978 ص: وقالوا أما ما رويتموه عن النبي -عليه السلام- من جمعه بين الصلاتين فقد روي عنه كما ذكرتم وليس في ذلك دليل أنه جمع بينهما في وقت إحداهما، فقد يحتمل أن يكون جمعه بينهما كان كما ذكرتم، ويحتمل أن يكون صلى كل واحدة منهما في وقتها كما ظن nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد ، وقد روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار من بعده.
ش: هذا جواب عما احتجت به أهل المقالة الأولى من الآثار التي فيها الجمع بين الصلاتين ، تحريره: أن أهل المقالة الثانية قالوا: أما ما رويتموه عن النبي -عليه السلام- من جمعه بين الصلاتين فإنا نسلم أنه روي عنه -عليه السلام- كما ذكرتم، ولكن ليس فيها دليل قاطع على أنه جمع بينهما في وقت واحدة منهما؛ لأنه يحتمل أن يكون جمعه بينهما كما ذكرتم، ويحتمل أن يكون أخر الأولى إلى آخر وقتها، وقدم الأخرى في أول وقتها، فيكون الجمع بينهما فعلا لا وقتا، ويرجح الاحتمال الثاني ظن nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد الأزدي أبي الشعثاء حيث ذكره في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الذي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي أيضا: nindex.php?page=hadith&LINKID=104652 "قلت لأبي الشعثاء : أظنه أخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء، قال: وأنا أظن ذلك " وكل واحد من nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار قد سبق ظنه إلى ما ذكرنا؛ لأن القائل في هذا الحديث لأبي الشعثاء هو nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار كما مضى بيانه فيما قبل، وإليه أشار nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي بقوله: "وقد روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار من بعده". أي: وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار من بعد nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد مثلما روى nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بالظن المذكور.
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة ، قال: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=658160 "صليت مع النبي -عليه السلام- بالمدينة ثمانيا جميعا [ ص: 256 ] وسبعا جميعا؛ أخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء" . فهذا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس صرح بما ذهب إليه nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وأصحابه من أن المراد من جمعه -عليه السلام- بين الصلاتين: أنه أخر الأولى وقدم الثانية، وهذا مما يؤيد ويرجح الاحتمال الثاني الذي ذكرناه؛ فحينئذ لم تبق لهم حجة في الآثار المذكورة إلا إذا التزموا بمثل ما التزمنا.
وأما الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أنه جمع بينهما بعد غياب الشمس، والذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أنه أخر المغرب بعد ذهاب الشفق حتى ذهب هوي من الليل، ونحو ذلك فقد مر الجواب عن ذلك مستقصى عن قريب.