليه، وقد احتجوا في ذلك بأحاديث منها حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
أخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=13857إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي المدني ، فيه مقال كثير، والفروي - بفتح الفاء وسكون الراء - نسبة إلى الجد وهو فروة جد جد إسحاق المذكور، عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني روى له الجماعة، عن عمارة بن غزية بن الحارث المازني المدني روى له الجماعة، عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، روى له الجماعة، عن أبيه عاصم بن عمر روى له الجماعة، عن جده nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور ، قال: أنا أبو جعفر محمد بن جهضم الثقفي ، قال: نا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16656عمارة بن غزية ، عن خبيب بن عبد الرحمن بن إساف ، عن جعفر بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه، عن جده nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=657586 "إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر..." إلى آخره نحو رواية nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، نا محمد بن جهضم ، نا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16656عمارة بن غزية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم بن عمر ، عن أبيه، عن جده nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- نحوه.
[ ص: 113 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا نحوه.
قوله: "إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر الله..." إلى آخره.
كل نوع من هذا مثنى كما هو المشروع فاختصر -عليه السلام- من كل نوع على شطره تنبيها على باقية قوله: "لا حول ولا قوة إلا بالله " يجوز فيه خمسة أوجه:
الأول: فتحهما بلا تنوين.
والثاني: فتح الأول ونصب الثاني منونا.
والثالث: رفعهما منونين.
والرابع: فتح الأول وترفع الثاني منونا.
والخامس عكسه.
"الحول" الحركة، أي لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله تعالى قاله nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب وغيره، وقال بعضهم: لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله، وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته وحكي هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وحكى الجوهري : لغة عربية ضعيفة أن يقال: لا حيل ولا قوة إلا بالله - بالياء - قال: والحول والحيل بمعنى.
ويقال في التعبير عن قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله: الحوقلة، قاله الأزهري .
وقال الجوهري : الحولقة. فعلى الأول - وهو المشهور - الحاء والواو من الحول والقاف من القوة واللام من اسم الله.
وعلى الثاني الحاء واللام من الحول، والقاف من القوة، ومثلها الحيعلة والبسملة والحمدلة والهيللة والسبحلة في حي على الصلاة، وحي على الفلاح، وبسم الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وسبحان الله. وقال في كتاب "اليواقيت" وفي غيره: إن الأفعال التي أخذت من أسمائها سبعة وهي: بسمل الرجل إذا قال: بسم الله، وسبحل إذا قال: سبحان الله، وحوقل إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وحيعل [ ص: 114 ] إذا قال: حي على الفلاح ويجيء على القياس الحيصلة إذا قال: حي على الصلاة ولم يذكر، وحمدل: إذا قال الحمد لله، وهيلل إذا قال: لا إله إلا الله، وجعفل إذا قال: جعلت فداك، زاد الثعالبي الطيقلة إذا قال: أطال الله، والدمعزة إذا قال: أدام الله عزك.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : قوله الحيصلة على قياس الحيعلة غير صحيح، بل الحيعلة تطلق على حي على الفلاح وحي على الصلاة كلها حيعلة، ولو كان على قياسه في الحيصلة لكان الذي يقال في حي على الفلاح الحيفلة - بالفاء - وهذا لم يقل، وإنما الحيعلة من قولهم حي على كذا، فكيف وهو باب مسموع لا يقاس عليه، وانظر إلى قوله: جعفل في جعلت فداك لو كان على قياس الحيعلة لقال جعلف إذ اللام مقدمة على الفاء وكذلك الطيقلة تكون اللام على القياس قبل الفاء والقاف.
قوله: "من قلبه" يتعلق بقوله: "فقال أحدكم" أي قال ذلك خالصا مخلصا من قلبه لأن الأصل في القول والفعل الإخلاص.
قوله: "دخل الجنة" جواب قوله: "فقال أحدكم" في المعنى، وجزاء ذلك القائل.